كنا في الماضي نتحدث عن المستقبل، واليوم لم يعد لنا مستقبل في الوقت الضائع. وتبقى الذكريات بحلوها ومرّها وقود الإنسان، وتذكار الماضي ودروس المستقبل. مخطئون فيما قالوه عن الماضي، لقد تعلمت كيف أدفنه، إلا أنه دائماً يجد طريق عودته. من ينظر إلى المرآة يرى المظهر، ومن ينظر إلى الماضي يرى الجوهر. الندم لا يؤدي إلا إلى إبقائكم عالقين في فخ الماضي. لا تصنع من آلام الماضي تمثالاً تقدم له الطقوس كل لحظة ليظل قلبك مجروحاً. هل يا ترى كانت الحياة حقاً بسيطة وعفوية، أو هي حلاوة الذكرى تزيّن في عيوننا الماضي فنستلذ به......
...........................
يستلقي علي فراش المشفي منذ حوالي سنتين غائب عن الوعي في غرفة كبيرة مطلية باللون الابيض ..هرب من الواقع بإرادته كي لا يتألم ..لكنه يشعر بما حوله ويسمع حديثهم .لكن لا يفيق ابدا .....انغمس في ذكريات الماضي كالعادة فهي تعتبر حياته...تذكر عندما كانت ابتسامته لا تفارق وجهه وكان قادر دائما علي حل مشاكل الجميع لكن ماذا عن مشاكله هو . فقد يأس من جميع محاولاته لحل مشاكله التي لا تنتهي بل تتعقد اكثر من اللازم..
سرح بعقله الشارد دائما عن هذا الوقع ...
شاب في الخامسة والعشرين من عمره تخصص في مجال الطب النفسي لحبه لهذا المجال بجانب قدرته علي حل مشاكل الجميع
دائما ما كان مخلصا لأهله وأصدقائه كما انه حنون وطيب القلب والبسمة لا تفارق وجهه ..وليس معني ذلك انه ضعيف الشخصية بل كان الجميع يحترموه ويقدروه لكن للمقربين نظرة اخري...
دلف الي الفيلا الخاصه بوالده الذي كان من أثري أثرياء القاهرة وكيف لا وهو كمال العدوي صاحب اكبر شركة لهندسة البترول.. لكنه بعيدا كل البعد عن ابنه الوحيد..
_بابا كنت عايز اقول لحضرتك اني عايز اتقدم لسلمي.
كمال :بعدين يا عمر انا مشغول دلوقتي بصفقة مهمة.
عمر :يا بابا انا عايز بس اكلم والدها لانه مصمم انها توافق علي العريس اللي جايبه
كمال بغضب :قلت مش وقته انت هتناقشني ولا اي..
صعد عمر الي غرفته وهو غاضب وحزين من رفض ابيه لتلك الزيجة فهو يعلم انها إبنة خصمه لكنه يحبها بل يعشقها..
فكر في التحدث مع زوجة أبيه لكي تقنعه لكنه يعلم انها تكرهه بشده لكنه سيحاول سيجرب جميع المحاولات لكي يفوز بمحبوبته......
..........،.................................
في احدي العمارات بالقاهرة بعيدا عن هذه المشفي او لنقول المصحة..وعن تلك الذكريات
تجلس بإسدالها علي سجادة الصلاة وتقرأ وردها اليومي بصوتها العذب فكم جميل ذلك المنظر وهي تتعبد للواحد الاحد الفرد الصمد...