فرحة حياتي

اتولدت بإعاقة في رجلي ، كنت عكس كل الأطفال في المدرسه واخده جنب وفي حالي مش بعرف العب ولو حاولت
بقع على وشي والعيال يضحكوا عليا ، بقيت دايما لوحدي
بدخل الفصل اخر واحده لان كلهم بيطلعوا السلم بسرعه
بعد الطابور وعلى ما اوصل اكون حاسه بتعب
وبشوف نظرة الضحك والسخرية في عيونهم
وبفضل وقت المرواح آخر واحده تخرج من الفصل
عشان انزل على مهلي بدل ما حد يخبطني ويوقعني
او يتريق على مشيتي ..

كانوا المدرسين بيعطفوا عليا وبيزعقوا لاي طالب
يتنمر عليا ، كنت بسمع كلام كتير زي العرجه
او المكسحه وكنت بعيط اوي لدرجة أني في ايام
كنت بتظاهر بالمرض عشان أغيب من المدرسه

أمي كانت اقرب حد ليا بتطبطب عليا وتاخدني في حضنها
وبتسرح لي شعري وبتحكي لي قصص وحواديت حلوه قبل النوم ، وياما كانت بتهون عليا اي حاجة وحشه كانت بتحصلي ..دا كان في البيت وفي المدرسه
كان في زياد طالب معايا في الفصل كان دايما
يلاعبني معاه ويتخانق مع اي حد يتمنر عليا

وكنا بناكل السندوتشات مع بعض ووقت الفسحه
كان بيسيب لعبة الكورة اللي بيحبها عشان يلعب معايا
لعب سهلة ومفيهاش مجهود عليا

في يوم قالي انا بحبك يا هنا !
طبعا كان لعب عيال وقتها بس انا كنت مبسوطه
وطايرة من الفرحه ..في حد بيحبني وتقبلني لشخصي
ومبصش للأعاقة اللي عندي اللي انا مليش ذنب فيها

مرت الايام ونجحت واتنقلنا لبيت جدي ابو أمي
قريب من مدرستي الاعدادية
وفضلت اذاكر واجتهد وابعد نفسي عن اي حد
محبط او بيحاول يأثر عليا لغاية ما دخلت الثانوي
وفضلت اذاكر واجتهد وقررت أحقق حلم امي
لأني هبقى مهندسه ، ودا كان هدفي من اول يوم
دخلت فيه الثانوية ، كان في شاب معانا في المدرسه
قريب بنت زميلتي معرفش ليه وازاي اتشديت ليه
لقيت نفسي بفكر فيه من غير سبب

وهو كمان كان احيانا بيبص لي ويبتسم
الحقيقه أن في بنت حذرتني منه وقالت ياريت
تركزي في مذاكرتك افضل وانا حاولت بصراحه انساه
بس معرفتش لانه كان كل يوم في وشي في المدرسه
بالمناسبة انا على قدر معقول من الجمال
وروحي حلوه بشهادة ناس كتير حوليا

بس انا كنت واخده عهد على نفسي بأني مش هحب
ولا افكر في لعب العيال دا ولازم ادخل الهندسه
بس واضح اني طلعت غبية وحبيت طب انا ايه ذنبي
هو الحب بأيدي يعني !!

للأسف طارق الولد اللي انا حبيته كان تقيل اوي
كان نفسي يلمح او يقول كلمه بس محصلش
في يوم قررت اتشجع وبعد تفكير طويل
قررت اعترف له بحبه وياريت ما عملت كدا

للأسف صدني وكان رد فعله عنيف وقالي أزاي ييجي في بالك اني ابص لوحده زيك في يوم من الايام

ايوه بس احنا كان بينا نظرات و..
نظرات ايه دي كانت شفقة وعطف عشان حالتك
بس متوصلش للدرجه دي

يومها رجعت البيت ودخلت أوضتي وفضلت تعيط
بحرقه شديده لأني رخصت من نفسي عشان واحد ميستاهلش والحق عليا اني مسمعتش تحذير صاحبتي
ليا ومشيت ورا قلبي زي الهبلة ولغيت عقلي تماما

الموضوع تعبني نفسيا فترة وهو ثقتي في نفسي
بس قررت أني ارجع اقوى من الأول واني لازم
أحقق حلمي واندمه على تقليله من شأني

طحنت نفسي في الكتب والمذاكرة وجت ايام الامتحانات
والحمدلله حبيت كويس جدا والنتيجه ظهرت وجبت
99% الكل كان مبهور بيا ومحدش توقع ابدا ان هنا
البنت المعاقة تجيب المجموع الكبير دا

والحلم اتحقق ودخلت هندسه ، وأمي كانت طايرة
من السعاده وربنا كرمني وفضلت انجح كل سنه
بتقدير عالي واتخرجت من للجامعه واتعينت
في شركه محترمه وكان مرتبي كبير
مكنتش مصدقة ..يااااه اخيرا الحمدلله على كرمك يارب
فعلا اللي يصبر ينول

قابلته واتعرفت عليه بعدها بكام شهر كان في فرع
تاني للشركه واتنقل قريب ..بس انا كنت قافله على قلبي
وقررت اني انسى موضوع الحب والهبل دا

وبعد أيام لقيته جاي يتقدم لي
أستغربت ازاي دا حصل انا كلمته مرتين تلاته
في الكام شهر دول ..امتى وازاي حبني وجاي يتقدم لي كمان

الموضوع تم بسرعه شبكه وكتب كتاب وفرح ودخله
شهر العسل كات اجمل ايام حياتي

كان فخور بيا وعمره ما حسسني اني فيا عيب
كان شايفني ست البنات كلهم واني عوض ربنا ليه
والحقيقه أن هو اكبر عوض وكرم من ربنا ليا

زوجي دا هو زياد زميلي ايام الابتدائية اللي قالي بحبك
وكنت فاكره انه لعب عيال بس طلع فعلا بيحبني
ورغم السنين اللي بعدتنا عن بعض الا انه قرر يتجوزني
وشايف أن سعادته مش هتكمل من غيري
وانا كمان شايفه انه هو سعادتي وفرحة حياتي .

#حماده_هيكل