¹

229 36 102
                                    

أتذكرُ ذَلكَ اليوم مِليًّا حِينَ وطأت أقدامي أرض كوبـا، حِينَ اِستنقشتُ رائحتها، حِينَ سَطعت شمسها عَلى ملامحي اليائسة تنشُر الدفء بها.

أتذكرُ أيضًا يَومَ رأيتُ البحر وأمواجه التي أسَرتْ قلبي مَع انعكاس شَمس غروبها عليه.

يومها كان غَضبي بكُل ما أُتيَّتْ الكَلمة مِن معانٍ يصل حد السماء ولكن- لكنه أختفى فَور ما رأيتكْ.

كانتْ عيناكْ الزرقاء كأحد أحجار الفيروز بهذا البَريق الفريد وكأنها يُناديان لتأملهمَا.

أما وَجهكَ فكان كَقُرص الشمس لامع بَل بهيج، لقد كُنتَ تضيء مثله بطريقة تُعطِ للأرجاء سحرًا.

أما جسدك الذي زَيَّنته بقميصًا مليئًا بنقوشات وألوانٍ هادئة فكان المثالي .

حِينَ حدثَ ذَلكَ الإتصال البصري بيننا شَعرتُ بذَلكَ الأضطراب في نبضات قلبي والبعثرة التي أثرتها في عقلي آثر نظراتكَ فقط ! ،إذن ماذا لَو لمستني شفتاك في مرة؟

ماذا إن أحكمتْ يداك حَول خصري تَضمني أقرب؟

وماذا لَو كان الأمر أكثر مِن نظرة ؟

لَكن كُل آماليّ زَالت حَين سحبتي صديقة عُمري بعيدًا، بعيدًا عَن عينيكْ وللحظة ظَننتُني تِهتُ بينهما وبينَ ملامحك المُطمئنة.

عندما ابتعدتُ عنكَ لوهلة ظننتُ أنني ابتعدتُ عَن ملاذي وراحتي الأبدية لكنك فقط كُنتَ كزائر، زائر زَار عيناي وملأهما نعيمًا بنظراتك.

ابعدتني عنكَ لتشتري لي تِلكَ الملابس التي لَمْ أحبها يَومًا تِلكَ التي تَعمدتْ إبراز جسدي وتفاصيله لكنني لَمْ أُبالي كثيرًا كَوني تَوشحتُ بأحد أوشحتي الحريرية الطويلة تُخبئ جسدي مُجددًا بعيدًا عَن الأنظار .

لَكن أ-حد سيُبالي !

وحَين بدأ النهار يَميل لنذهب لحفلتها التي أرادتها وكأن القدر أبتسمَ لي حِينَ رأيتكْ أبتسمتَ لي تِلكَ الإبتسامة التي أوقعتني في غرامها، فرسمتُ في المقابل على ثِغري أخرى صغيرة.

كانوا يَرقصون، يشربون، يضحكون بصَخب عَكسي أنا و أنتَ جلسنا ننظر للبحر وأظن عقلكَ كان مشغولًا بأحد الأحباء الذين فارقوكَ مثلي.

وَقفتَ ناظرًا لي تَمُد يديك لتسحب خاصتي بنعومة أخذتني بخفة بعيدًا على الناحية الأخرى مِن الشاطئ تَعرض لي جمال وصفاء البحر مَع انعكاس القمر عليه .

لكني لَمْ أحدد أيهما أردت أن تُريني صفاء البحر أو صفاء وَجهك تحت ضوئه؟ وبدوري لَمْ استطع تحديد أيهما أجمل لكن بداخلي ذَلكَ الصوت الذي أخبرني أنه أنتَ ولطالما سَيكون!

لَيلة وَاحدة في كُوبا |N.H ⁦√حيث تعيش القصص. اكتشف الآن