تقودني أحرف صمتك إلى اللا معروف، تقودني إلى الجنون، حكاياتنا الليلية لا أدري إلى من أقولها، لا أحب أن أحكي لهم ما أحكيكْ، فلترجع وأبتسم أنا. فلو قال أحدهم بسرٍّ لا يعلمه أحدٌ عني لا تصدّقهم! أنا أقنعتي الحديدية لا أكشفها لأحدٍ غيرك ولأقرباء قلبي وكلماتي ليست على لساني بل كتاباتي، ألسنتي الطويلة لا تسمع لغيرها، فمنّي أنا إستمع بحذر، لا أحب قول الحقيقة لبشرٍ ينقلون أعراض الناس كثيراً وإن كانت نادراً. يأِستُ أنا من الإنتظار صغيري، إن لم ترِد الرجوع وإكمال الطريق فَقُل لي ولا تتركني أنتظر، قد ينتظر نصيبٌ وأضيّعهُ أنا بسبب إنتظاري لك. في كُل صباح أتذكر، أتذكر كيف كنت أنا أصحّيك من النوم وتجاوبني بنعاسٌ جميل، والآن أتمنى أن أبقى ناعسة متجاهلة كل ما في هذه الدنيا من متاعب وعبءٌ ثقيل. ليت البشر مثلك وليتهم ليس كمثلك، لا أقبل الواقع بأن يأخذ أحدهم شخصيتك! لا أقوى أن أحب أحدٌ غيرك بإختصار، فإذا سمحت أريدك أن تكون متميزاً أكثر من نسختك في الماضي رغم أن ماضيك كان جميلاً يا صغيري. فلتتعلم الوَصل وتأتي إليّ وتحادثني، فشوقي لك أحتل مناطق لم أتخيل أن تحتلها وعلمت بأن هناك مناطق في قلبي لم أعرفها ولم أستعملها في العاطفة إلا معك حالياً! فلترحمني، فلتحبني كما أحبك برغبتك، فلتشتاق، فلتموت بي كما ماتت أمانيّ بك، فلتعشق عيناي وتلتفت خائباً معترفاً لنفسك بأن الأعين الوحيدة التي عشقتها ستكون من نصيب غيرك مهما أحببتها وحاولت الوصول إليها. تضيع الكلمات ولا أعرف كيف أن أوصف حالي صغيري، فإعذُرني. أتمنى ألّا أخسرك صغيري وإن كنت بعيداً، أن أعلم أنك لا تزال تتذكرني، وإن لم تكن الذكريات حباً، يكفي بالنسبة لي، يكفي بأن أعلم أنني أتجوّل في عقلك وذاكرتك وإن كنت صغيرة تافهة، فوجودي بكَ صغيري، حلمٌ يتحقق. أتعلم، هناك أحلامٌ أحلمها، محال حدوثها في الواقع؛ مثل بكائي بسببك لأحضان شخصٍ غريب، و أوزانٌ على صدري لا أعرف كيف رميها بعيداً عني. لا أعرف ماذا علي فعله صغيري لإسترجاعك، و عدم معرفتي بهذا الأمر ليس بمعنى أنني لا أحبك! فهذه أنا، أحب الرياضيات ولكنني مغفلة في كل إمتحان. هذه أنا، أحبك حباً جماً ولكنني لا أعرف كيفية الوصول إليك.
حياناً أرغب بأن ألكم وجهي من الحماقات التي اقترفتها، من الأقوال التي كان عليّ حبسها لتعقد لساني، من الأفعال الساذجة التي دمرت لحظاتي، نعم لا زلت أشتاق إليه و نعم، لا يزال قلبه بارد، حقاً أرغب في حضور وقت كلماتك العميقة التي صارحتني بها، وأسئلك؛ هل حقاً تعني بما تقوله؟ أحقاً ستبقى معي؟ ثم سأعود إلى الآن وأنظر إلينا، اذا تغير شيء، اذا لم يحدث شيء، سنكون معاً سنضحك كل يوم ستبقى أنت! كل يوم. سأحبك كل يوم وكأنه أول يوم، لأنك لم تتغير ولكنك تغيرت وكذلك كل ما بي أنا تغير، أتظن سأبقى كما أنا وأنت تغيرت؟ لست بهذه الحماقة، نعم حمقاء لأنني أحببتك ولكنني لست بهذه الحماقة أيضاً. سأشتاق إليك أيها الجميل النادر، سأقفُ عند عتبتك كالشحاذه تطلب حقها الشرعي من حبك الذي لاذ بالفرار لعدم تحمل المسؤولية، سأقطع كل ما في قلبي وأتركه عبرةً لهؤلاء من يقول بأن الحب شعورٌ جميل، جميلٌ هو الموت في كل لحظة إسترجاع الذكرى، جميلٌ هو الموت عند رؤية وجه من حطّم قلبك ولا زلت تراه وسيماً، جميلٌ هو الموت إذا نهايته حياةٌ أخرى وليس جهنم وبئس المصير. غصصتُ بأطراف أحبالي مختنقةً! لا أعلم ما يحدث لي أهو حنينٌ مُبكي أم مجرد بكاء، أهو روحٌ ترغب في الخروج أم تتخيل بأنك تخنقني. سواء الروح قد علقت أم لحظة فُقدان، سأتحمل كل ما تحمله الحياة لي و إليّ. إشتقتُ إليك حقاً، أريد أن أحادثك كل يوم قبل النوم وبعده، أثناء فرحتك وحزنك، كل يوم. خيالي لا يكفّ عن تخيلك و دموعي لا تتحمل البقاء في جحرها ولا صراخي يحب السكوت ولا يتحمل قلبي أن يمر يوماً آخر بدونك. لكنني لم أملّ من الدعاء قبل طلوع الشمس أن يبقيك ربي معافياً، ولا تردد اسمك على لساني وقتما أتصدّق عني وعنك، ولم يضعف قلبي أملاً للحصول على فرصةٍ أخرى لأتذكر بعض أحاديثك الغزلية الخاصة المميزة وأبتسم أنا شوقاً و مرحاً والكل يظن بأن عقلي إختل. أرغب في العودة لنفسي القديمة معك قديماً، أرغب في السكوت طيلة الطريق كي لا أندم لاحقاً، أرغب في حضور كل مناسبة في بيتكم منذ لقائنا، أرغب بكل شي كان قديماً، حقاً أرغب به.
و قد شنقت نفسي بيدي المتهمة، لن تعلم لماذا تغيرت إلى إذا رأتني عينك التي تعرفني حقاً، تغيرت لأسقط كل التُهم من ظهري ولأظهر أمامك جديدة وغير ملموسة وغير معروفة، لأبقى معك إلى الأبد، إن أردت ذلك، لأنني أريد ذلك. إختنقت بغبارٍ صنعته يداي، وطعنت صدري بخنجرٍ أحمله لهذا اليوم، الذي أعلم بأنني سأحتاجه منذ بدايتنا التي لا تبشر بالخير أبداً! سأحتاجه لأقتل نفسي وتطفو روحي في العلالي كي لا يلتقطني أحد، كي لا أعيد خطأي الذي لن أعترف به. أتعلم صغيري، بأن خطأي أنا بالذات بين كل فتاة في هذا الجيل، يرهقني، فتاةٌ غيري ستمضِ وتلتقِ بشخصٍ آخر وتبدأ قصة حب جديدة ولن تبالي بك تفكيراً، أما أنا أخطائي كلها بدأت جذورها بالتشبت فيني لجرعاتٍ تطعمني إياها كل يوم منذ إبتعادك، وأتذكر جرائمي التي إرتكبتها في حقك صغيري، وأبكي الليالي بصمت وأمثّل النوم وقتما تدخل والدتي لتتطمن. كلما زاد الثقل، كلما إشتدّ المحمول به وينسكب الحامل. كلما زاد الإرهاق، إشتدّ صدري وتنسكب الإبر وتسمّني مثل كلماتك وإتهاماتك. ما يربكني بأنني لا أهرب من أسهم لسانك، بل أقف مواجهةٌ بجسدٍ ثابت وأتقبل ما يأتي منك، وكأنني أزداد قوّةً ولكن بيأس، من كل حرفٍ منك يصيبني. أحبك بطرقٍ لن تفهمها، أحبك بطريقتي، وسيبقى حبك بيني وبين نفسي لن أعترف به معك بل من خلفك. خلفك أسهم الحياة تطعن ظهرك المتألم، أنا خلفك سأقتلعهم لتكمل طريقك. لن تقتنع بأسلوبٍ عجزت عن فهمه، فكيف تقتنع بشيءٍ لا تفهمه! أرجوك، إفهم ما أحاول التوصّل إليه! بأن تغيري هذا عبارة عن تحوّل جذري من ماضيّ الأسود الذي أنت تعرفه، تغيري لك أنت فقط، تغيري سيبقى يتغير لتشعر أنت بالأمان. هل إنتهيت أنا من حياتك؟ أتريد رميي بعد أن ربطت حبل إعدامي؟ أنا لا أريد أن أنتهي، لست ضعيفة لقول هذا ولكن؛ منذ أن عرفتك صغيري، وأنا أرى هذه الدنيا بها تفاصيلٌ لا يراها غيري من شدة ملاحظتي وتسعدني جداً جداً فقط لأنك معي! فلا تذهب، أحتاج أن أريدك ولا أريد أن أحتاجك.