تلك الطفلة ذات السبع اعوام تقف امام منزل والدها منذ ثلاث ساعات حاملة معها لعبتها المفضلة التي ابتلت بدموعها .
هي حتى لا تعلم ان هذا هو منزل ابيها فهي لم تراه منذ ولادتها ، فقد انفصل والداها قبل قدومها الى الحياة .
تتطلع حوليها وعيناها مليئتان بالدموع ، هي بانتظار والدتها ، فقد اخبرتها انها ستذهب وتأتي في الحال وطلبت منها ان تقرع الجرس باستمرار ، لكنها تعبت من فعل ذلك ، لذا قررت الجلوس على عتبة الباب .
مرت عشرة دقائق ثم نصف ساعة ثم ساعة وهي تنتظر في ذلك البرد اثلج اطرافها .امسكت كتفيها بيديها كأنها تحاول احتضان نفسها ، حتى تشعر بالدفء ، لكن ذلك لم يفيدها كثيرا ، لان اطرافها لا زالت متجمدة، حينها قامت باحتضان دبها القطني ثم استلقت على العتبة ، في هذه المره شعرت ببعض الدفء .
فتحت عينيها تدريجيا لتجد نفسها مستلقية على اريكة بالقرب من مدفأة ، احست بقشعريرة تجري في كامل جسدها ، كان ذلك احساس الدفء بعد البرد الذي تعرضت له .
نظرت حوليها بتمعن حتى وقعت عينيها على امرأة مسنة تجلس على كرسيها بالقرب من النافذة وهي حاملة في يدها قطة بيضاء اللون .
نظرت لها المرأة بعطف ثم قالت "هااا لقد استيقظتي اخيرا " .قالت الطفلة "اين انا "
" انا السيدة ماريا وهذا منزلي المتواضع ، لقد وجدتك نائمة بالقرب من منزل السيد كريس ، اظنك كنت بإنتظاره لكنه انتقل منذ اسبوع الى خارج البلاد لانه حصل على ترقية في عمله " اجابتها وهي تقترب منها .جلست الطفلة ثم قالت "انا لا اعرف من هو السيد كريس ، انا فقط كنت انتظر امي لانها قالت لي انها ستذهب وتأتي في الحال " ، توقفت الطفلة للحظة قالت بتوتر " م م م ماذا إن كانت قد أتت بالفعل ولم تجدني " .
امسكت ماريا بيدها ثم قالت بعطف ، لا تخافي لقد كنت انظر عبر النافذة فهي مقابلة لمنزل السيد كريس ، ولم ألاحظ لاحد يقترب من منزله .
وقفت الطفلة ثم قالت " حسنا سأنتظرها قرب النافذة ، ربما تأتي الان " .
اوقفتها ماريا ثم قالت " اولا عليك تناول بعض الطعام ، ثم اشارت الى الطاولة المليئة بالقرب منهما".
لكن!!
قاطعتها السيدة ماريا "لا عليك انا سأنظر عبر النافذة حتى تفرغي انتي " .
قالت الطفلة بأستسلام "حسنا ، اشكرك".
.
.
"لم تخبريني بأسمك" سألتها السيدة ماريا وهي تنظر عبر النافذة.
اجابت " اسمي روزي "
"هااا لديك اسم جميل روزي" اجابتها بأبتسامةاشكرك .
" حسنا انتهيت " قالت روزي وهي تضع الاواني في المطبخ ، ثم قالت بصوتها الطفولي لكن بشئ من الوعي " ارتاحي انتي يا سيدة ماريا وانا سأنتظرها هنا " .نظرت لها السيدة بألم ، فهي ادركت ان والدتها تخلت عنها ، لكن كما يقول البعض يجب الا نقطع الامل عن من يمتلكونه حتى وان كان الامر محتّم حتى يأتي اليقين التام خصوصا ان كان ذلك الشخص طفل.
نطرت لها السيدة ماريا ثم قالت حسنا اجلسي هنا وانا سأستلقي في الاريكة .
جلست روزي امام النافذة والأمل الذي في عينيها يجزم أن والدتها سترجع إليها قريبا ..
يتبع ...
![](https://img.wattpad.com/cover/228761127-288-k776184.jpg)
أنت تقرأ
Waiting ✔
Short Storyتمسكت بلعبتها بعد ان تبللت بقطرات الدموع النازلة من وجنتيها في محاولة فاشلة لتدفئة نفسها وذلك بعد تعرضها للبرد في الطريق لفترة طويلة، نظرت حولها بأعين مليئة بالامل ،في انتظار عودة والدتها لكن ....