Three

51 5 2
                                    

يَمْلَأ الصَّوْت الْمَكْتُوم للمحرك الْجَارِي رَأْسِي الْمُصَاب بِالدَّوْر ، فُتِحَت عَيْنَاي بِبُطْء ثُمّ أَدْرَكْت أنِّي جَالَسَهُ فِي مَقْعَدِ الرَّاكِبُ فِي سَيّارَةٍ ، بَيْنَمَا يَدَاي وقداماي مقيدتان ، السَّيَّارَة كُلُّهَا سَوْدَاء ، مَقَاعِد جِلْدِيَّة سَوْدَاء ، لَوْحَة قِيادَة سَوْدَاء ، عَجَّلَه قِيادَة سَوْدَاء ، كُلِّ شَيْءٍ أَسْوَدُ .

بَدَأ قَلْبِي يَتَسَارَع وَأَنَا أَنْظُرُ فِي خَوْفِ بِجِوَارِي لَأَجِد الرَّجُلُ نَفْسَهُ الَّذِي أَسَرَنِي فِي الْمَقَامِ الْأَوَّلُ ، يَضَع معصمه عَلِيّ الْجُزْء الْعُلْوِيّ مِنْ عَجَلةِ القِيادَة وَهُوَ يُشَاهِدُ الطَّرِيق.

يَضَع كُوع ذارعه الْآخَرُ عَلَيَّ الْمُسْنَد ، بَيْنَمَا يَعْبَث بِحَلْق شَفَاه وَيَضَعُه بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ.

نَظَرْت أَمَامِي ، لازلت عَاجِزَةً عَنْ الْكَلَامِ وَأَنَا أُرِي أَنَّنَا نَسِير عَلَيّ طَرِيقٌ فَارِغ فِي حَقْلٌ ، تَقَلَّبْت معدتي عِنْدَمَا أَدْرَكْت أَنَّنَا لَمْ نَعُدّ قَرِيبَيْنِ مِنْ أَيِّ نَوْعٍ مِنْ الْبَشَرِيَّة.

لَم يَسَعُنِي إلَّا أَنْ أَطْلَقَ نفسًا حادًا مِمَّا جَعَلَهُ يَحُول انْتِبَاهِه إلَيّ.

تَجَمَّد جَسَدِي بَيْنَمَا مَلاَمِحِه المنحوتة تُركز عَلِيّ ، عَيْنَاه المظلمتان تحدقان بِي ، مَاذَا سَيَفْعَل بِي ؟

"احدهم قَد استيقط" تَمْتَم بلهجته الْخَشِنَة.

"اي نَحْن ؟ " يَسْتَطِيع صَوْتِي بالكاد أَنْ يَخْرُجَ صريرًا.

" هَذَا لَيْسَ مِنْ شأنكِ" قَالَ وَهُوَ يُبْقِي رُؤْيَتِه عَلِيّ الطَّرِيق الترابي.

تَقَلَّبْت معدتي فِي خَوْفِ . مَاذَا يَحْدُثُ لِي بِحَقّ لجحيم ؟ إلَيّ أَيْنَ نَحْنُ ذَاهِبِين ؟ هَل أَخَذَنِي لهنا لِيَقْتُلَنِي ؟ هُنَاك الْكَثِيرِ مِنْ الْأَسْئِلَةِ الَّتِي اخشي طَرْحُهَا عَلَيْه.

"ماذا تُريدُ منّي ؟ مَنْ أَنْتَ ! " رُفِعَت صَوْتِي قَلِيلًا.

" عزيزتي ، لَو كنتِ تَعْلَمِين الْأَفْضَل لكِ ، كنتِ ستنتبهين إلَيّ نَبْرَة صوتكٍ" قَال بصراحة خِلَال أَسْنَانِه الْمَشْدُودَة.

"هل ستقتلني ؟ " همست تقريبًا.

هُنَاك فَتْرَةً طَويلَةً مِنْ الصَّمْتِ مِمَّا جَعَلَ قَلْبِي يَنْبِض بِشِدَّة مِن الترقب.

"لست مُتَأَكَّدًا بعد" قَالَ وَهُوَ يمرر يَدِه خِلَال شَعْرِه ، وابتسامة شَيْطَانِيَّةٌ تَلْتَصِق عَلِيّ شَفَتَيْه.

هَل سيسمح لِي بِالرَّحِيل ؟ هَلْ هَذَا مَا يَقُولُهُ ؟ لَا يُمْكِنُ . لَن يَقُودُنِي كُلُّ هَذَا الطَّرِيقِ هُنَا لِيَسْمَح لِي بِالرَّحِيل . هُو عُضْوٍ فِي ماليجننت ، لَا يُمْكِنُ أَنْ يُسْمَحَ لِي بِالرَّحِيلِ.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 23, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Malignant [h.s] ( Arabic translation )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن