I

31 7 9
                                    

لم تكف تلك العقارب عن التحرك منذ أن ولِدت ،
بكل مرة يذكرني صوتها إنه لا عودة لكل ثانية تمر في حياتي .

أضحيت أفكر كثيراً بالقليل ،
و قليلاً بالكثير !!.

عندما كنتُ طفلة كنت اراقب الأطفال و ما لديهم من اصناف مختلفة من الحلوى ،
و الآن عندما كبرت بضعة سنين ..

أصبحت اراقب من هم بعمري و ما يملكونه من مشاعر .

اراقب اللذين تعانق ارواحهم بعضها البعض ،
و اراقب اللذين تتشابك نظراتهم بشهوة ،
و كذلك من تشابكت ايديهم و هم يسيرون في الطريق أمام الجميع .

لم أعرف يوماً شعور الحب الذي يدعون وجوده ،
و لكني عرفت شعور الفقدان و البرود و الفراغ العاطفي .

اتأمل كل ليلة ظلمة الغرفة و شدة سواد الزاوية ،
ليتني مثل تلك الزاوية ..

لكنتُ الآن اجمع الظلام بين احظاني على الأقل .

بينما انا هنا بشر ، و لست زاوية في الحقيقة ، عليّ أن ارتب افكاري مجدداً و أعرف ماذا أُريد بالضبط ..؟

قالت لي اختي التي تكبرني بثلاثة اعوام تقريبا ..

"المراهقين أشبه بنجوم مضيئة للغاية ، لكن هناك من يتحول لشهاب و يسقط ثم يختفي ضوئه ،
و هناك من يبقى مضيئا إلى ان يصبح ناضج تماماً".

هي الآن في الثامنة عشرة ،
لقدر مرت بكل تجاربي التي اعيشها الآن .

لكن بطبيعتي كمراهقة ، لا يسعني تقبل نصائحها لي إطلاقاً ،
اعتذر أختي ..

لكن نصائحك ابقيها لنفسكِ .

اتقلب في الفراش ليلاً احاول الشعور بشيء يدفئ اعماقي الباردة ،
عناق مثلاً ...؟

انا لا أكذب و اقول اني لا احتاج نصفي الآخر حالياً ! ،
بكل مرة اشعر بها بالضعف او الألم ..

يتضاعف ألمي حين اذكر انه ليس لدي من يعانقني .

أغمض جفوني بقوة احاول النوم ،
لكن هيهات و أفكار العشق و غيرها تسيطر على تفكيري .

انا لا أريد الحب ....
بل انا احتاج ذلك الحب !!.

الإرادة شيء .... و الاحتياج شيء آخر .

العائلة مشتتة ، و انا مراهقة ، و الاصدقاء معدومين بالنسبة لأمثالي ،
فأنا إجتماعية لكن عدوانية و متملكة .

كانت لدي صديقة ،
كنت احبها بشدة و هي اكثر مَن احدثه و اشعر اني اميل له .

لقد فرضت تملكي عليها رغم انها مجرد صديقة ،
لقد استشعرت خطر التملك و التسلط فقاطعتني .

انا لا أخجل من قول إني متملكة ،
لكني اخجل من قول إني "وحيدة للغاية" .

أن أكون بكل هذا الجمال و الشخصية البسيطة ،
و للآن لم اجد الحب .... ذلك بسبب الحظ أو بسبب العادات الشرقية التافهة .

فبكل مرة يحب اثنان بعضهما ،
يجب ان يقف الجميع بوجههم .

خاصة نحن في بلدي ، محرم على الفتاة ان تتحدث مع اي فتى على الهاتف ،
يراقبون هاتفها و يشكون بها ...

بدلاً من أن يوفروا لها ما تحتاج ؛
كي لا تتحدث مع فتى و تقيم علاقة معه بحجة النقص مثلي .

انا لا اهتم ،
حتى لو تم قتلي من اجل ذلك .

اتطلع للسقف بمرارة و ارهاق ككل مرة ،
اشعر بالألم يمتد من قلبي لكل اجزاء جسدي ..

اتمنى ذلك العناق الدافئ ..
و احتاجه ..

إلى ان تُغلق عيناي ..

.
.
.
.
..
.
.
.
.

خربشات مراهقة TEENAGER IIحيث تعيش القصص. اكتشف الآن