PART:01

78 13 28
                                    


لكل جدار عتيق قصة، لا يعرف حقيقتها سوى

أصحابها، لكل بيت رغم الدمار، بقايا متشبثة بجذور

الأرض تحن إلى ساكنيها وأصواتهم، ربما همساتهم

في الليل الحالك وطقوسهم وأحلامهم التي تنسجها

أمانيهم وصلواتهم،.. إلى كل شيء!

هل تعود الذكريات، ونعيد ترميم ماضينا الجميل؟!

من سيعيدها لنا؟!

وهل تبقى عالقة في مخيلتنا رغم تباعد الأيام

وازدحامها؟

ربما الأحاسيس والمشاعر هي التي ما زالت تؤمن

بالذكريات؛ باسترجاع اللحظات! حين يغفو العقل بعيدا
عن الواقع، حين يعاود رسمها بفرشاة سحريةغالبا ما

تختفي؛ ويغادرنا العقل الباطن على عجل حين يقاطعنا
صوت الكون الواقعيّ! رغمّ الألم الذي يعتصر في

داخلنا ويرتطم، قد يضج العقل بالماضي، ويحاول أن

يلتصق بالأحلام المقتولة على ضاحيات الزمن المر،

هذا الإعصار الهائج أحيانا يفقدنا السيطرة على

أعماقنا، ويشل أحيانا أخرى حركتنا الطبيعية؛ لنجد أننا

نفقد الحياة الحاضرة ولا نجيد التأقلم مع أحداثها،

ونبقى غائبون في زمن قد انتهى، لكن طياته كانت

بالنسبة لنا الأمل والجمال والحياة التي بنتها طفولتنا.

لايسعني سوى البكاء بحرقة عزاء لمن سبقوني

وحسرة على قدري الذي كتب بدماء الحروب والنيران

التي تلتهم كل من أحب بغمضة عين،لم يحترق قلبي

فقط بل روحي التي كان من قدرها أن تؤخذ قبل،لكن

أبت أن تحني رقبتها بوجه أولائك الظلمة الذين خلعوا

من على وجوههم ملامح الشفقة و الرأفة بذلك

الوجه المغطى بالدماء وينعكس بعينه لهيب النيران

المشتعلة،لم يكن بوسعي سوى الهروب من مدينة

لأخرى مع أسرتي والنجاة بنفسها من لعنة الأعداء

لم يتركوا لا حجر فوق حجر ولا رأسا فوق كتف..

نهبوا وسلبوا أرواحا عديدة،دمروا الأسر ويتموا

الاطفال ..كان من نصيبي ان اعيش تحت ذل الاعداء

وأطماع الخونة المنتشرين حولنا ...فتاة يتيمة بأسمال

بالية رسمة الحياة لها طريقا طويلا مملوءا بأشواك

مسننة التي تغرز في صميم فؤادي، كان قدري اليأس
يلاحق أنفاسي تبعا ولم أسلم منه ابدأ ...ملقاة على

ضحايا الحربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن