19 3 0
                                    

_

من كان ليتوقع؟.

بأنه قد يصبح بيننا حبل نجاة،مسار صحيح،أخر إشارة من القدر.. بأننا سنكون معا.

قصة قصيرة:

لقد حدث كل ذلك قبل خمس أعوام، لقد كنت أنت صديقي المقرب،ولقد كنت أنا صديقتك المقربة، كالأشقاء تماما،لقد إمتد إرث صداقة عائلتنا إلينا لنصبح أصدقاء كذلك،منذ الولادة،لقد ربط بيننا كالحبل السري الذي يربطك بوالدتك حينها،لقد كتب لنا أن نولد و نبكي في أيام متقاربة،ونكبر معا ونرى بعضنا دائما نعرف أسوأ صفاتنا وأكثر عيوبنا،ونتقبل ذلك ونعيش معا كالأشقاء تماما نحن.. من كان ليتوقع؟ أن يتغير كل شي منذ خمس أعوام مقارنة بالأن؟.

لقد كانت تمطر بغزارة تِلك الليلة لقد عدت أنت من موعدك مع فتاتِك الذي لم تستطع إكماله لمغادرتها باكرا،وعدت أنا من عملي في المكتبة،عندها تقابلنا في تقاطع الطريق وكان هناك فقط طريق طويل وحيد يفصلنا عن المنزل،حينها بدأت أول قطرات المطر بالهطول.

واحدة تلوى الأخرى.

"ألا تحمل مظلة؟"
سألتك بينما أنظر للسماء بقلق من أن ينتهي بي الأمر بأخذ حماما أثناء عودتي للمنزل،وعندما نظرت لك وجدتك تخلع سترتك التي إشتريتها حديثا،لقد كانت ضد المياه،أخبرتني أن أقترب لأقف أمامك.

راقبت ما تحاول فعله وحينها قمت بتغطيه كلانا بسترتك،وبينما نظرت لك من الأسفل أخفضت رأسك لتنظر لي لبرهة...

"مالذي تفعلينه؟ لنتحرك"
قاطعت شرودي عندما تحدثت ودفعتني برفق للامام اومأت لك بتوتر ونظرت أمامي للطريق لأسير بهدوء وكان يمكنني الشعور بك من خلفي،أقدامنا تتصادم كما يصطدم صدرك بظهري، لكن الأسواء هو مرفقك الذي كان يضرب راسي لذا توقفت واستدرت لاحدق نحوك بحدة وصحت فاقدة لأعصابي.

"هذا مؤلم! مرفقك لايكف عن الإصطدام برأسي عندما نصل سأصاب بإرتجاج!"
حدقت نحوي بإنزعاج لتجيب فورا.

"ومالذي علي فعله؟ عليك ان تكوني شاكرة حقيقه كوني أمسك بهذه السترة لتغطيتك معي، كان يمكنني الذهاب وتركك هنا لتبتلي وعندما تصلين ستبدين كالكلب المشرد!"
وهذا ما كنا عليه،صديقان مقربان نتشاجر دائما في أتفه الأسباب،كما كنا نعيش معا ذلك الوقت، في منزل من طابقين لقد كنت تعيش بالأسفل وأنا بالأعلى، كان أشبه بمنزل عطلات.

" هل تريد الموت؟ "

" مالذي تقترحينه؟ "
تذمرت عندما ادركت بأني لن اتحرك إنشا من مكاني ولن اسمح لك بالذهاب كذلك.

نظرت للأعلى حيث لازلت تمسك السترة لأتنهد أشرت ليدك اليسرى لأردف فورا.

"أخفض هذه اليد اللعينه التي تظل تضرب راسي وانا سأمسك بالسترة من هذه الجهة، ضع مسافة بين راسي ويدك الأخرى،إن اصبتني مجددا حقا سأقتلك!"
تمتمت بضيق لأدفع يدك وقبل ان يسقط جانب السترة ونبتل وتصرخ علي أمسكت بها سريعا،لأصبح ممسكه بالجهة اليمنى وانت اليسرى،ومن دون تعقيب على حديثي تابعنا سيرنا تجاه المنزل،بخطئ بطيئه ومتمهله،لم تبدو مستعجلا،ولم اكن مستعجله،في الواقع احب رائحه المطر والصوت الذي تخلفه القطرات بإرتطامها بالأرض وسترتك ونفحه الهواء اللطيفه وقتها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 06, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

من كان ليتوقع؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن