في بلدة عربية في حي يحيطه الرمال العارمة بينما الكل منشغل في عمله كبياع او بحار أتت فتاه ماشية الي طريقها للمنزل حامله معها بعض من الاكل العربي التقليدي, شعرها الأسود الذي يصل منتصف ظهرها مع القليل من البني, عينيها الناعسة البنية, حبة الخال التي تزين عينيها أكثر جمالا وخلابةً.
فتحت الباب بانفعال القت نظره خافته بالمنزل بعد ان توقفت عن البحث قائله في داخليها (اين هم يا ترى) لم تكترث اعتادت ان تكون وحدها في المنزل وضعت الاكل على الطاولة, ثم اتجهت الي غرفتها البسيطة واستلقت على سريرها بتعب تدخل في أفكاره غارقه لقد أصبحت حياتها تتكرر مرارا وتكرارا انه من الممل ان تكون حياتك هكذا..
الفتاه بتنهديه
"همم كم انتي قاسيه معي ايتها الحياة"
تنهدت بقوه قبل ان تخلد للنوم بعد ان يأتوا أهلها قبل ثلاث ساعات
أمها بصراخ لتسمعها:
" ابنتي نحن هنا "
أفاقت بعد استماعها للصوت والدتها نازله على درج مصنوع من خشب، الإضاءة الخافت التي تضئ فقط غرفة الجلوس قديمة الطراز. حياتهم عبارة عن حياة هادئة متكررة مملة وهذا حقا مزعج بنسبة الي تلك الفتاة التي تبلغ من عمرها الثامنة عشر عاماً، أعددت العشاء معي والدتها، وانتهوا بالعشاء بها وهي تأخذ الطباق البسيطة التي مُتكونه من ثلاث اصحن وبعض من الاكواب الخشبية أيضا.
اشرقت الشمس التي تختبئ بعد مرور الوقت خلف السحب فقط لا شتاء كما نعرف ان الدولة العربية معروفه بحرارتها الصاعقة تجعل البشرةَ سمراء جميله، كل القرية الشعبية استفاقت ليوم جديد ومُتكرر، اما الان سوف تعرفون عما تفعله تلك الفتاة قمحية البشرة وما تفعله كَل المعتاد.
تمشي وهي حامله معها سَلتين، مُتجهة الي الأسواق المعروفة في الحي كل شخص يعمل بضمير واجتهاد ليلفت انتباه الناس ليشتروا منهم، هناك بَيَاعُون يأتون من بلد الي أخرى لكي تشتري منهم القرية. فتأتي مختلف الثقافات الأجنبية، الإيطالية، الفرنسية، وغيرها من البلدان. اقتربت الفتاة الي شخص ربما معتادةً عليهِ رجل الزخارف أنواع ومنها زخارف النباتية، الكتابية...اخطت خطواتها اليه متجهة...
"مرحباً عمي حسان...كيف حالك؟"
رفع نظره عن عما يفعل قبل مجيأها لمتجره. الذي عمل به سنوات عديده!
"اوه.. ياسمين! بخير تفضلي اجلسي.."
اشار علي المقعد الموجود امام المتجر..جلست بحترام كانت تصارع عقلها ان تتحدث ام لا، فقدت الامل في التفكير لتقول بحترام وهي منحني رأسها الي الاسفل
"لا لن اطيلَ عليك..فقط اردت ان اقول لك انني اريد ان اهدي امي بعض من زخارفك... هل تسمح لي يا عمي انت تعرف عذري..ارجوك.."
ابتسمه بدهشةً عارِمه ليقول:
"طبعاً ابنتي اتقبل عذركِ ...ولكن تَعرفين ان الاسعار غاليهٌ ولا يمكنني"
نظر لها بتأسف لتقول وهي تقف
"لا عليك عمي حسان...سَوف افعل المستحيل للحصُول علي زَخَارَفَهَ مَن زخرفاتك العظيمه"
لتنحني بحترام له وتشكره قبل مغادرتها من متجره، اكملت سيرها في التسوق مرتديه فستان بسيط يدل علي انها من بلدة عربية.
كان المكان مزدحم و الكثير من الناس وثقافات متعددة، لذلك اصبح سيرها غير متوازن، احداً يصتدم كتفها والحجار التي علي الارض التي كل دقيقة علي وشك ان تتخرطف!..حاولت ان تبحث بنظرها عن مكان للخروج من هاذا الامر المزعج ، لا احد مهتم كل منهم منشغل تركيزه; الي ان احست بشيأ يسحبها الي الامام مباشرة! بسرعه كبيره فائقةً ، انتابها في الوقت ذاته بالخوف والاستغراب. لا صراخ لا قول شيء; فجأه اصبحت الرؤي ضباب خافت ،استسلمت واغمضت عينيها فَاقِدة الوعي.