جهد فتاة

القاسية 😤

     ذات يوم استيقظت زمرد من النوم نظرت الى الساعة فكانت الرابعة صباحاً ...حان وقت الصلاة ،فنهضت من فراشها بنشاط لكي يوفقها الله، وبعد ان انتهت من الصلاة واذكار الصباح تذكرت ان اليوم هو اول ايام العام الدراسي الجديد وهي لم تشتري مستلزمات المدرسة بعد فقالت في نفسها : لو كانت امي موجودة لما ذهبت اليوم الى المدرسة بقرطاسية قديمة وملابس قديمة تابعة للعام الماضي ...آه ابي وخليل راتبهما قليل جدا ولكنهما يضعانه في قاصة ولا يصرفانه ابدا كانت امي هي من تقنعهما بأن يشتريا لي ولبنين مستلزمات دراسية اما الان فلقد نسوني لنرى الان ماذا اعدت لي شهد
ما ان دخلت الي المطبخواذا بي اراه فارغاً ولم يدخل اليه احد منذ عشاء البارحة ... ثم اتت بنين الى المطبخ وهي ترتدي ملابس المدرسة القديمة التي اصبحت صغيرة عليها فسألتها : اين شهد ؟
فأجابت : لا زالت نائمة !
- ماذا ؟ الساعة السابعة الان وهي لا زالت نائمة ! الم تصلي الصبح !؟
- لا اعلم 🤷🏻‍♀️

بحثت عن شهد فوجدتها نائمة في الصالة على الاريكة فأيقظتها وقلت : شهد ... هل صليت الصبح ؟
فأجابت بعصبية : نعم يا متدينة ... صليت
فقلت : اين ابي وخليل ؟
شهد : ذهبا الى العمل منذ ساعتين 😡
- بدون افطار !
- نعم بدون افطار ! هيا كوني مثلهما واذهبي انت واختك للمدرسة بدون افطار
وان اردتي فأعدي انتِ ! ...ولا تزعجيني 🤬 دعيني اكمل نومي 🥱

نظرت الى الساعة وعلى وجهي خيبة امل فوجدتها السابعة والنصف وليس لدي الوقت الكافي لأعد الطعام كنت اظن ان شهد قد اعدت الطعام لكن خاب ظني ، ذهبت بنين الى مدرستها وانا ايضا اتجهت ناحية مدرستي التي لطالما احببتها وسأبقى احبها دائما فلي فيها ذكريات رائعة مع زميلاتي ومديرتي وامي ... بعد عدة دقائق وصلت اليها فأستقبلتني المديرة نازك و قد بدت على وجهها علامات الحزن فنادت : زمرد ... زمرد
فأتجهت نحوها قبل ان ادخل الى الفصل
فقالت لي وهي تحمل كتب المنهج الدراسي بين يديها : عزيزتي ... هذه هي كتبك ( و قربتها الي لأخذها )
فأخذتها وقلت : شكراً لكي آنسة 💝
نازك : لا شكر على واجب عزيزتي فأنتي لم تأتي لتأخذينها قبل بدأ العام الدراسي ومن واجبي كمديرة ان اوفرها لكي

فأبتسمت زمرد ابتسامة ممزوجة بحزن لانها تذكرت والدتها واتجهت الى الصف

رن جرس المدرسة مشيرا الى انتهاء اليوم الاول من العام الدراسي الجديد وعادت زمرد الى المنزل وفي طريقها الى منزلها اخذت تفكر في بعض الاشياء والتي هي :
- ابي وخليل في العمل ولن يعودا الا بعد اسبوع ... وشهد لا تعمل شيئا ... وانا الان بدأت بالدراسة ... فضلا عن اننا فقراء وحتى ان حصلنا على نقود لن يتم صرفها على دراستي انا وبنين ...اذا كيف سأنجح وانا في هكذا ظروف ؟😫

بعد اربعة اشهر

وقفت زمرد في الطابور منتظرةً مديرتها تنادي بأسمها لتأخذ شهادتها للنصف الاول من العام الدراسي كانت قلقة ومضطربة التوتر سيطر عليها حتى اخذت تبكي وتخفي دموعها خشية الا تراها احدى زميلاتها وتكون مثيرة للشفقة في نظر التلميذات الاخريات
... وبعد دقائق تسارعت دقات قلبها لانها قد سمعت ذلك الصوت
الا وهو صوت مديرتها نازك وهي تنادي بأسم ( زمرد )
جاءت زمرد اليها واخذت منها تلك البطاقة التي سُجلت عليها علامات زمرد في الاختبارات لتجد نفسها متأخرة في مادة اللغة العربية
بسبب الضغط النفسي والتوتر ...اخذت نفساً عميقاً وحبست دمعتها كي لاتراها مديرتها وزميلاتها لكنها فشلت في ذلك فقد لاحظت (نازك ) ملامح الحزن بادية على وجه زمرد فقالت المديرة بصوت منخفض كي لا تقع زمرد في موقف محرج : زمرد ... انا اعلم ما تشعرين به واقدر ظروفكِ واثق بك انك سوف تصلحين على افضل من هذه العلامات في النصف الثاني ان شاء الله واذا احتجتي الى شيء فأتصلي بي او تعالي الي منزلي 😉

...الان كيف ستصارح زمرد عائلتها وتخبرهم بأنها تأخرت في مادة اللغة العربية وايضاً المواد التي نجحت فيها كانت علاماتها غير جيدة 😟 ...ما ان وصلت الى الشارع الذي يقع فيه منزلها حتى سمعت صوتاً انثوياً عالياً لكنه غير مفهوم
ادركت فيما بعد ان هذا الصوت هو صوت (شهد) فأسرعت الى المنزل لتعلم ماذا يجري واذا بها تجد شهد تقوم بتوبيخ بنين لانها لم تحصل على درجة كاملة في مادة اللغة الانجليزية كل هذا الصراخ على امر بسيط ماذا لو عرفت شهد ان زمرد متأخرة في احدى المواد ترى كيف ستكون ردة فعلها

وجهت شهد كلامها الى زمرد وهي تقول : هي انتي !
فألتفتت زمرد اليها وكان لون وجهها اصفر من شدة الخوف والتوتر
اكملت شهد كلامها : مالي ارى وجهك يغير الوانه ؟
لابد انكي رسبتي اليس كذلك ؟😉
قالت زمرد : مالكِ تصيحين بصوت عالي ؟
شهد بصوت عالي : انا لم اصرخ  هذهِ طريقتي العادية في الحديت
زمرد بتعجب : حقاً ... حاولي ان تخفظي صوت لان ذلك غير لائق بنسبة لسيدة مثلك
يعد ان سمعت زمرد هذه الكلمات من ثغر زمرد علا صوتها اكتر و قالت بعصبية موبختة زمرد : ومن انتي لتعلمينني كيف اتكلم ؟
ولابد انك رسبتي ياكسولة !
فتوترت زمرد كثيراً وسكتت
فأخذت شهد منها البطاقة وقرأت درجاتها فبدأت ملامح الغضب على وجهها وقالت بصوت عالي : فقد اخبريني اذا كنتي غير مفلحة بالدراسة لماذا تصرين عليها
اتركيها واريحي نفسك وعائلتك 🤬
غضبت زمرد وقالت : انا مفلحة بالدراسة
اشارت شهد الى البطاقة وقالت : وماذا تعني هذه
فأجابت زمرد بكل هدوء : هذه نتيجة الضغط النفسي والاعمال التي تجبريني عليها فتضيع علي وقت الدراسة
-اسكتي يا حمقاء انا لا شأن لي في درجاتك يا مهملة !
وسأخبر ابيك وخليل بالامر حتى تتركي المدرسة وتريحينا

( رايك /ي مهم )
دمتم في رعاية الله
زهراء علي