الفصل الأول

2.4K 141 94
                                    


كان جالسا على مكتبه أمامه المئات من الأوراق والمستندات العاجلة التي عليه توقيعها ، لكن فكره كان مشغولا بمكان أخر ، تحديدا حيث هي ، منذ شهرين كاملين لم يرها ، شهرين معذبين قضاهما في الندم وتأنيب الضمير ، منذ تلك الليلة التي كاد يفقدها فيها أثناء ولادة طفلهما الصغير ، تلك اللحظات الثقيلة التي كادت تردي قلبه وهو يراها تتألم ولم يملك شيئا ليخفف عنها ،

من وقتها لم يرها لم يستطع أن يرهقها أكثر برؤية وجهه الكريه بالنسبة إليها ، في وقت ما كان عليه أن يواجه مشاعره ، من البداية كان حبًّا من طرفٍ واحد

، لم يحصل قط على أدنى اهتمام منها ، دائما تلك النظرة الفارغة تواجهه لم يرى عينيها قط تسطع ببريق أو حتى رأى ابتسامة واحدة ترتسم على شفتيها منذ عرفها ، خمس سنوات ونصف قضاها معها كانت فيها  أشبه بجماد أكثر من بشر ،  دائما ما كانت عيناها مجوفة لا تحمل أي مشاعر ، لم يرها قط ترمق أطفالهم بنظرة حنونة بل حتى لم تلق عليهم نظرة واحدة ،

كانت فقط تلتزم بواجبها في ذاك الزواج الدبلوماسي ، سوف تظل معه ، ستنجب أطفاله لكن لن تعطيه أبدا قلبها ، وهو الأبله قد عشقها من أول لحظة رآها بها قبل زواجهما ، حينها كانت ابتسامتها تملأ وجهها ويرقص بريق المرح في عينيها تجري وتضحك في حديقة قصرها وكأنها جنية خرجت من غابة ، لكن كل هذا انتهى مع زواجهما ،

كان كلاهما ملزما بهذا الزواج للحفاظ على العلاقات القائمة بين مملكتيهما ،
لكنها اختلفت كثيرا ، اختفت تلك البسمة وحل مكانها الجمود .
لم يدر قط ماذا يفعل ليعيد بسمتها ، مهما حاول لم تختلف نظرتها وأمام جمودها يئس صار يعاملها ببرود كما تعامله ، و آثر أن يحافظ على مشاعره بعيدا عنها ، لو لم يكن ملزما بإنجاب فتاة ليحصل على العرش بشكل رسمي لما حاول الاقترب منها أبدا ،

كانت وصية غريبة تركها له والده لينفذها  ، وصية  مكّنت معارضيه من أن تعلو أصواتهم لحجبه ،  ، لم يستطع أن يحصل على تلك الفتاة التى أرادها والده ، في خلال تلك السنوات كانا قد أنجبا أربعة أطفال لكن جميعهم كانوا ذكورا ؛ مما زاد من أصوات المعارضين أردوا ترسيم طفله الأكبر كولي للعهد يتحكمون هم به حتى يبلغ سن الرشد ويكون حاكما شرعيا ، تلك كانت مشكلته الكبرى لا يستطيع أن يترك البلاد في يد هؤلاء الضباع لينهشوا خياراتها  ، كما لا يستطيع أن يجبر نفسه على الاقتراب من امرأة أخرى عداها كان هذا مستحيلا ؛ لذا لم يكن أمامه سوى المحاربة ضدهم  حتى يجد ثغرة يستطيع أن ينفذ منها ، فقط لو لم تكن وصية والده واجبة التنفيذ حتى يصير ملكه شرعيا .

تنهيدة طويلة انطلقت منه أغمض عينيه بتعب واستراحت يده اليسرى على جانب رأسه ، كان مرهقا للغاية والأمور تزداد سوءًا .

ورطتي الجميلة / ( My beautiful predicament )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن