الجهة الثانية :- في إيمانهم قال الولي المقدس :
سمعنا من هذه الروايات أنهم مؤمنون لا يبالون في الله لومة لائم ، و لا يشوب قلوبهم شك في ذات الله . رهبان في الليل ، لا ينامون لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل ، يبيتون قياما على اطرافهم و هم رجال عرفوا الله حق معرفته و سنعرف أن شجاعتهم أيضا من الاوصاف الايمانية لديهم .
قال تعالى " بسم الله الرحمن الرحيم "
" يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله واسع عليم "
صدق الله العلي العظيم
و إذا حاولنا فهم هذه الاية من زاوية التخطيط العام كان (الذين آمنوا) المخاطبون في هذه الاية هم مؤمنون ما قبل التمحيص و هم يصبحون بالتمحيص منقسمين الى قسمين ؛ قسم مرتد عن دينه نتيجة للفشل في التمحيص و لردود الفعل السيئة التي اتخذها اتجاه الوقائع تلك الردود المنافية مع إيمانه و المنافرة مع الحق و الهدى فأصبح التزامه لها ارتدادا كما قالت الاية ، و القسم الاخر الذي ينتجه التمحيص تدريجيا و ليس فورا هم المؤمنون الناجحون في التمحيص ( فسوف يأت الله بقوم يحبهم و يحبونه ) و هؤلاء طبقا للتخطيط العام لا يمكن أن يكونوا ألا هؤلاء الذين ذخرهم الله لنصرة الامام المهدي (عج) فأنظر لاهتمام الله تعالى في قرآنه الكريم بهذه المجموعة العادلة الكاملة و هم ( أذلةعلى المؤمنين ) لشعورهم بالاخوة الايمانية (أعزة على الكافرين) و المنحرفين المرتدين أجمعين لفشلهم جميعا في التمحيص (يجاهدون في سبيل الله) خلال الفتح العالمي بالعدل و من اجل تأسيس الدولة العالمية العادلة (و لا يخافون لومة لائم) مما يقع منهم من الاعمال المضرة بمصالح المنحرفين و الموجبة لغيظ الكافرين. كيف و أن نجاحهم في التمحيص لم يكن ألا نتيجة لأمثال هذه التضحيات التي أدوها خلال الحياة حتى أصبح العدل و الهدى هو مقصودهم فوق كل مقصود لا يزحزحهم عنه عتب عاتب و لا تأنيب مؤنب و إذا كان دينهم السابق على ذلك في عصر الفتن و الانحراف فكيف لا يكون ذلك مسلكهم بين يدي إمامهم و قائدهم و الإنجاز هدفهم الأعلى العادل الصالح و ذلك النجاح في التمحيص بأي درجة من درجاته (فضل الله يوتيه من يشاء ) انطلاقا من إدارة نفس الفرد المؤمن لا قسرا عليه ... حتى حين يجد الله تعالى في قلبه السلامة و حسن النية و الاخلاص كما ان حسب الفرد أن لا يشوب قلبه شك في ذات الله عز و جل فهو يرى في كل اهدافه و احكامه و الموجودات حوله عدلا لا يشوبه ظلم و صدقا لا يشوبه كذب و مصلحة لا يشوبها مفسدة و على هذا كان سلوكه في عصر التمحيص السابق على ذلك فكيف لا يكون كذلك بعده. كما أن حسب الفرد أن يعرف الله حق معرفته كما ينبغي ان يعرف و كما هو أهل له و اهم فقرة في ذلك بعد الاعتقاد بتوحيده و عدله هو الشعور بأهميته و طاعته و عظمة شأنه و الانصياع النفسي و السلوكي الكامل لتنفيذ اوامره و تطبيق أهدافه بكل سرور في سبيله كذلك تكون صفة هؤلاء المؤمنين و يترتب على هذا الايمان أمران مقترنان:
الاول :- شجاعتهم الموصوفة بالاخبار و سنتعرض لها في الجهة الاتية فأنها في الحقيقة شجاعة في تنفيذ أوامر الله و تطبيق أحكامه.الثاني :- عبادتهم الموصوفة في الاخبار و تهجدهم في الاسحار .
الأمران اللذان يعبر عنهما في الروايات(رهبان في الليل ليوث في النهار )

YOU ARE READING
أصحاب القائم في كلام الشهيد الصدر ( قدس سره )
Spiritualإن هذه النواقيس التي تدق قلوب المؤمنين الممحصين دائما هي مستلة من كلام الولي المقدس في موسوعته الرائعة الموسومة بموسوعة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف )