'تك تك تك تك'
صوتُ هطيلِ قطرات الماء من السّحب ببدايةِ الخريف هوَ آخِر ما أردتُّ سماعه.
الخريف الثّاني منذُ ذهابِه الخريفُ الثّاني من دموعي التي لربما قد جفّت ، خريفٌ آخر و أنا بمنزليَ المُعتِم أرفضُ رؤية من حولي بسبب الألم الذي تُرِكَ بصدري.يصبحُ الأمرُ أكثر سوءاً يوماً بعد يوم ، لم يعد بمقدوري حتى النّظرُ للمرآة ، أهذا هو حقاً ألمُ الاشتياق؟
ألم يحِن الأوانُ لكي اتخطاه؟ هل كانَ يحبُّني كما أحببتهُ حقاً؟
ليس بمقدوري أن أسأله فهو يتجاهلني بكُل ما أوتيَ من قوّة.أضعُ الورودَ بقُربِ مسكنهِ كُلَّ يوم و أذهبُ إليه مرتدياً أفضلِ ثيابي مستخدماً العطور التي كانَ دائِماً ما يُعجَبُ بِها فقط لكي أجذِبهُ من جديد. لكنّهُ لا يستجيب لم يعد يُجيبني لم يعد ينادي اسمي أو يتمسّك بقبعتي عند السّير. ما كُلُّ هذا الجّفاء جان؟ أنسيتَني؟
لقد وعدتني بأنّكَ ستبقى و لطالَما اعتدت أَنّ تخبرني كم تحبني فِي كُلِّ مرّةً أجذبُكَ من خصرِكَ لصدري تحتِ غطاءِ سريرِنا . أخبرتني بأنّكَ لن تفلِتَ يدي يوماً و بأنه من المستحيلِ لأيِّ شيءٍ أن يُفرِّقنا حتى الموتُ بذاتِ نفسه. لقد كذبت لقد كذبت عليَّ أنا حبيبُك. لقد قامَ الموتُ بذلِك لقد رحلتَ معه.
لقد أصبحتَ ترفضُ أن تزورني بأحلامي.
أرغبُ بسماعِكَ تخبرني كم تُحبني بعد شجاراتنا الغير قابلة للعد.
قُل لي هل لا زال محبسُ حُبِّنا بيدك؟ فأنا لم أسمح لهم بذلك اليوم أن يقتربوا من يدك و لا حتّى من شعرةً من شعرِ رأسِك. لقد قمتُ بكُلِّ شيءٍ لوحدي على أمَل أن تستيقِظَ بين يديَّ و تقول
"لقد وقعتَ بالفخِّ ييبو! أنتَ حقاً غبي!"
لم أكُن لأغضبَ حينها كنت سأُضمُّكَ لقلبي لأتنفسَ عِطركَ الذي أثرني.
لكنّكَ لم تفتح عينيك! لم أيأس فبقيت بقُربِ منزِلِك الجّديد لأسابيع عِدّة مؤمناً بأنكَ ستعود.لما لم تعُد حينها؟ كيفَ لقلبِكَ الرّقيق أن يراني متعذّباً باكياً يائساً و لا يعود؟ قُل لي هل تغيّرت؟
تعلَم أتذكّرُ المرّةَ الأولى التي التقينا بِها عِندما كُنتَ على وشك الاصتدام بيَ و أنتَ تقودُ دراجتك الهوائيّة.
كل ما استطعتُ التفكير به لحظَتها هوَ مدى حماقتِك و كميّة الغباء التي تعتليك.
لكن بعدها قُمتَ بالابتسامِ لي بحرجٍ شديد و اعتذرت ألف مرّةٍ بدقيقةٍ واحدة مما أجبرني على أن أبتسِمَ لك و أسامِحك.ثم اللقاءُ الثّاني تحتَ سقفِ المعبد الذي أجبَرني اصدقائي على زيارَتِه ، في تِلكَ اللحظةِ أيضاً ابتسمتَ لي من جديد لكن بطريقةٍ مُختلفة؟ كُنتَ أكثر ثقة من المرّةِ التي فاتتها .
و اللقاءُ الثّالِث بمتجرِ العطورات ، اللقاءُ الذي استطعنا الحديثَ بهِ بشكلٍ طبيعي و المرّةُ الأولى التي استطعتُ سماعَ ضحكتكَ بها. لكن لسوء حظي عندها نسيتُ أن أطلُبَ رقمك على الرّغم من أننا قد تحدّثنا لِساعات.
بعدها اختفيتَ بعيداً عني لشهرين كاملين.
حتى بدأتَ تأتي بأحلامي تمُدُّ يدكَ لي لتسحبني من حُفرةٍ مظلمة نجسه.
و التقينا من جديدٍ بعدها! ثُمّ طلبتُ رقمكَ أيضاً و أصبحَ بهاتفي تحتَ اسم 'الأبله المُبتَسِم'
أنت تقرأ
Angel' s Wings | أجنحةُ الملاك
Short Storyربّما لو سقطت أمامكَ بضعةَ مرّاتٍ أُخرى ستخرُجُ من ذاكَ المخبأ البغيض بجناحيكـَ و ضحكتكَ المنيرة لتنقذني من ظلامِ وحدتي و تعيدني أليك إلى المكان الذي أنتَ به ، لأنّ موطنيَ الحقيقي بقُربِكَ وحدَك. Yizhan1shot.