واقتضى الامر بتسميته(وارث)
لعله يرث حب الوصي والدوام لاجمل وقت يحب الله❤وقت صلاة الفجر كان يوم قدومه في غاية الجمال والروعة هل هذه أشارات الى ان القادم اجمل سيكون؟ ويتحقق مرادنا ؟
- طيلة الخمس سنوات من حياته كان يكبر مدللاً بكل حب كالنبتة الصغيرة النادرة
بالأهتمام وابعاد الشوائب من حولها وسقيها الماء فقد سقيناه بالسمع والمطالعة على صفات الخالق وحب الله بطرق تتناغم مع عمره حيث كنت عن طريق ما يحبه والقريب الى خياله وقلبه أدخل ما أريد من
المعلومات والاخبار بطريقة غير مباشرة ليسهل الامر عليقررنا بهذه السنة ان يدخل وارث كل الاماكن المقدسة بدءا من كربلاء كونه للتو قد بدا يدرك ما يحيط به
كانت ليست مجرد زيارة وقطع طريق وفقط انما تقدمت القلوب قبل الاجساد فكان كلما قربت المسافة
من الضريح كلما زادت نبضاتها والعبرات تزداد
حرارة وشوقا
وما ان دخلنا للضريح ونتفق أن نلقتي بهذه المكان بعد
ساعة من الوقت الذي نقضيه داخل الحرم
وقبل ان ادخل الى الحرم وقفت أمام باب الدخول(حبيبي يا ابا عبدالله هذا ولدي وارث الاول لي انا ماضية على تربيته في حبكم والولاء لكم بمقامك الوجيه عند الله وببركته خذ بأيدينا وأعنا سيدي )
كأنني الوحيدة في المكان لم أكترث لأي خلق سوى وارث وقلبي الذي ينبض وتلك النسمة الجميلة التي
حركت أطراف عبائتي نحو القبر الشريف كأنها
رسالة بأن مرادكٍ قد قبل هيا أدخلي :ومن بعد الزيارة والصلاة أتخذت ركناً مقابل القبر الطاهر ورحت أتكلم مع وارث
-ولدي حبيبي هذا المكان الذي ادهشك لجماله
ولكثرة من فيه ما هو الا قبلة العشاق
هذا ابا عبدالله الحسين (عليه السلام)حينها كانت بعض النسوة ينظرن نحوي ربما ظنوا أنني قد جننت !
لم يدركوا جنوني بعد بأهل البيت و انا ماضية على أن يدرك أبني ذلك- أهو الذي نرتدي السواد لأجله في محرم يا امي؟
-نعم بني هذا الذي قد وهب نفسه واهله واصحابه في حب الله هذا لولاه ما عرفنا الإسلام ولا كان لنا اباء
وكرامة .كنت أتحدث اليه وكأنه راشد فاهم وكان الاخر ينظر لي بكل جمال وخشوع لما أقوله باسما لي منصتا دون ان ينطق ببنت شفه فقط نظراته المندهشة من المرقد وما لهذا الحرم من طمأنينة وسكينة وهكذا
أكملت الهدف الاول وكنت بكل مقام امام من الائمة
أسمعه شيء حتى اني اخترت له مجموعة قصصية للائمة كهدية له وذكرى لهذه الايام لأضيفها على رف غرفته المملوء بمثلها حتى يحين الوقت لقراتهاحرصت جدا عليه خلال هذه الفترة حيث كنت اتعمد
فعل امور كي ألفت انتباهه فمثلا في الصباح عند
قراءة الدعاء للامير المؤمنين (ع)أجلسه في حجري واضع الكتاب بين يديه وأقرأ وهو
ما بين النظر نحوي وتفاعلي مع السطور وما بين
النظر الى الكتاب ولمس كلماته والاجمل تقبيله برغبة شديدة مني قمت بتعليمه بعض الايات القصار من القرأن الكريم كسورة الحمد والتوحيد والمعوذتينوما ان تعلم سورة جديدة يلقيها على مسامع اباه بكل فرح فيكون على موعد من الكلمات المشجعة
والمحفزة له و يعده بالجوائز بكل سورة جديدة
يحفظها فأبا وارث يكمل ما أبدأ به..
هكذا كان حالنا
مع وارث فهو محاط بالاهتمام من الطرفين.