مبروك المدام حامل

26 0 0
                                    

قال الطبيب بابتسامة مشرقة

"مبروك المدام حامل "

عادت برأسها الى الخلف تتذكر تلك الخمس سنوات التي عاشتها بالم وحزن وقسوة وغضب وكل ما هو سئ في هذه الحياة ، تعلم جيدا ان خالد يحبها ولكن حبه لم يكن كافيا ليملأ فراغ غرفة الأطفال التي لم يسكنها احد بعد

كانت تكره نظرات الآخرين وبالأخص حماتها ...  تكره أحاديثهم عن اطفالهم ... تكره صوت جارتها وهي تقول

"عقبال ما نشوف ولادك يا حبيبتي "

تكره ايضا ذلك الحزن الذي يظهر على وجه خالد وكأنه وشم

ولكن كل ذلك انتهى في العام السادس من زواجها ..نعم انتهى وأصبح مجرد ماضي وغدا سيكون اجمل وأجمل بمجرد ولادتها 

اخذت مياه البحر تداعب قدمها على شط إسكندرية وهي تحاول ازالة مرارة الخمس سنوات من عقلها لتبدأ مرحلة جديدة من حياتها ، مرحلة مفعمة بالحياة !

جاء خالد مسرعا وهو يحمل في يده كاسين من عصير البرتقال قائلا

"عصير البرتقال مفيدا للحوامل "

ابتسمت غير مقعبة على جملته والتقطت كاس العصير ثم ارتشف منة رشقة صغيرة قبل ان تقول بسعادة

"اليست رائحة البحر جميلة ، انني اعشقها "

نظر اليها وأمسك بيدها ثم قال

"كل شئ بعد الان سيُصبِح جميلا ، سيُصبِح اجمل مما كنا نحلم "

نظرت هي الاخرى اليه لترى نظره الحزن التي كانت كالوشم على وجهه قد تلاشت وذهبت لا تدري الى أين ولكن المهم انه لم يعد لها وجود

شعرت بشعرها المتطاير من حولها ونسمات الهواء تصطدم بوجهها قبل ان تجيب بمرح كبير

" هل تعدني بذلك ؟"

رد بكل فخر

" بالطبع انا أعد........"

قطع حديثه فجاة تلك العرافة التي تسير على مقربة منهم وتقول بصوت مزعج

"ابين نصيب ......اشوف الودع !"

ارتفع صوت خالد قائلا بغضب

" ايتها السيدة هلا ذهبت من هنا انت تعكرين صفونا "

كانت امراءة في حدود الأربعين والخمسين من عمرها ترتدي عباءة سوداء تحمل حقيبة جلدية ويعلو انفها بثرة كبيرة الحجم ، بالرغم من شكلها المقفرف الا انها ذكرته بساحرات برامج ديزني الكرتونية ، ابتسم في نفسه بسخرية قبل ان يخفي تلك الابتسامة سريعا حتى لا تزول نبرة غضبه

نظرت اليه السيد قائلة بغضب

"لا تعبث معي يا هذا ..لا تجعلني اقلب حياتك الجميلة رأسا على عقب "

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 22, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مبروك المدام حامل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن