1#

35 2 0
                                    

لدي الآن وفي هاته اللحظة تحديدا مهمة وحيدة..
فإما قاتلة أو مقتولة..
إما أن أخرج من الحرب منتصرة أو مهزومة..
شجاعة أو جبانة..
أبيض أو أسود..
لا يوجد خيار ثالث أبدا..
سأستجمع كل قوتي في سبيل تحقيق هدفي فإما الموت أو الحياة..
أنا الآن أرى هدفي أمام عيني..
لا أستطيع الاقتراب منه
وفي نفس الوقت لا يمكنني تضييعه مثلما يحصل كل مرة وإلا عاد مجددا ونشر الرعب فينا وسفك دماءنا وشرب منها ليزيد من قوته..
لا مستحيل
لن أسمح بحدوث هذا ما دمت على قيد الحياة وما دامت الأنفاس لم تنقطع فسأقف له بالمرصاد وأوقفه عند حده..
من هو حتى يتحداني..
سأقضي عليه اليوم وأنهي سلالته من الوجود وأذكر به الأجيال القادمة ونضحك عليه معا وأنا أردد..
أيا ليت الشباب يعود يوما لأخبره بما فعل بي المشيب..
سأكون حينها عجوزا لا تستطيع رفع كأس الماء حتى وتملأ التجاعيد وجهي ويصبح لدي العديد من الأحفاد وأبناء الأحفاد وأبناء أبنائهم ويلتفون بأكملهم حولي وكأن الدنيا ضاقت بهم ولا أستطيع أخذ نفس حينها..لا.. سأختنق لا أستطيع التنفس بسبب كثرتهم ولا وجود للنور أمام عيني وليس بقدرتي فعل شيء لأني عجوز وضعيفة وهزيلة وعظامي هشة وسأموت دون أن ينتبه أحد لي ولن أدفن في قبر بل سيرون جمجمتي المستندة على هيكلي العظمي ويظنون أني نائمة لا غير وسأصبح منسية لا لن أحتمل أكثر لاااااااااااااااااااااااااااااا
..
..

عندها صرخت الطفلة الجميلة وأيقظتني من عالم الكوابيس
نظرت إليها كانت طفلة صغيرة وظريفة وجميلة جدا وتدوس بقدمها على شيئ ما...
كايو :ماما لا تخافي لقد قتلته
ورفعت قدمها الصغيرة عن الأرض وقد دهس الصرصور تماما فتنفست والدتها الصعداء وهي تنزل عن الطاولة وكان في يدها ملعقة طعام كبيرة وضعتها جانبا وأسرعت نحو طفلتها ذات الأربع سنوات وحملتها وأخرجتها من المطبخ

ساكورا :اذهبي إلى شقيقتك لتغير لك ملابسك ريثما أعد الطعام ونذهب لزيارة خالك .. هيا كايو
كايو :لكن ماما..
ساكورا :بدون لكن..
كايو :لكن..
فقطبت ساكورا حاجبيها ودفعتها وكايو تضحك وتردد الكلمة وهي تتعمد المماطلة فتجاهلتها وعادت إلى المطبخ وكانت امرأة جميلة لدرجة الجنون وتبدو صغيرة مع شعرها الناعم وعينيها البراقتين في حين صعدت كايو الدرج إلى الطابق الثاني ودخلت إحدى الغرف فيه وذهبت نحو شقيقتها التي كانت جالسة على النافذة وسماعاتها على رأسها وتحدق بعيدا وشاردة كما أنها تدندن مع نغمات الأغنية بصوت رقيق فجأة دفعتها كايو ففقدت توازنها وكادت تسقط لولا أنها أمسكت بجانبي النافذة وعادت للداخل وهي تنزل سماعاتها وتصرخ
هريجاي :ما خطبك أيتها الضفدعة هل تنوين قتلي أم ماذا
وصمتت قليلا لتجد تلك العينين الكبيرتين تغرورقان بالدموع فأشاحت وجهها
هريجاي :ماذا تريدين
عندها ضربتها كايو بقدمها الصغيرة وخرجت مسرعة فانزعجت هريجاي لتعود إلى مكانها وهي تعيد سماعاتها على رأسها
هريجاي :قزمة مزعجة
وبعد لحظات فقط عادت كايو فنظرت اليها هريجاي وهي صامتة وتراقبها ففتحت الخزانة وتسلقت رفوفها حتى وصلت إلى جهة ملابسها ورمتهم على الأرض ونزلت لتبحث عما ترتديه وخرجت مسرعة
فصرخت هريجاي عليها
هريجاي :عودي ونظفي الفوضى التي أحدثتها
ونظرت إلى الأمام ولم تسمع الشتيمة التي ألقتها عليها فصوت الموسيقى عالي
خرجت ساكورا مع كايو وتركت هريجاي في المنزل لتتجه إلى أحد الشوارع الفرعية ودخلت بناية وبعد لحظات وقفت أمام إحدى الشقق ورنت الجرس ففتح الباب شاب وسيم لدرجة أن بصر الإنسان يعلق في تلك النظرة الحادة الغامضة والخصلات الناعمة وتنسدل على وجهه الأبيض وتحت عينه اليمنى علامة غريبة وكذلك أعلى جبينه ويرتدي الأسود بالكامل أي قميصا وسروالا وحذاءا طويل قليلا رمادي ومر عليها وهو يخرج
ايثن :لحقتموني إلى هنا أيضا
فابتسمت ساكورا ودخلت أما كايو فنظرت إليه
كايو :هل أرافقك أبي
فأجابها دون أن يستدير وهو ينزل الدرج
ايثن :اغربي عن وجهي
فنفخت وجنتيها وهي تدخل

دخلت ساكورا إلى غرفة الجلوس لتجد شقيقها مستلقيا على الأريكة ويشاهد التلفاز فقطبت حاجبيها وهي ترى المكان في فوضى فالوسائد مبعثرة هنا وهناك والصحون الفارغة وزجاجات العصير على الطاولة وعلى زاوية من زواياها طفاية سجائر كما أنه يمسك في يده المتدلية عن الأريكة واحدة والدخان يتصاعد منها فسحبتها منه وهي منزعجة وأطفأتها فنظر إليها تلك النظرة الباردة كالثلج والخصلات المبعثرة على وجهه أزعجتها أكثر

ساكورا :لا تنظر إلي بهاته الطريقة

فنظر إلى التلفاز وهو صامت لتبدأ ساكورا بتنظيف المكان فاقتربت كايو من خالها ولم تقل شيئاً بل كانت واقفة تحدق ببطنه فنظر إليها نظرة خاطفة وعلم ما تريده فرفع قميصه قليلا وما ان وقع بصرها على الضماد احمرت وجنتاها وانتفخ خداها ولمسته بإصبعها
كايو :خالي.. هل تتألم 
ايتاشي :لا..
عندها قرصته فعض شفته من الألم لكنه ضحك وهو يحملها وضعها على ركبتيه ويرفعهما فأصبحت كالكرسي لها لأنها صغيرة جدا وبدأ بهزها وهي تضحك بدون توقف وتحاول التمسك فنظرت إليهما ساكورا وهي تبتسم فسقطت كايو على بطنه وضربت ركبتها جرحه فأسرعت ساكورا إليها وحملتها وايتاشي يجلس معتدلا وينظر إلى الضماد الذي بدأ يتلون ببقع حمراء
ساكورا :اجلسي وشاهدي التلفاز يا كايو وإياك أن تقتربي من خالك حتى أعود.....
كايو :لكن..
ساكورا :لا تبدئي مجددا..
وذهبت وتركتها تضحك وهي تنظر الى الأنمي الذي يعرض وبعد لحظات عادت ساكورا وهي تحمل المعقم والضمادات وجلست أمامه
ساكورا :إنزع قميصك
فنزعه لتبدأ بنزع الضماد ببطء ولم ينتبها لمن كانت تحدق به بعينيها الكبيرتين الفضوليتين
ساكورا :ألا تنوي التخلي عن عنادك واخباري بمن فعل هذا بك
ايتاشي :اخبرتك ..حصل شجار بين رفيقي وشخص آخر فحاولت تفريقهما وأصبت جراء ذلك
ساكورا :صدقتك
ايتاشي :سحقا لك إذا..
فقطبت ساكورا حاجبيها
ساكورا :لا تقل ألفاظ بذيئة أمام ابنتي البريئة
ونظرت إليها وهي تبتسم ثم أعادت بصرها نحوه وبعد أن نظفت الجرح وضعت الضماد الجديد ورتبت المكان

ساكورا :لدي بعض الأعمال في المنزل لهذا سأضطر للذهاب..
ونظرت إليه وكان يعود للاستلقاء
ساكورا :ألا تحتاج أي شيء يا أخي الأحمق..
ايتاشي :لا
ساكورا :حسنا ..هيا لنذهب يا كايو..
كايو :سأبقى هنا
ساكورا :اسألي خالك أولا
فنظرت إليه وقبل أن تقول شيئا قاطعها
ايتاشي :لا
فضحكت ساكورا بهدوء وكانت ضحكتها جميلة جدا وهي تخرج
ساكورا :سأعود مساءا لأخذك يا صغيرتي
فانتفض ايتاشي وهو يناديها
ايتاشي :هي أنت تعالي وخذي ابنتك معك
فاغلقت الباب وراءها وايتاشي منزعج وأدار بصره نحوها ليجدها تضحك ببراءة فتنهد وعاد لمكانه
..
..
..

..

ايتاشي

ايتاشي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
طفلتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن