*الفصل الأول:تمهيد*

50 6 4
                                    






-" *لا، أنت لاتعلم او أنت تظن أنني مُختلة صحيح؟*"
تحدثت صاحبة الشعر المجّعد والعينان البنيان لتعطي ذلك الفتى ظهرها وتدخل للمقهى الموجود أمامها
- *ميليسا؟*"
قالها ذلك الفتى الأشقر صاحب العينان الزرقاوتان، تنهد ثم تبعها لداخل المقهى حيث جلست على تلك الطاولة الخشبية، لقد كان ذاك المقهى حديثاً إلا أنهم استخدموا الخشب واللوحات والألوان البنية والديكور البسيط لكي يبدو تاريخياً وقديماً.
" *ميليسا، ياحبيبتي نحن لم نترك ألمانيا ونأتي لكوريا الجنوبية لكي نذهب للمرتفعات التي في الغابات وننتظر للساعة الثانية عشر بعد مُنتصف الليل في ليلة إحتمال القمر كي نرى المستذئبين!!*"
تنهدت بأسى ووضعت رأسها على الطاولة، مرّت دقيقة ثم رفعت رأسها وعدلت نظاراتها الدائرية ثم قالت:
*آرثر عزيزي؟ تعلم أن المستذئبين موجودون مُنذ عام..أأأ حسناً لا أعلم مُنذ متى ولكن مُنذ زمن بعيد وهناك العديد من القصص عنهم وعن وجودهم وأنا سأثبت للعالم صحة كلامي وَسأبحث وسأجدهم وحينها سوف تصدقون وتندمون على تكذيبكم لي! وأيضاً أنت تعلم أنني لن استسلم حتى اجدهم، والآن لمَ واللعنة لم تطلب شيئاً يؤكل حتى الآن؟ فلتحضر لي كعكة ما فأنا جائعة وإلا سأكلك أنت! سمعت ان هذا المقهى يُعدّ كعكاً لذيذاً ومشهور بقهوته المحلية*"
وعادت لتضع رأسها على الطاولة، رآها آرثر ثم تنهد، هو يعلم انها لن تستسلم لذا هو سيحاول ايقافها مع انه يعلم انها لن تفعل، قطع حبل أفكاره صوت معدته فهما لم يأكُلا مُنذ الساعة السادسة مساءً والآن أصبحت الساعة الحادية عشرة وخمسة عشر دقيقة لذلك نهض وطلب لهم كعكة كبيرة وكوبا قهوة ثم عاد لكرسية ووجدها على حالها تنهد ثم قام بإمساك يديها الصغيرين وأخذ يلعب بإصابعها ثم أردف
" *صحيح أننا تزوجنا مُنذ شهرين وأنا قد وعدتك بأننا سنجوب العالم معاً* "
ثم صمت عندما رفعت رأسها وأخذت تنظر له بعينيها الكبيرتين ثم أكمل " *وسنقضي حياتنا بالسفر ولن ننجب أطفالاً حتى لايزعجونا ويقطعوا علينا لحظاتنا الرومانسية* "
صمت ثم نظر لها وانفجرا بالضحك لأنهم تذكروا كيف تعاني أختها وزوجها مع أربعة أطفال توأم !!
ثم أكمل بعد نوبة الضحك التي انتابتهما" *لكن اظن ياعزيزتي أنكِ تعطين الموضوع أكبر من حجمه بسبب أنكِ سمعتِ بعض القصص عنهم وأنتي صغيرة وأيضاً أنا لم أعد احضى على اهتمامك بسبب هؤلا المستذئبين الحمقى* "
صمت ثم نظر في عينيها منتظراً ردها بخوف فهو يعلم انها لن تصمت له وهو قد نعتهم بالحمقى، ابتسمت بطريقة مرعبة ثم قالت:" *أنت ميّتْ* "
خاف آرثر منها فهو يعلم أنها متوحشة عندما يسخر أحدهم من اهتماماتها، قطع تحديقات ميليسا بآرثر-المخيفة- حضور النادل ومعه طلبهم؛ شعر آرثر وكأنه تحرر وبدأ ينظر للنادل بنظرات إعجاب لأنه بدا وكأنه فارس أحلامه الذي انقذهمن المشعوذ الشريرة.. لكن قطع لحظاته الجميلة ميليسا عندما قالت:

" *افعلي مايحلو لكِ عزيزتي لأنكِ لن تسلمي مني مادمت تنظرين لغيري*"
قالتها بطريقة رجولية ثم أكملت بطبيعتها :" *أليس هذا ماتقوله عندما أعجب بشخص ما في الشارع؟ ها أنت ذا تفعل نفس الشيء لذا لن تسلم مني الليلة ياعزيزي*"
ابتسم آرثر بزيف ثم قال:" *أنا سأذهب لدورة المياة*"
نهض آرثر بسرعة وجرى لدورة المياة وهو خائف وابتسمت ميليسا بشرّ وهي تقطع كعكتها :" *أحب إخافته*"
ثم نظرت للنادل لقد كان متسمرّ في مكانه هو لم يفهم ماكانا يقولانه لأنهما تحدثا بالألمانية لكنه فهم ان مايحدث غير طبيعي لذا تحدثت ميليسا بالأنجليزية لتخبره ان بإمكانه ان يذهب ثم ذهب، وتذكرت ميليسا شكل زوجها وهو خائف ثم ضحكت ضحكة الأشرار بصوت عالي ثم انتبهت انا بمكان عام ونظرت حولها ثم تنهدت براحة لقد كان المقهى خالي تماماً او لنقل شبة خالي لأن هناك رجل عجوز يجلس وحيداً بزاوية المقهى ويبدو انه لم ينتبه لها وأيضاً كثير من النُدل كانوا في المطبخ ، لاحظت ميليسا ان زوجها لم يعد فملّت من الجلوس وحيدة وأخذت تتصفح هاتفها.
عاد آرثر من دورة المياة وعندما كان متجهاً لطاولتهم لم يرى زوجته هناك فخاف عليها لأني وكما ذكرت سابقاً المقهى خالي ماعدا رجل عجوز وكثير من النُدل كان عددهم عشرة نُدل !!.
ثم ركض إلى الطاولة وأخذ يبحث حوله ثم لاحظها تجلس في طاولة أخرى لقد كانت تجلس في طاولة الرجل العجوز وانا يتحدثان بشغف فتنهد آرثر براحة ثم أستغرب من ذلك الوضع الغريب فتاة ألمانية تتحدث مع رجل عجوز كوري يتقن الألمانية !!
فذهب إليهما وحالما وصل رأتهُ ميليسا ثم نهضت وأمسكته من يده وقالت:
" *آرثر! انه يعلم! لقد أخبرني لقد علمت ان هنالك من يصدق بوجود المستذئبين أيضاً مثلناً!آرثر انه يعلم سرّ المستذئبين!!*"
ثم نظرت إلى الرجل العجوز وقالت:
" *هذا زوجي، آرثر فولونسيا،آرثر هذا السيد وييفان وو!!*"
.
.
.
. يُتبع...

رأيكم بالأحداث؟
والسيد العجوز وييفان وو !! الي يعرف *سرّ المستذئبين*؟

سر المستذئبينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن