مرحبا بكم أصدقائي
كيف حالكم ؟أتمنى أن تكونوا جميعا بخير
إذا بدون إطالة في الكلام ، هيا فلنبدأ رحلتنا
......................................................
في ذلك الصباح المشرق ، تتجول أكينا بين أشجار الكرز التي تفتحت زهورها مؤخرا ، تلك الأزهار التي تفوح بعبق الذكريات ، ذكريات تقاوم النسيان .
تتراءى لها صورة فتاة صغيرة ، تجري بين الأزهار الملونة ، و صدى ضحكتها ملئ المكان ، و قربها سيدة في مقتبل العمر ، تجلس بين الحشائش الخضراء ، و هي تراقب صغيرتها تقفز من مكان إلى ٱخر ، لكن سرعان ما يتبخر هذا السراب ، و يعود المكان لهدوءئه المعتاد .
قاطع شرودها ، صوت يناديها "أكينا...أكينا"
لم تكن أكينا في حاجة للاستدارة لمعرفة من يناديها، فهي تحفظ هذا الصوت جيدا ، و من غيرها ؟ هي التي قاسمتها أفراحها و أتراحها ، هي التي كانت مثل الأم الثانية بالنسبة لها ، هي التي كانت الوحيدة التي لم تفارقها ، عندما تخلى عنها الأصدقاء و الأحباب ، و جرحها فراقهم ، و لم تستطع البوح لهم بما تواجهه.هي التي كانت النور الذي يضيء حياتها ، و النهر الذي ترتوي منه عطفا و حبا وحنانا، هي التي تعجز الكلمات عن وصفها ، و يقف القلم حائرا عند اختيار الحروف المناسبة للحديث عن مكانتها ...نعم ، عن الأخت الكبرى أتحدث ، عن السند القوي ، عن علاج الهموم ، عن كاتمة الأسرار، عن ماسحة الدمعات ، عن فاكهة الحياة أتحدث.
"نعم"صرخت بها أكينا بعد أن توقفت عن السير.
فسمعت الرد سريعا "تعالي إلى هنا "، استدارت أكينا بسرعة ، متوجهة نحو المنزل الذي يحمل الكثير من القصص و الحكايات ، ببابه البالي من كثرة الطرق عليه ، و الشبابيك التي نمى عليها ورد الأيام ليزهر و ينشر أريجه المليء بالذكريات بحلوها و مرها، ذلك المنزل الذي كان يضج بألوان الحياة ، لكن عفا عليه الزمن ، فصار كمنزل مهجور عتيق لا يوجد به أي صدى و صوت، في هذا المنزل ، كانت ليالي السهر تتجلى في الصيف و الشتاء على حد سواء ، لكن تلك الليالي انقضت ، و نساها أو تناساها اصحابها ، و لكن بقيت الجدران شاهدة عليها ، تلك الجدران بطلائها المتقشر بفعل قساوة الأيام و تقلب الفصول ، و حتى الشجرة التي كانت تمتد على شرفة المنزل طالت و امتدت و لم تكلف نفسها عناء الاعتذار للجدران التي كانت تتكئ عليها طوال الأيام الخوالي ، و عن أي شجرة نتحدث ، الشجرة التي استقبلت تحت ظلها أهم اجتماعات الأسرة قبل أن يتشتت شملها ، و يبتعد الجميع عن الشجرة التي كانت تحتضنهم تحت أغصانها المتفرعة .
دفعت أكينا باب المنزل و قد لاحظت بعض الشقوق البارزة على خشبه ، لكنها لم تعط الأمر اهتماما كبيرا ، و اتجهت نحو المطبخ الصغير الموجود في احد زوايا البيت ، حيث من المفترض أن تجد أختها ، مشت فوق الأرضية الخشبية ، و هي تستمع للصدى الذي تخلفه خطواتها ، أطلت برأسها من باب المطبخ ، و كما توقعت ، وجدت أختها مديرة ظهرها ، و هي منشغلة بما في يدها من سكاكين و ملاعق و شوكات و صحون مختلفة الأحجام و الأشكال و الألوان .
أنت تقرأ
طريقي نحو تحقيق أحلامي
Short Storyأحيانا ، تقف الظروف حاجزا بيننا و بين أحلامنا ، و عقبة بيننا و بين طموحاتنا . لكن هل يجب ان نستسلم لها ، متحججين بأننا لن نستطيع الوقوف في وجهها ، أم أن علينا الصمود ، و النهوض ، رغم كل الصعوبات التي تحيط بنا . أم ربما يجدر بنا أن نبقى واقفين حائرين...