الله.....احساااااااااااس الحررررية....وااااااااو...احساس رائع...مذهل..كله حيوية....
نعمه ماحد يقدرها...غير اللي انحرم منها..مثلي بالضبط...مثل السجين اللي عاش بالسجن اعوام طويلة...وهالحين اهو يتنفس هالحرية بدون اي خوف...هذاني امشي جنب عفاري...لابسه عبايتي السودا...ومتغطية...ولابسه نظارات كبار مغطية نص وجهي تحت الغطا...امشي وانا قلبي يرقص فرح....ومن كثر فرحته..مالاحظ حزن عفاري المرسوم بكل لمحه بوجهها....المرسوم بنظرات عيونها...المرسوم بثنايا جسمها اللي نحف واختفت معالم انوثته....
شفته...آآآآآآآآآآآآآآه
عيوووووووونه...لا تسألوني اوصف عيووووونه.....
وافي..كان واقف جنب جيب هامر...اسود...لابس بنطلون اسود...وبلوفر زيتي غامق..شعره مبعثر من الرياح... وله لحية خفيفة..توها نامية..وفي وقفته عصبية...وانعدام صبر...
وعند رجله مجموعة من اعقاب السجاير اللي استهلكت على حد توقعي بالساعه اللي فاتت...
لمن شافنا...مشى ناحيتنا...انا وقفت...توقفت كل شعره بجسمي.. ياربي..اكرررهه...بس فيه شي غريب يصير فيني إذا شفته...مشاعر عجيبه... مو حب..ولا انجذاب... حاجه... اكبر من اني افسرها...
آآآآه...تنشقت ريحة عطره...الرجولة...بكل ذرة من ذرات جسمه...
اخذ من عفاري الشنطة...حقتي...ومشى بسرعه راجع للهامر...
فتحلي الباب اللي وراه مباشرة..ترددت شوي...لثواني...لاحظت بعيونه نظرة شرسة.. وكأنه عارف وش قاعده افكر فيه؟؟...ركبت بسرعه..وقفل الباب علي..قعدت اتنافض بالسيارة.. الجو مرة بارد...ورغم ان تدفئة السيارة مشتغله...لكن مع هذا..برودة الجليد غمرتني...
شفت عفرا تركب قدام...ووافي يجلس قدامي بالضبط...
حطيت ايديني لا شعوريا على حلقي..وجوده غريب...فيه هالة حوله...تملا الفراغ بسرعه جنونية...حسيت بكتمة...وتنهدت بصوت حاولت قد ما اقدر اخليه مو مسموع...
قالت عفاري واهي تلتفت على وافي: الجو باااااارد....
وافي: اممم...حيل..
حسيت بنغزة بقلبي...يا الله يا وافي...حسبت اني نسيت صوتك...لكن لا...صوتك لسه اذكره..مازال يحمل الثقة والخشونة والعمق والغرور نفسه... مازال ينسف الشخص اللي قدامه مهما كانت الجملة اللي تقولها...
عفاري وهي تعطيني شال كشميري لونه احمر..: غطي نفسك بهالشال يا ملكه.. راح نروح لفندق قبل لنسافر..لأن رحلتنا بكره...واحنا مآخذين فندق قريب من المطار.. والطريق شوي طويل..
قلت بصوت مرتجف رغم كل محاولاتي لضبط نغمة صوتي:شكررا...اا
وغطيت نفسي بالشال الدافي اللي نشر الدفا بضلوعي وعظامي... غطيت عيوني... وانا احاول اتجاهل دقات قلبي اللي تتراقص مثل راقصه شرقية من الطراز الأول.. وعرقي اللي ينبض بأعلى عنقي..وشوي وينفجر...
حرك وافي الهامر...ومشى ببطء عشان يطلع من حدائق المستشفى...شفت بعض من البنات اللي تعودت اجلس معهم من بعيد في عالمهم الخاص..لورا..وهيلين... وبعض الممرضات الطيبات معي...
تنهدت واحنا اخيرا نجتاز البوابة الحديدية الكبيرة...أخيرا...مابغيت اطلع من هالمكان.. تصدقون اني حتى وانا البس ملابسي..كنت شاكه باللي قاعد يصير...كنت اقول هذا حلم..جميل وبيخلص بعد لحظات...وبقوم وبلقى حالي بين اربع جدران...اسمع صوت المرضى اللي يصعقون كهربائيا..
تأملت الاشجار الضخمة الكبيرة اللي عليها الجليد متجمد...وطالعه كأنها كريستال صافي طبيعي.. وكمان..الطريق اللي تكسوه الثلوج.. مغطيته بغطا ابيض ناصع نقي..لامع .. نظيف ..والحيوانات الشاردة اللي تركض على جنبات الطريق..طالع فيني غزال شارد بعيونه الواسعه الالمعه...تمنيت اخذه...
لاشعوريا قلت بلهفة وفرح: غزال....
وافي بسرعه:يا ليت من يآخذه....
لاحظت انه سكت بطريقة سريعه...وكأنه ندم على انه تكلم...شمخت بخشمي..من هو عشان يتكلم معي؟؟..لا يكون يحسبني وحده من اللي يقربون له...هه..لازم اخليه يحترم نفسه ويعرف اهو جالس يتكلم مع مين؟؟؟
دخل وافي ايده بارتباك بجيب بنطلونه...وقام يدور عن شيء...وبعدها تنهد بارتياح وهو يطلع علبة سجايره اللي تعودت اشوفها معه...ذهبية وعليه رسم فرعون...من S.T.duppont
اشعل وافي سيجارة... واخذ منها شفطة سريعه... وفتح الشباك شوي...ارتعشت بمكاني من البرد...كان ودي اكسرله راسه...مفروض مايدخن ومعه حريم بالسيارة...لكن..ما اقول غير صدق ماعنده ذوووق...اخذ نفس جديد من السيجارة...
.ودخل CD في المكان المخصص له بالسيارة..وبعدها بلحظات...بدا صوت محمد عبده ينتشر بانحاء السيارة....رفع الصوت شوي...وسرحنا كلنا مع صوت فنان العرب... لاحظت خلال الاغنية...ان عفاري غرقت بكرسيها...وامتلت عيونها دموع..وضمت نفسها اكثر بالكرسي..ورفعت رجولها وضمتها لصدرها..اما وافي...فتنهد وهو يلقي نظرة عليها..ويرجع يركز بالطريق...
.
أنت تقرأ
اللي يبينا عيت النفس تبيه واللي نبيه عيا البخت لا يجيبه
ChickLitمنقولة للكاتبه عيونك اخر امالي