استيقظت من نومها على الفراش الكبير وقفت بوهن وهي تتألم من سوء النومه بسبب حلم دائم مرافقتها نظرت الى اخيها الذي يبلغ من العمر سنتين ونصف وابتسمت على شكله المضحك وقالت في نفسها " نفس نومتي وانا صغيرة" قامت وحطته مكانها وعدلت نومته عشان يرتاح وراحت تدور شي يسد جوعها وجوع الطفل الي تركوه امها وابوها لها ذكرى منهم طلعت من غرفتهم الكبيرة الي المطبخ المتواضع فتحت باب الثلجه لتجد قطعه من الخبز وقليل من بواقي اكلهم الي امس وقبله تنهدة بحزن وهم من حالهم الي مو راضي يتعدل.
هيام محدثه نفسها بصوت عالي: لازم ألقى لي شغله محترمه عشاني وعشان لولي.
همت بالعمل في التنظيف شقتهم الكبيرة ولم تنتبه لذالك الطفل الواقف وبيده سيارته اللعبه ينظر لها تمشي كنحله لا تتوقف من مكان الى اخر خلفها لؤي بخطوات غير متزنه ناحيتها وهو يحاول نطق اسمها بشكل صحيح.
لؤي بصوت يوشك البكى: نيام نيام.
التفتت هيام لصوت وابتسمت لمحبوبها وشبيه ابيها تمامآ.
هيام وهي تحمله بين ذراعيها: عيون وروح هيام. ليش هذا الدموع ي قلبي؟.
لؤي بصوت باكي: ما ثفتك ذمبي وحفت مرة."ما شفتك جمبي وخفت مرة"
هيام: سوري حبيب انت ونزلته وباست خده برفق لولي جوعان ولا لا؟!
لؤي: مررة دوعان حتى ثوفي بطني تودعني.
ضحكت هيام منه وهو ضحك معها دون معرفت السبب. اخذت يدة وتوجهت به الى الطاوله الصغيره في مطبخهم المتواضع ووبدات بتحضير الفطور لهما وهي تسمع صوت لعبه خلفها اغلقت عينيها بهدؤء لتعود لذالك اليوم الذي حفر في ذاكرتها بقسوة والذي يتردد لها على شكل حلم.
يوم وفاة والديها وهي فتاة 17 ربيعآ كان حفل تخرجها من الثانويه وكانت في شديد السعادة فقد وعدها والدها بالحضور رغم انشغاله الشديد بامور الشركه وما الا ذالك ولكنه وعدها انه سيكون من الحاضرين بلا ريب انتظرت هي وامها ولؤي ذو الاشهر العشر اما باب المنزل قدوم السائق ليقلهم الى الحفل وصل السائق وكان وجهه متجهم ولكن هيام لم تعر للامر اي اهميه فقد يكون سبب تافه ولكن ما اخافها عندما تحدث مع امهم باللغه كانت هيام في بديت تعلمها الا وهي الالمانيه.
كان حوار صعب الفهم بين امها والسائق الذي بدا يتكلم بصوت مرتجف.ام هيام بالالمانيه: " هل انت مجنون ام ماذا؟!!"
السائق بالالمانيه: " سيدتي هذا ما امرة بايصاله اليكي وانا عبد مأمور "
ام هيام بدموع : " انت مجنون بالفعل لقول ان زوجي مصاب ويامرك بانك يجب ان تاخذنا الي الحفل دون ان يعرف احد بالامر وخصوص هيام "
ام هيام بهدوء مميت: يلا على الحفل. وبالامانيه"وبعدها سنذهب الي جهاد ".
السائق: اوامرك سيدتي. واتجهو الي الحفل كانت هيام في قمت السعاده وتحادث اخاها الصغير بحماس.هيام بحماس: شوف ي لؤي انا اليوم خريجه لافضل ثانويه وانت لسه قدامك مشوار طويللل.
ضحك لؤي بصوت طفولي وهو يجهل كل حرف قالته.
نظرت هيام الى امها التي لم تنطق بحرف بعد حوارها مع السائق وكل لحظه والاخر تنظر الي ساعتها وتقول اسرع سنتاخر هكذا وتبتسم لهيام بكل حب وحنان.
..
..
" مكان الحفل "
هيام بحماس كبير تدخل وهي تدفع عربت اخيها بفستانها الاحمر الهادي المناسب لطولها المتناسق والذي زاد من جمالها الالماني الماخوذ من جدتها ام امها بطولها المتناسق وعيونها الرماديه بتدرج وشعرها البندقي الطويل الى خصرها وبياضها المشرب بحمره مناسبه لتقاسيم وجهها وغمازتين محفوره ورثتها من ابيها وقد كانت ملامحه هدئه وجميله ولكن عيناها الحده تطغى على هدوء جمالها لتجعله جمال متزن يبعث الهدوء والطمأنينة لمن يراه ولكن طباعها كانت عكس ملامحها فقد كانت شقيه وقويه اللسان ولا يستطيع احد غلبه في اي حوار لشدة قوة اقناعها وكثرت اساليبها
كانت لديها قدرة اخفاء مشاعرها ببراعه واظهار العكس تمامآ.
.
.
.
عندما وصلت هيام ولؤي لطاوله المخصص لهم جلسو وبدأت الحفله وبدا التكريم والمناداه على اسماء الطالبات وفي اللحظه التي وصلو الى اسم هيام رن هاتف الام معلن لصدمه.
.
.
.
ام هيام: هلا من معي؟!.
....: سيدة ام هيام صح؟!.
ام هيام: اي نعم. من معي؟!
....: معك المستشفى نطلب حضورك حالا.
ام هيام بصدمه: مستشفى اي وانت اش تهبب!!
المستشفى: لو سمحتي احضري باسرع وقت ممكن وشكراً.
.
.
قامت ام هيام تبكي زي المجنونه وهيام خافت من امها ونغزها قلبها وسالتها
هيام: مامي اش فيكي؟!. باباتي فيه شي؟!.
ام هيام: بكاء....
هيام:........؟!.........
.
.
هيام: ماماتي تكلمي لا تخوفيني باباتي اش فيه؟؟؟!.
ام هيام بصوت باكي: اب...ب.. مقدرت تقولها
هيام بصوت باكي: مامي تكلمي ارجوكي
ام هيام أخيراً هدت وقالت: هيامي لازم اروح اسوي مشوار مهم وابوكي حيجي.. اوك؟!.
.
.
"في الطريق الى المشفى"
ام هيام: هل تختبر صبري ام ماذا؟؟!.
السائق: سيدتي هذي السرعه المسموحه لي ولا سنصاب بمكروه!!
ام هيام بصوت عالي: اسرع ولا تجادلني
السائق: حسنا سيدتي .
سيارة تمشي بسرعه جنونيه وفي ثواني حصل حادث قتل فيه سيدة وسائق تحت شاحنة نقل معدات ثقيلة...
.
.
"عند هيام في الحفل"
تم تكريمها اكثر من مرة بس ما كان لها طعم أبداً
جلست بقرب اخيها لؤي وبدت تتكلم معاه لعل يخف انقباض قلبها.
.
.
بتبع🙂
أنت تقرأ
بين طيات المجهول وجدت الملجى المنشود
Randomقد تعدد مشاعرنا للاشخاص من حولنا وقد تكون تلك المشاعر لها دوافع ورغبات لا اكثر وقد تكون بلا مبرر ولكن تصبح شعور طاغي على باقي المشاعر... هذي هي قصتي مع مجهول انجبرت ان اعيشه ولكن وجدت ضالي في طياته.