بين الواقع و الخيال

البارت الرابع

في ذاكرة نبيل....

قبل عشرة اعوام

كنت جالساً في غرفتي و غارقاً بين العديد من الملفات اوقعها دخل علي اخي و قال لي: لا تقل انك نسيت يوم ميلادك
فأجبته بأنني لم انسى لكنني اتناساه
قال لي اخي: اعلم ان الذي حدث بيوم ولادتك سيء لكن انسى يا اخي و لتحتفل بيوم مولدك ولو لمرة واحدة في هذه الحياة
اجبته بأنني يوجد لدي سببان لكي لا احتفل بيوم مولدي الاول هو رحيل امي بعد ولادتي و كره ابي لي و الثاني هو وجهة نظر
قالي و ما هي
اجبته بأني سوف اكبر عاماً كاملاً سوف تزداد همومي و يزداد كل شيء بي لا احب ان احتفل بيوم مولدي لذلك السبب
قال لي: اخي لكننا نحيا مرة واحدة بهذه الحياة

على الرغم من انه قد كان اخي الاصغر لكنه كان يفهم اكثر مني في هذه الامور و انا حتى بعد ان عرفت الحقيقة لازلت متمسكاً بكلمة اخي كلما اتكلم معه

في صباح اليوم الاخر و بعد انتهائي من الاعمال وجدت سكرتيري الشخصي يقول لي ان لدي مقابل في احد القنوات الاعلامية كنت و لازلت لا احب المقابلات لكني وافقت على تلك المقابل و قد شاء القدر ان تكون تلك التي قلبت كل حياتي في عامٍ واحد الاعلامية الجميلة زهرة ماجد

توجهت لقاعة المقابلات لكي اجري معها المقابلة و ما ان دخلت قد رأيتها امامي جالسة برزانة تراجع الاسئلة التي سوف تطرحها علي كانت اشبه بالملاك الساكن
عندما رأتني قد قالت لي: اهلا استاذ نبيل انت جاهز لكي نبدأ بالتسجيل
اخذتني نبرة صوتها لعالمٍ اخر
لا اعرف لقد اصبحت مثل المتيم بها
في لحظة واحدة قد جعلتني اقع بشباكها
و كأنها ساحرة تجيد ان تلقي تعويذة الحب على المقابل
اجبتها بنعم و جلست امامها
جهز الكادر كل شيء و بدأت هي بتقديم البرنامج

كانت تنتقي كلماتها بعناية
الى ان قالت: و الان سوف ارحب برجل الاعمال الشهير
نبيل رشيد .......

بعد ان انهيت عملي في الشركة عدت الى المنزل
المنزل المشؤوم
كل اهله يذكروني بأنني يتيم الام
لكن بماذا ابي يكرهني هكذا
و لماذا قد تحملني كل هذه السنوات
تحمل عبئ تربيتي
تحمل كل شيء
لا اخفي عليكم ان ابي قاسي جداً معي و اشك بأنه يحبني
فمهما كان الاب قاسي على ابنائه دائما ما يظهر لهم الجانب الحنون
لكن ابي لا يظهره

لكني قد تكيفت معه و مع كرهه لي
و انا ايضاً لم اشعر بأي مشاعر تجاهه
فقد كنت لا اتحمل سماع كلامه و اهانته لي

كنت اكرهه جداً
لانه لا يعطيني الحنان الذي يعطه لاخي الاصغر
كله بسبب ذلك اليوم المشؤوم يوم ولادتي
لو لم اولد في ذلك اليوم لم يكن ليكرهني
لم تكن امي لترحل عن هذه الحياة

و لم يستطيع عصيان الرب ان يتغلب علي
لكنه قد تغلب علي
و اجتاح احشاء قلبي
و جعلني متعلقاً به
هذا انا نبيل رشيد مدير اكبر شركة لصنع العطور
لكني لست مثالياً مثلما يظنون الناس
انا في اسوء حالتي
لكن البشر الذي يهمهم فقط المظاهر

ذهب الى غرفتي و جلست بها و اخذت افكر في امر هذا الكون الى ان تذكرت تلك الجميلة ذهبت مسرعاً ناحية مكتبي و جلست على المكتب و اخذت ابحث بكمبيوتري حولها و وجدت حسابها الخاص على مواقع التواصل الاجتماعي و اخذت اقرأ كل المقالات و الخواطر التي تنشرها
و الظاهر ان علاقتها مع ربها قوية جداً فهي دائماً ما تذكره بمنشورتها و بكتاباتها
انها ذات حظور ساحرة
و كلمتها تسحر اعيون القارئ
تجعله يذهب لعالم اخر......

في الواقع

ها انا بعد عشر سنوات قد وقعت بحب مبدعة اخرى لكن هل تلك المبدعة تبادلن الشعور ذاته ام لديها حبيب ام انها متزوجة ام انها قد تركت كل شيء في بلدها و اتت لليونان لكي تنسى
لا اعلم
لكن الذي اعلمه فقط انها مبدعة

مع ثامر

يجلس ثائر امام البحر و هو في حال مرثية و نظرات الناس تلاحقه لكنه قد اعتاد عليها و اعتاد على حالته المرثية

و فجأة قد رأى تلك الفتاة التي كانت معه في الحانة جالسة بجانبه و تسأله: ما بك
ليجيبها: اتستطعين سماعي
فتاة الحانة: اجل
ثامر: حسنا ربما لانكِ خيالية
فتاة الحانة: المهم انك وجد من يستطيع سماعك
ثامر: اذاً ما هو اسمكِ
فتاة الحانة: حورية
ثامر: لقد تشرفت بكِ
حورية: اخبرني ماذا يدور في خاطرك
ثامر: حسنا...

في ماضي ثامر....

انتِ خائنة
و تستمتعين بخيانتي
تستمتعين برئيتي مكسور
تحبين ان تشاهديني اعاني
انا الذي جعلتك تشتهرين هكذا
انا من جعلت الناس يحبونكِ
لكنكِ لم تقدري كل هذا
استمريتي بخيانتي و طعني بظهري
اانتِ بشر
تجيبه: اجل انا بشر و لدي شعور و اخبرك الان انني لا احبك و لنوقع على اوراق الطلاق
اجابها: حسناً لا اود ان احيا مع خائنا مثلك...

قطع...
احسنتَ يا ثامر و احسنتِ يا ايلا لقد اديتما المشهد بطريقة جميل جداً
اجابه ثامر: شكراً لك يا سيد فادي و الان اسمح لي اود ان اذهب لكي ارتاح قليلاً
المخرج: تفضل

كنت اكذب عليه في ذلك الوقت
لم اكن ذاهباً لكي ارتاح
كنت ذاهباً لكي ادخل بحرب
حرب معها
مع زهرة التي احببتها حباً عميقاً
لم اكن في ذلك الوقت متيماً بها
لكن بعد الكثير من النقاشات الحادة بينما قد استطاع قلبها ان ينال من قلبي
فأصبحت احبها
لكن قلبها هي كان ينبض لشخص اخر.....

في الواقع

حورية: لماذا لم تكمل
ثامر: لانني اود ان التقي بكِ مرةً اخرى و اخبركِ بالمزيد