(طبل وزمر وزراغيد ... اجواء من الفرح والسعادة تعم المكان .... من يلقى نظره عليهم للوهلة الأولى يظن انه حفل زفاف فاخر اما الحقيقه فما هو سوى احتفال بوصول مولدى العائله الجدد ابناء هشام ومجدي .... جمع كبير من العائله .... اهل البلده باكملها في ضيافتهم اليوم في جمع سعيد طال انتظاره كثيرآ .... جلست رئيفه بجانب هند قائله بتعب ....)
رئيفه :يابووووي تعبت جوى النهارده
رحمه :معلش ياماما كان نفسى اساعدكم والله بس الدكتور ....
(قاطعتها رئيفه قائله ...)
رئيفه :ايه الحديت ده يابتي ... ربنا يقومك بالسلامه انتي وهاجر ... احنا لسه بصحتنا اهه ونجدر نشتغل قد اكده عشر مرات
هاجر :ربنا مايحرمناش منكم ابدآ يا ماما
(لتأتي ساميه وتجلس بجانب رئيفه والتعب يبدو عليها و ...)
ساميه :خلاااص خلصنا... اخر صينيه طلعت وكل الناس اتغدت ومابجيش حد الا وخد واجبه علي اكمل وجه
رئيفه :اهل الدار بس اللي لسه
(لتعلق هند قائله ...)
هند :لا سيبولي انا المهمه دي ارتاحوا انتوا وانا وهدير هنجهزلكم اكلكم
(نظرت لها رئيفه قائله بأبتسامه ...)
رئيفه :ودي تيجي يعني .... نتعبكم معانا
(تكلمت هدير والفرحه تملأ عيناها )
هدير :ايه اللي انتي بتقوليه ده يا طنط ... دا يوم المنى لما نتعب في مناسبه حلوه زي دي
ساميه :عقبال ما نتعبلك يوم ما ربنا يكرمك بالذريه الصالحه يابنتي
(رمت ساميه جملتها تلك دون ادراك منها لأنها لم تقذف امنيه صادقه من قلبها بل للاسف قذفت في قلب هدير قنبله لتحرقه ... صمتت هدير للحظات ثم تسائلت ...)
هدير :محدش يعرف شهاب فين ... من ساعة ما جينا وهو مختفى
هاجر: كنت شايفاهم من شويه هو ومجدى وهشام في اوضه الاولاد فوق اطلعي شوفيه
هدير :طب حد هيجي معايا
رئيفه :اطلعي يابتي دا بيتك
(اجابتها هدير بأبتسامه راقيه ثم نهضت لتتوجه الي الطابق العلوى متجهه الي غرفة الاطفال لتطرق الباب عدة مرات ولكن لم يأتيها الرد لتفتح الباب وتدلف الي الداخل وحين ترى الاطفال ينبعث الي قلبها شئ من السرور والبهجه فتقف امامهم متأمله برائتهم شارده في الماضى و ...)
#فلااااااااش
(كانت هدير تجلس امام الطبيبه الخاصه بها والدموع في عيناها و ....)
هدير : تقصدي تقولي اني مستحيل ابقي ام
الطبيبه :انا مقولتش كده بس
هدير: بس ايه
(وضعت الطبيبه القلم الذي كان بيدها علي المكتب ثم نزعت نظارتها الطبيه ووضعتها هي الاخرى علي المكتب لتنظر الي هدير وهي تشبك يديها ببعض قائله ...)
الطبيبه : بصي يا بنتي ... انا مش هكلمك ك دكتوره وحاله عندها .... انا هنصحك كأخت كبيره او كأم ليكي ... انتي حالة الرحم عندك ممتازه ومفيش عندك اي مشكله في الحمل و لما جيتيلي هنا وكشفت عليكي عرفت ان الموضوع مش محتاج غير متابعه مستمره لمدة شهر او شهرين مع حقنه تاخديها في معادها المظبوط ...وقتها هيحصل الحمل علي طول ... بأمر الله ... المشكله عندنا في مرضك
هدير :مرضى ....؟
(قالتها هدير مستفهمه لتجيبها الطبيبه ....)
الطبيبه : هكلمك من منظور تجربه شخصيه
(تنهدت الطبيبه بألم ثم أكملت بأسى ....)
الطبيبه :اختي الكبيره كانت في نفس حالتك دي بس للاسف ماكنتش تعرف خطورة الامر ... مكنتش تعرف انها في لحظة الم ووجع او حتي مجرد مرحلة اكتئاب الحمل كانت كفيله بأن وجع قلبها يزيد ... يزيد لدرجة انها ...
(صمتت الطبيبه لتنظر هدير لها متسائله ....)
هدير :انها .....؟
الطبيبه:انها تموت وهي بتولد
(عادت هدير من شرودها لتنظر الي الطفلان وهي تجفف دموعها بيدها لتقول مبتسمه بعد تنهيدة ألم....)
هدير :ماشاء الله و تبارك الرحمن
( وهنا دلف اليها شهاب مقتحمآ الغرفه قائلآ ...)
شهاب :انتي هنا يا قمري وانا عمال ادور عليكي تحت
هدير :وانا كمان طلعت علي أساس انك هنا
شهاب :طب تعالي نخرج
هدير :هنروح فين
شهاب :ايه رأيك نطلع نتمشى شويه بين الأراضى و الزرع علي ما الحفله تبدأ
هدير : مش هينفع يا حبيبي اصل انا لازم اساعد ماما هند في تحضير الاكل لاهل البيت لانهم لسه ما اتغدوش والدنيا بقت ليل
شهاب :مالكيش دعوه انتي بماما هند انا اتفقت معاها على كل حاجه ... بلا بينا بقى
(ثم امسك يدها وانطلق بها مسرعآ للخروج من الغرفه بل الخروج من المنزل بأكمله دون الأنتباه لنظرات المحيطين بهم لتبتسم هند قائله ...)
هند :ربنا يسعدكم ويهدي سركم يارب
(اما شهاب فأخذ هدير ليسيرا معآ في طريق صغير بين الأراضى الخضراء فأبتسمت هدير له قائله ...)
هدير :عندك حق فعلآ
(نظر لها شهاب متسائلآ ...)
شهاب :عندى حق في ايه
هدير :في ان المشى بين الزرع احسن من القعده في البيت
(ابتسم شهاب لها قائلآ ...)
شهاب :احلا مافي الموضوع اني ماشى جمبك ياقلبي
(ابتسمت هدير له بحب قائله ...)
هدير :ايه الرومانسية دي كلها يا سى شهاب
شهاب :انا طول عمرى رومانسى انتي بس اللي مش واخده بالك
(اغمضت متصنعه انها تفكر في شئ لتقول ....)
هدير :اممممم تصدق عندك حق
(هنا اخرج شهاب علبه صغيره من جيب جاكيته ليفتحها ويقدمها لها قائلآ...)
شهاب :كل سنه وانتي معايا يا أحلا هدير في الدنيا
(ابتسمت هدير بكل سعاده قائله ...)
هدير:معقول فاكر يوم ميلادي
(نظر لها متسائلآ ...)
شهاب :حد ينسى اليوم اللي شاف فيه حبيبته لاول مره ... لا وايه كمان ... ما انا شيلتك بين ايديا واخترتلك اسمك كمان
(ارتمت هدير بين احضانه دون خجل قائله ...)
هدير :بحبك اوي ياشهاب
شهاب :وانا بعشقك يا نبض قلبي
(خجلت هدير وعادت للخلف قائله ...)
هدير :يانهار ابيض ... ايه اللي انا عملته ده
شهاب :وايه يعني
هدير :افرض حد شافنا
شهاب :طب وايه المشكله... انتي مراتي علي فكره
(ثم اقترب منها ليحتضنها مرو اخرى فهربت منه هدير قائله ...)
هدير : انت شكلك اتجننت
شهاب :اتجننت بسبب حبك اللي بقي بيجري في دمى يا دودو
(ابتسمت هدير بخفه لتفكر في كلماته ثم تختفي ابتسامتها وتنظر له بجديه قائله ....)
هدير :انت بتحبني لاي درجه ياشهاب
شهاب :لدرجه ما تتوصفش يا قلب شهاب
هدير :بتحبني لدرجة اني لو طلبت منك حاجه هتعملها
(امسك شهاب يديها ليجذبهما اليه ويطبع عليهما قبله قائلآ ...)
شهاب :دا مش هيبقي طلب يا قلبي دا أمر
(اغمضت هدير عيناها والألم يعتصر قلبها لتتنهد قائله ...)
هدير :عايزاك تتجوز يا شهاب
(صمت شهاب للحظات ثم وجهه لها كلامه مستفسرآ ...)
شهاب:اتجوز ازاي يعني... انتي نسيتي اننا متجوزين
هدير :قصدي انك تتجوز واحده تانيه يا شهاب
شهاب:شكلك عايزه تنامى يا هدير ... يلا نروح
هدير :انا بتكلم جد علي فكره
شهاب:يلا يا هدير نروح ... ربنا يهديكي
(ثم أعطاها ظهره ليسير متوجهآ الي طريق العوده فتستوقفه هدير ...)
هدير:من فضلك يا شهاب اسمعني
(وقف شهاب لتقول...)
هدير : انت مش هتفضل تحبني كده علي طول ... بس لما تشوف طفل بيلعب قدامك .... لما حد من قرايبك يحكيلك على جمال احساس انه اب ... لما العمر يجري بيك وتلاقي نفسك وحيد ... لما تكتشف أنك نهيت اسم عيلتك بقرارك ... (تنهدت هدير بكل آسى ثم اكملت ...)
هدير : هتكرهني من كل قلبك
(لم يحتمل شهاب صوت شهقات بكائها المكتوم ولم يجد نفسه فعلآ شيئ سوى أنه التفت لها ليحتضنها بقوة قلبه العاشق ليقول ...)
شهاب :قولتهالك وهفضل طول عمري اقولها .. انتي مش بس مراتي ... انتي مراتي وبنتي وحبيبتي ... ووجودك في حياتي يغنيني عني اي حد في الدنيا
(جففت هدير دموعها لتبتسم بهدوء أثر كلماته قائله...)
هدير :خايفه يجي يوم تكرهني فيه يا شهاب
شهاب :اللي يحب لا يمكن يكره يانبض قلبي
(ابتسمت هدير ليقول ...)
شهاب :يلا نروح بقى
هدير :ايوه يلا عشان الدنيا ليل وزمان ماما هند قلقانه علينا
شهاب :لأ ما احنا مش هنروح بيت العيله
هدير :اومال ايه ..؟
(اجابته شهاب مع غمزه من عيناه قائلآ ...)
شهاب :هنروح على بيتنا احنا
هدير :معقول دلوقتي
شهاب :وايه خلاه مش معقول يلا بينا
(اما هنا في جمع سعيد يلتف جميع أفراد العائلة حول مائدة الطعام يتبادلوا أطراف الحديث بين القيل والقال والبهجة والسرور لتقول رئيفه بسعاده )
رئيفه :والله وعشت وشوفتك اب يا هشام
(اجابها الجد عبد العزيز كبير العائله قائلآ ...)
عبدالعزيز: ماتجوليش يا هشام بجى... جوليله يا ابو كريم
(ابتسمت رحمه لتحتضن رضيعها فيضع هشام الجالس بجوارها ذراعه علي كتفيها فتقول ...)
رحمه : صح ابو كريم
(وماهي سوى لحظات ليسمعا صوت يقطع حديثهم المرح هذا قائلآ ....)
الصوت : الاب بيتنده باسم ابنه الأكبر يبقي ابو احمد مش كريم
(سلطوا جميعآ أنظارهم علي الباب ليقف هشام ورحمه حامله طفلها قائلين في صوت واحد ...)
هشام ورحمه :رهف ... انتي عايشه
(توجهت إليهم رهف وهي تجر بين يديها طفلها ...)
رهف :مفاجأه مش كده ... كنت عارفه انكم هتتفجئوا بوجودي وكان نفسي تبقي مفاجأه سعيده
رحمه :انتي ...؟طب اذاي
(تجاهلت رهف سؤال رحم وانحنت لابنها قائله وهي تشير إلي هشام...)
رهف : روح لبابي يا احمد احضنه وسلم عليه
(نفذ الطفل أوامر والدته ليتوجهه الي هشام مناديآ اياه ..)
احمد :بابي ... انت وحشتني اوي ... مامي كانت تنوريني صورك علي طول
(لم ينطق هشام ببنت كلمه أثر صدمته ولم يفيق الا عندما جذبه ذلك الصغير بنطاله محاولآ لفت انتباهه لينحني له فتنجرف دمعه من عيناه ربما لم يلاحظها احد سوى رحمه التي تقف بجانبه بعد أن انكسر قلبها قبل فرحتها فانسحبت وهي تحمل طفلها بهدوء دون أن يشعر بها احد مرت الدقائق دون أن يتكلم احد فيكسر ذلك الصمت الجد عبد العزيز وهو يتسأل..)
عبدالعزيز:كيف بتكوني واجفه جدامنا يا بتي واحنا اتجالنا انك متي من سنين كتار
رهف: ليكم حق تستغربوا بس انا هحكيلكم...
يوم ما كنت جايه و انطردت من هنا ... كنت جايه اعرفكم اني حامل من ابنكم ... بس للاسف قبل ما انطق بكلمه واحده حتي انطردت اشر طرده وفهمت اني غير مرحب بيا وسطكم.... وخوفآ علي نفسي وعلي ابني قبل مني انسحبت من حياة هشام وسيبت البلد كلها وسافرت بره مصر ... اهلين اهلي يقولوا اني متت عشان هشام مايدورش عليا ... وعشان ابعد ابني عن الشر اللي موجود في البيت ده بس السنين فاتت وابني كبر وبقي يسأل عن ابوه كل يوم ... وماحبتش اني اخليه يعيش سنين وابوه عايش فجبته وجيت وانا مستنيه انكم تاخدوه في حضنكم
(كان هشام غارق في بحر من الأفكار ليعود الي أرض الواقع متسائلا...)
هشام :رحمه
(نظر حوله فلم يجدها...)
هشام: راحت فين
مجدي:كانت هنا
هاجر :زمنها فوق انا هطلعلها
هشام :بعد اذنكم يا جماعه انا هطلع لمراتي
(وهنا استشاطت رهف غضبآ بسبب تجاهل هشام لها ...)
رهف :مراتك ايه هتسيبني انا وابنك وتطلع لها للدرجه دي احنا مش فرقين معاك ... رحمه دلوقتي بقت اهم مني عندك
(كاد مجدي ان يتحدث ولكن استوقفته كلمات جده ...)
عبدالعزيز:مالوش لزوم الحديت ده يابتي ... (ثم وجهه كلامه لاحفاده ..)روح يا ولدي شوف مرتك ... وانت يا مجدي خد رهف وابنها وليها ترتاح في الاوضه اللي تعجبها
(نظرت إلي رئيفه قائله باستهزاء...)
رهف :حضرتك تقصد ابنكم
عبدالعزيز: روحي مع مجدي يا بتي
(ذهبت رهف مع مجدي بعد أن أخذت احمد معها ... دلف هشام الي الغرفه ليلقي نظره في الأنحاء فيجد رحمه تجلس علي كرسيها الهزاز تغمض عيناها في صمت والم اقترب منها ببطأ قائلآ ...)
هشام :رحمه .... انا أسف ياحبيبتي
(تنهدت قائله...)
رحمه :وانت ذنبك ايه
هشام :الذنب كله عليا انا ... انا السبب في كسرة فرحتك النهارده ... لولا غلطتي زمان مكناش اتحطينا في الموقف ده دلوقتي ... صدقيني ياحبيبتي انا....
(قاطعته رحمه ....)
رحمه :اتجوزها يا هشام
____________
(جلسوا جميعآ علي طاولة الطعام بعد تلك الصدمه التي وقعت علي قلوبهم ....)
رئيفه :لا حول ولا قوة الا بالله انا السبب في كل ده
ساميه: ياقلب امك يا بنتي ... كل ما الدنيا تضحك في وشك ترجع تقلب عليكي تاني
جمال :انا مش عارف البت دي حظها عامل كده ليه
عبدالسميع :البت دي لازم تغور من اهنه...احنا ناخد ولدنا ونغورها
عبد العزيز :من ميتا يا ولدي واحنا بنظلم حريمنا وبنحرمهم من ضناهم ... يلا ننام دلوقيت والصبح هنلاقيلها حل بأذن الله
(انصرفوا جميعآ ليتوجهه كل منهم الي غرفته ____اما هنا وبينما كانت هدير تتوسد صدر شهاب )
هدير :عمري ماكنت اصدق اني اقع في حب واحد خطفني
شهاب :اسمها كنت بحميكي واحافظ عليكي وبعدين انتي اللي خطفتيني علي فكره
هدير :انا .... ازاي بقي
شهاب :من اول يوم قررت فيه اني ادور عليكي ... انا كنت مكلف رجالتي بمراقبة ابوكي ولما عرفت بموضوع التسويه اللي عملها مع شاكر قررت اني لازم اوصلك قبل شاكر عارفه ليه
هدير:ليه
شهاب :لأنك كنتي نقطة ضعفي ياهدير... ذكريات طفولتنا سوا هي اللي كانت مهونه عليا اللي انا فيه ... انا مكنتش بدور عليكي... لا انا كنت بدور علي نفسي فيكي ... بدور علي شهاب اللي روحه دايبه فيكي ... واول ما عيني وقعت عليكي قلبي ارتاح من وجعه
(طبعت هدير قبله علي خده قائله...)
هدير :يا سلام علي الرومانسيه
شهاب :تعالي وانا اعرفك علي باقي الرومانسيه
__________
هشام :ايه اللي انتي بتقوليه ده يا رحمه
رحمه :مفيش حل غير كده يا هشام ... رهف لو هتعيش وسطنا لازم تكون علي زمتك
هشام :مستحيل ... انا لا يمكن اتجوز عليكي
رحمه :وانا مش هسمحلك انك تتجوز عليا
هشام :منين بتقولي اتجوزها ومنين مش هتسمحيلي اتجوز عليكي
(تنهدت رحمه بألم واغمضت عيناها لتخفي دموعها وتقول بضعف )
رحمه : احنا لازم نتطلق