انكسار و ألم

122 13 51
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم💜
.
.
.
.
.
.
رحل...لم أعد قادرة على تخيل هذا ، بكل بساطة ، لم يعايرني اهتمام اختيار الانفصال أم لا...لم يعطني فرصة واحدة على تقبل هذا ، لم يمنحني الفرصة لمناقشة الأمر كذلك ، تركني ، قبل أن نقرر ، هو من أختار هذا الطريق وليس أنا...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بدأ الأمر كالتالي...في صباح السادس والعشرين من أيار لعام ألفين وعشرين ، كنت أعد نفسي للذهاب إلى عملي ، تم إعداد الفطور ، إعداد حقيبتي ، وشكلي الخارجي ، استعنت بسيارتي للذهاب...عندما وصلت ، كإن لدي ألكثير من العمل لفعله ، فا بعد ما يقارب ثلاث ساعات من العمل المتواصل ، جاء أخيرا وقت الاستراحة ، و عندئذ أخذت غذائي البسيط نسبيا ، ثم اتصلت به ، مرة ، اثنان ، ثلاثة...لم يجيب!! ، بدأ الذعر و القلق يتملكني ، أ هو بخير؟ ، اصابته تلك النوبة؟ ، أ هو نائم؟ ، أم أنه فقط مشغول ؟ ، لا اعلم ، أن كنت أبالغ أم لا.....العمل طوال اليوم كان كثيرا جدا ، فقد اتممت تسع ملفات حتى الآن ، و يبقى لدي واحد فقط. حاولت ان اشغل تفكيري عن هاري لبضع ساعات ، و قمت بالاتصال به مجددا ، مرة ، اثنان ، ثلاثة ، لم يجيب ايضا!! ، شكوك قلبي بدأ يسيطر علي و لا اعلم ما علي فعله ، انتهي من اخر ملف أم أستأذن من مديري و الذهاب؟ ، حقا ، لا اعلم ، و لكن بات أمر نوبته يقلقني ، قمت بالاتصال على والدته آن ، لم تجيب!! ، ثم قمت بمحاولة أخرى مع شقيقته چيما ، و لكنها ايضا ، لم تجيب!! ، الشكوك بدأ يسيطر علي مثلما يسيطر المخدر على مدمنه ، هذا الاختفاء و عدم الرد على كل تلك المكالمات الهاتفية لابد و أن وراءه شئ ما مخفي ، لم اتردد في اخذ ذلك الإذن من مدير العمل ، بعد إلحاح طويل المدى ، وافق اخيرا ، ركبت سيارتي ، اسير بسرعة كبيرة اكبر مما تتحمله السيارة ، و لكن لم استطع اقنع نفسي ان بعد كل تلك المكالمات التي باءت بالفشل من عدم إجابته علي ، قطع شردي ، سائق يسبني لأنني كنت سأصدم سيارته ، ليس بالامر المهم ...وصلت إلى منزله بعد ربع ساعة قضيتها في الطريق إليه ، طرقت على باب المنزل عدة مرات ، و لكنني لم اتلقى إجابة ، و لهذا قررت استخدام المفتاح الخاص بي لمنزله ، عندما دخلت ، كان المنزل فارغا ، و الاضواء كلها منطفئة ، هرولت ، و فتحت غرفة نومه و لكنني لم اجده ، كنت متوقعة ذلك ، بحسب انطفاء جميع اضواء المنزل ، و لكن ما لفت انتباهي هو تلك الورقة على المنضطدة التي تلازم فراشه ، أ هو جواب؟ ، حتما... ، قمت فتحها و قرأت ما جعل عيناي تذرف دموعا ، مثل الشلال و كان كالآتي:
عزيزتي ، ميا...اعلم ، انكِ سوف تأتين إلى هنا ، و اعلم ، ايضا ، انكِ سوف تتصلي بي مرارا و تكرارا و لن اجيب عليكِ ، و لابد و انكِ لم تيأسي!! ، لأنني اعلم انكِ سوف تتصلين بوالدتي و شقيقتي ، ايضا ، و لكنهن لن يجبن ، و اعلم ، انكِ فزعتي و لوهلة اعتقدتي انني اصابتي نبوة الربو ، و لكن ، انا اسف ، حبيبتي ، لأنني تركتك ، و تركت البلدة بأكملها ، لأنني..سوف أعقد قراني غدا ، لا اعلم ، ما علي قوله ، و لكنني مُجبر ، انتِ تعلمين ، العمل هو السبب ، و ما باليد حيلة ، حبيبتي ، اعلمي اني سوف احبك دائما و ابدا.
هاري
.
.
.
.
.
.
.
بعد مرور اعوام

منذ تلك اللحظة التي تركني فيها هاري ، زُرع في قلبي حزن ، لا اعلم ، لماذا لا يريد ان يذبل!! ، تزوجت و انجبت طفلتين ، لا استطيع انكار حب زوجي لي ، و لكنني فقط اعامله كزوج له حقوق و عليه واجبات ، فا انا لا أكن له أي مشاعر حب على الإطلاق ، هو يعلم ذلك منذ ارتباطه بي ، و يعلم ايضا انني استغله لنسيان هاري ، و لكنه اختار ذلك بالرغم من انه لم يراه ابدا ، فا أنا لو وضعت نفسي مكانه لأطلقني...
.
.
.
.
.
.
أنا و أطفالي الأن في الطريق للذهاب إلى المطار ، لاستقبال والدهم العائد من سفر ثلاثة شهور ، انتظرنا ساعة و بضع الدقائق ، و اخيرا يصل لوك ، الاطفال هرولوا لاحتضان ابيهم ، بعد أن قام بأحتضانهم ، دار الحوار التالي:

لوك: ميا ، اشتقت إليكِ ، حبيبتي ثم قام بأحتضاني
انا: و انا ايضا ، لوك ، أ كانت مدة السفر لطيفة؟
لوك: نعم ، كانت لطيفة للغاية فقد تعرفت على صديق لي ، و بناء على كلام لوك ابتسمت كرد له ، عندما استدر لوك إلى الوراء ليعرفني على صديقه ، انتبابني الذعر لوهلة ، فا ان ذلك الصديق هو...هاري!!! ، انيقا ، وسيما ، جذاب ، و معه إمرأة ذات الوجه الصارم ، فاقد المرح...
لوك: ميا ، هذا هاري ، صديقي ، و هذه آشلي زوجته
بالطبع ، الخبر بالنسبة لي كان كالصاعقة ، كأنه حلم لا يصدق ، لا اعلم ماذا علي ان اقول و لكنني فضلت الصمت...
هاري: اهلا ، م..ميا ، ثم مد يديه لأصافحه
أنا: اهلا ، هاري
و الغريب ان آشلي لم تلقى علي السلام ، و لا هو نبهها إلى ذلك ، و لكن ذلك كان ذلك افضل شئ في اليوم ، بعد ان قضينا وقت معا ، عدنا إلى البيت ، الجميع كان نائما في سبات عميق ، و حينئذ تلقيت رسالة كالآتي:
اشتقت لكِ_هاري
ثم تسرعت بالرد و كان:
و لكنني لم اشتاق إلى احساس الألم أو الانكسار ، انا سعيده بحياتي تلك ،و لا احتاج لاشتياقك ، اشتياق زوجي احن بكثير منك_ميا
.
.
.
.
.
.
.
.

مغزى حياتي هنا كان ان احب ما انا عليه ، فا انا املك حياة مثالية حقا ، لا وجود لفرص ثانية على حساب انهيار عائلتي لمجرد حدث ماضي ، و ارجو منك عزيزي القارئ ان لا تعطي اي فرصة لإنسان قام بإهدار حياتك ، و تحويل مسارها ، تذكر انت الاهم ، و عامل الناس باللطف و الإحسان.

One Shot ||H.S , M.E||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن