البارت الاول

23 0 0
                                    

مع فتاة القمر
تجلس فتاة في سن العشرين فوق سطح منزلٍ قديم تتأمل القمر و النجوم و تبدأ بالكلام مع القمر: يا ايها القمر اشعر انك تنزف دماً و تتجرع مرارة الفراق اتعلم انا دائماً انتظر اليوم الذي سوف يحدث به خسوف او كسوف لانني اشعر بأنك ستكون سعيد لانك سوف تلتقي بها تلتقي بجميلتكَ الشمس
لكن لا يوجد في هذه الحياة عدل فأنت تتجرع كل هذا الالم و تصبر لتراها لوقتٍ قصير يا ترى هل الشمس مثلك هل تحبك بقدر ما تحبها
لكن اعود لافكر في الامر مرةً اخرى لاجد انكما محظوظاً فعلى الاقل انتما تريان بعضكما لبعض الوقت
لكن انا لا استطيع ابداً رأيته
لا الكلام معه و النظر بعيناه
اتعلم يا ايها القمر
ان الله جعلكما هكذا ليبين للناس ان الحب ليس سهلاً و ان نار الاشتياق لا تخمد الا برؤية الحبيب
سبحان الذي جعلكما هكذا لكي يبين للناس ما معنى الحب....

في عالمٍ اخر
يجلس رجل في حديقة منزله الخليفة يحمل بيده كتاب قد انتهى من قرأته ٫ انا وحيد
لماذا انا وحيد
لماذا اضع عقبات و مسافات بيني و بين جميع الناس
كم احتاج لصاحبٍ يرشدني
لكن لا يوجد لدي اي صاحب
لقد عاهدت نفسي ان لا اصاحب اي شخص بعد خيانته
خيانته التي لا زالت الى الان تألم احشاء قلبي
خيانته التي دمرت الثقة لدي جعلتني لا اصدق اي شخص
خياتنه التي بسببها قد رحلت من كنت احيا لاجلها
لكن لمن احيا الان؟!
لا اود ان اخفي شيئاً لكن ما زلت و بعد مرور عشرة اعوام اتخيلها في ذهني
اجل انا احيا بين الواقع و الخيال
فلدي جزءٌ خيالي يساعدني لكي انسى الالم
و لكن ما ان اشعر اني شفيت يأتي الجزء الواقع و يذكرني بالحقيقة المرة
و لا اعلم ما بال قلبي
قلبي ينزف دماً
ينزف دماً بسبب الخيانة
ينزف دماً بسبب رحيلها
ينزف دماً لاني اكتشف اشياء لم تكن تخطر على البال
كل هذا قد مررت به لوحدي
لكن قبل عشرة اعوام كنت اعاني اكثر
لكن عندما قابلتها تبدد الحزن بداخلي
لاول مرة قد شعرت بشعور السعادة يجتاحني
و لكن فجأة قد انقلب كل شيء
و قد اختفى الحزن بسرعة
و عاد الالم يستوطن احشائي

ان قلبي يضع العديد من المسافات دائماً ما اشعر انه يقول لي: اذهب و اصرخ للعالم اجمع و قل لهم انني اتألم
لكني عندما اكسر جميع الحواجز بين الناس و اصل لمرحلة اكون مستعداً بها للبوح بالالم الذي يستوطني يوقفوني و يقول لي: لا تفعل ذلك
حقاً انني غريب
فأنا الرجل الغريب....

مع الرجل الحزين....
يجلس رجل يطلقون عليه اهل الحي بالرجل الحزين يجلس على رصيف الشارع و يبتان على ملامحه الحزن ينظر من حوله ليجد ان الشارع خالي ليقول: رائع انا ثمل مرةً اخرى و في منتصف الليل من سوف يساعدني الان كلهم يرون انني غريب الاطوار لكنهم لا يعرفون ما في داخلي يرون فقط الشكل الخارجي و يحكمون علي لا يعلمون ما في داخلي من الم و انكسارات و اشتياق و فقدان اود ان يعلم الجميع اني عليل القلب و احتاج الى شخص يدواي علة قلبي لكن لم يتغير اي شيء حتى ولو صرخت الان من الالم الذي يجتاحني سوف يظنون انني مجنون....

حسنا انا مجنون بسبب اوجاعي مجنون لاني كلما اكبر اكتشف علةً جديداً بي حقاً ان الحياة مثل المفاجأت لا تعلم متى سوف تحزنك و متى سوف تفرحك متى سوف تذكرك بذكرى اليمة و متى سوف تذكرك بذكرى سعيدة....

يا سادتي انا قد احببت و لم اُحب
لكن عندما رحلت التي احبها
اكتشفت انها سوف تكون لي
لو لم يحدث ذلك الشيء
ذلك الشيء الذي لا احب ان اذكره
لكني احب دائما ان اقتدي بها و بأحكامها الجميلة مثل جمالها كانت تقول دائما: قدر الله و ما شاء فعل...

يرفع رأسه و يعود لكي يحدق في الشارع و عندما يدير رأسه لليمن يجد ذلك الرجل الذي الى الان لم يستطع قلبه ان يحدد ايحبه ام يكرهُ لكنه دائماً ما يحب الجلوس معه و التحدث اليه ربما انه الوحيد الذي يعرف ان يداوي قلبه
يأتي الرجل ليجلس بجانبه و يقول: كيف حالك ايها الرجل الحزين
_ لست بخير و انت
_ بخير لكن لستوا بأحسن الاحوال
_ و من منا بعد الذي حدث اصبحت حالته جيدة
_ سوف اختصر لك الوضع كل الناس اللذين كانوا معنا يوم وقوع تلك الحادثة يحاولن ان يتناسوا الذي حدث
_ و انتَ هل تحاول ان تتناسى
_ لا
_ تمتلئ عيون الرجل الحزين بالدموع ليقول له: اما زلت تحبها
_ ربما و لكن لماذا تبكي كانت سوف تكون لك
يقوم من جلسته على الرصيف و يبدأ بالمشي للامام
لا يعرف الى اين سيذهب لكن الشيء الوحيد الذي يعرفه
انه يود ان يحيا بسلام....

بين الواقع و الخيال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن