فتحت عينيها ببطئ و جفناها يرتعشان ألما ، أحسست بحرقان عينيها فصرخت بشدة و لكني لم أختتم صرختي ، غطيت فمي بيدي و إبتلعت ما تبقى منها ، خفت أن ينفذ بعض من صوتي لأذنها ، أو أن ترتطم عيناها بجسدي ، مر وقت طويل و أصبحت أهش من أن أحتمل اللقاء من جديد ، زحفت نظراتها المتعبة ببطىء حتى تطأ وجه الرضيع الغافي بقربها، أحسست بألم يعتصر قلبها ، صوت ما ....يثقل صدرها بهمساته ، ويغذي هواجسها بأن خوفها الدائم على أبنائها نذير شؤم يجلب لهم الأمراض و الحظ السيء ، لمست جبينه بشفتيها ، فوثب قلبي من مكانه متزامنا مع رقصات قلبها ، أخذت نفسا عميقا يوحي بأنها و أخيرا مستعدة لقضاء يومها.
حامت نظراتها حولي للحظة .....اخترقتني ....رأت من خلالي و لم ترني ، حزنت كدت أن أبكي ، و إن كنت قد نسيت كيف !!!
وثبت من فراشها و حذت حذوها نظراتي ، تخلصت من فكي قميص نومها المطبق على جسدها ، تقيأت ما تبقى من تلك الصرخة و ما يزيد عليها ، وقفت قبالتها الصدمة تتعمق داخلي ، كان جسدها ممتلأ بالرقع ، رقعة تواري كدمة و اخرى تواري جرح ، خاصرتها بدت شديدة الاحمرار فقد فقدت احدى اخوتي قبل ولادته ، قرب قلبها إستقرت طعنة كان ذلك حينما خجلت اختي من تقديمها لمعلمات صفها ، و الكثير الكثير من التقرحات الصدأة لتحاشي والدي النظر في عينيها لأنها لم تكن اختياره ، تشبثت نظراتي بعينيها للمرة الألف ، لطالما حاولت أن أقرأهما كما تقرأنني ، و لكن هذه المرة بدتا أقل تعقيدا ، قرأت في عينيها الشوق لي ، أمسكت بوجهها و قريته نحوي ، رأيت ذلك الألم يطل الى الخارج على هيئة دموع ، سقطت قطرتين من رحيق عينيها على يدي ، غطت جسدها برقعة التهمت داخلها كل الرقع و الجروح و..... من ثم خرجت .
العنوان " أجساد مهملة"