01. مستقبل

8.6K 38 9
                                    

أتجول وحيدة بعد منتصف الليل في شوارع كاليفورنيا
ها انا ذا اجلس على أحد أرصفة الشارع
انعدمت كل المشاعر في قلبي عندما تَسرِق مِنك الحياة أغلى ابتسامة، وأجمَل فَرحة، وأروعِ قلبٍ، فتَكرهُ حياتِك، وتَنقلب الدُنيا على رأسِك، وعندما تُصبح الآلام والأحزان لصيقةً بحياتِك في كُلِ مراحِلها ولحظاتِها بما في ذلك ساعاتِ الفَرح، وعندَما تبكي ولا يَسمَعك أحد، وتَصرِخ فلا يُجيبك أَحَد، وتشكو فلا تَردُ عليكَ سِوى الجُدارن، عندما تُصبِح الوِحدة رفيقةَ دَربِكَ، والضيق أقرَب خِلانِك، والمرارةُ أَعز أصدِقائِك.
انزلت نظري حيث يقبع جنيني ذو الخمس اسابيع ومسدت على بطني بكل رفق . ليس لهذا الملاك اي ذنب لن اجعله يعيش هذا العبئ سأكون له الحياة الأم الاب كل شيء .
Flash back
" نحن لم نستخدم الحماية " قلت بهلع بعد سهرة حميمية مع صديقي
ليقهقه قائلا " لن يحدث حمل من المرة الأولى لا تقلقي "
" و ماذا إن حدث ! " نظر إلي بصمت ثم قال " هيا لقد تأخرتي "
ارتديت ملابسي بخفة و رتبت نفسي قليلا ثم خرجت من منزل صديقي نثان متوجهة الي بيتي
انا و نثان نتواعد مند شهرين إلتقيته بعد انتقاله للعيش بجانب بيتي ثم صادف أن إلتقينا في معهد كاليفورنيا للٱداب و الفنون
بعد أربعة أسابيع
" كلوي هل انت بخير ؟ " قالت ايميلي وراء باب الحمام
" كلوي اجيبيني " رددت
عدت من شرودي لحظة نزول قطرات من الدموع على وجنتاي لاعيد انظاري إلى يدي المرتجفة التي تحمل اختبار حمل بعلاملة موجبة
خرجت من الحمام لتهرع ايميلي ورائي " ماذا يحدث معك ؟ " صرخت في وجهي
" انا .. انا " ارتميت في حضنها و انا ابكي
" حسنا حسنا إهدئي " قالت بينما تغمرني بين أحضانها

End of flash back
حل صباح يوم جديد

ها أنا ذا اتناول فطوري بعد أن أفرغت كل معدتي . انا اعاني من غثيان الحمل بشكل لا يصدق أو هذا ما اظن !
اليوم يوم عطلة لذا قمت بدعوة ايميلي لقضاء اليوم معي
" يا إلهي أنه مثير حد اللعنة " قالت ايميلي و هي تنظر إلى الشاشة
" انا هنا غارقة في مصائبي و انت تتغزلين ؟ " اردفت بإندهاش
" انا اقول الحقيقة لا غير " قالت بملل " أرى انكي اصبحت مملة بسبب هرمونات الحمل اعتقد ! "
رميتها بوسادة لتقهقه علي
" اذا ما هو قرارك حول ما اخبرك به كريس ! " قالت " انا افكر في ترك البيت فعلى كل حال ليس لدي مال كافٍ لأسدد به اجر هذه الشقة "
" يمكنكي القدوم إلى بيتي " قالت بخفوت
" أن تعلمين جيدا أن عائلتك لن تتقبل وجودي معكم كما أن السيد كريس اعطاني مهلة اسبوعين " قلت لتنظر لي بحزن
" ماذا بشئن الطفل ! " قالت " لا اعلم .. اظن انه يجب علي الإجهاض "
" هذا خيار سيء بالفعل "
" لا يوجد حل اخر " قلت بينما اهز كتفاي
" انا لا اعلم اي من الحظ كتب ع..." قالت ايميلي ليقاطعنا صوت التلفاز " يحتفل السيد جاكسون غارسيا مدير متاجر التجزئة بإفتِتاحه ثالث اكبر مول له في لوس انجلوس "
" واااااو " صدرت شهقات من فمي
" بغض النظر عن نجاحته و أمواله انظري لجماله يا إلهي أنه يسحرني " قالت بثغر مفتوح مثل الاغبياء
" اود قتلك الان حقا ، أنه يمتلك الكثير من التلريونات في حسابه البنكي في مختلف أعظم الدول و انت الان تتكلمين عن جماله ! " نظرت لها بحدة
" ماذا ! اعني لم اف.." قالت بتردد " اصمتي " قلت بتهديد
ذهبت ايميلي بعد اقتراب غروب الشمس أما أنا شغل تفكيري ذلك الجاكسون
بينما يحتفل رجال الأعمال بإنتصاراتهم انا اجلس هنا في شقة لن تدوم لأكثر من أسبوعين و في احشائي جنين غير شرعي ، اعايش اكتئاب الحمل و الغثيان وحيدة !
لماذا ليس من نصيبي أن أعيش حياة رغدة كغيري ؟ أن أسافر و اشتري مجوهرات من الالماس و البلاتين ! أن أكون ملكة على عرش من الرخاء و الدلال
بقيت افكر إلى أن اخذني التعب في نوم عميق

" انا الانسة كلوي جونس جئت من أجل الوضيفة " قلت لموضف الاستقبال في شركة غارسيا لمتاجر التجزئة
" هلا آنسة جونس " قال ثم اتصل بالسكرتيرة لترافقني عند نائب المدير " أنه بإنتظارك " قال
صعدت انا و السكرتيرة في مصعد أشبه بالخيال كل شيء هنا زجاجي بينما الشركة تطل على كاليفورنيا بأكملها
توقف المصعد في الطابق العشرين " تفضلي هنا آنستي " قالت
طرقت الباب عدة مرات اسمع صوت يسمح لي بالدخول
" مرحبا ! " قلب بعد أن أغلقت الباب
" تفضلي " قال بعد أن أشار لي على الكرسي المجاورة للمكتب
" انا الانسة كلوي جونس لدي شهادة في اللغة الفرنسية و الايطالية " قلت بثقة
" انت تعلمين اننا نبحث عن مترجمة لغة فرنسية لكنه من الجيد انكي تجيدين الايطالية أيضا " قال ثم أضاف " بعد دراسة ملفك سيصلك ايميل في حال تم قبولك " قال بإبتسامة خفيفة
" طاب يومك سيد ؟ "
" ايدن جونزاليس , و لكي أيضا "

" هل انت جدة ؟ " قالت ايميلي بعد أن أخبرتها بكل ما حدث اليوم عبر الهاتف.
" نعم أنا كذلك " قلت بسعادة " حظ موفق لكي اتمنى أن يتم قبولكي انت تستحقين ذلك " نعم أنا استحق اكثر من ذلك قلت في ذهني " حسنا انا علي الذهاب الآن اتصل بك غدا " ودعت ايميلي ثم استلقيت على سريري
اظن ان الشمس ستسطع قريبا في حياتي انا لن تتخلى عن هدفي مهما كلفني الثمن سوف اؤمِّن مستقبلي و مستقبل صغيري
ربتُّ على بطني بحنان لأغط في أحلامي

" أنه هنا قالت الطبيبة وهي تشير على شاشة الايكو " نزلت دمعة ساخنة على خدي الأيسر " هل هو بصحة جيدة ؟ "
" نعم إنه كذلك " قامت بمسح بطني من السائل اللزج ثم قالت انا ساصف لكي بعض المكملات الغذائية أنها ضرورية جدا لحملك " قالت

استفقت من النوم على إثر وصول رسالة في هاتفي المحمول
أنه ايميل من شركة غارسيا ، لقد تم قبولي و اخيرا قلت بإرتياح

diamond حيث تعيش القصص. اكتشف الآن