لونٌ دموي حل بالأرجاء مُـعلـِنًا ساعة الإمساء، ولم يكن سوى وقت غروب القزم الأحمر .
السماء تميل للونِ الأحمر بالكامل لتصير كـلوحة يقوم فنان ما برسمها غير مدرك متى يجب أن يضع لمسته الاخيرة؛ فجمال اللوحة يزداد مع مرور الوقت .
لكن اللمسة الاخيرة كانت بعد غروب القزم بالكامل، وبدأت لوحة جديدة تتشكل بواسطة الأضواء التي بدأت تلمع في جزيرة لوبيلوث بالكامل، وتلك الأضواء لم تكن سوى نتيجة لـمادة كوالا المضيئة التي غطت المدينة بالكامل، إذ أنها مصدر الإضاءة المستخدم وأهم مصادر الحياة على بليستون .
كان مستلقـيـًا فوق أحد السطوح واضعًـا يديه خلف عنقه يراقبُ كل هذا بـعينين ناعستيْن شاردتين، بدت له السماء قبل الغروب كخيال يرغب بتحويله إلى واقع، أن يرى دماءَ الجميع تحومُ حوله، أن يستمتع بنظرات الرعب المسيطرة عليهم، وكم بدا الأمر مريحـًا لاضطراباته الداخلية !!
"وأخيرًا الوطن".
وبرغم تفكيره الإجرامي إلا أنه نطقها بهمس بدا له دافـئًا يحمل مشاعر عميقة تختزنها ذكرياته القابعة بداخله مما جعله يبتسم بسخرية، أحقًـا اشتاق لهذا المكان ؟!لم تكن الإجابة ستغير شيئًا على أية حال، لقد بدأت لعبته وبدأ تحديد ضحاياه وسيعمل على الاستمتاع بكل لحظة، هو واثق بأن لا أحد سيوقفه، لا أحد يملك القوة ليفعل!
زم شفتيه بضيق طفيف، هكذا لن يكونَ الأمر مُـمتِـعًا إن كان هو من سينتصر دائمًا !
"سيدي، لم يكن عليك المجيء نستطيع تدبر الامر وحدنا".
قاطع شروده صوتُ أحد معاونيه والذي كان قادمـا من خلفه، لينهض ويعتدل بجلسته مُـتطلِـعًا إليه بنظرات متمللة، لم يكن هو المعاون الوحيد الموجود، بل كانوا أربعة معاونين واقفين بثبات بجانب بعضهم البعض، نظراتهم صارمة ينتظرون منه أي إشارة .بعثرَ شعره بملل وهو يفكر إلى أي مدى وصل غباؤهم..؟ ألم يخبرهم أنه سيدبر الأمر وحده!
نهض واقفًا من مكانه بسرعة حين لمح ضحيته الأولى -أكاند- قادمة، كان -أكاند- مُـتجهًا إلى منزله، دخله ثم أقفل الباب خلفه، لمعت عيناه بالشر وابتسم باتساع وهو يحدق بالمكان الذي يقطن فيه.
التفت إلى معاونيه قائلا بنبرة جامدة لا تقبل النقاش يحدجهم بنظرات صارمة: "أخبرتكم أنني سأفعل هذا وحدي، ومع ذلك أتيتم متغاضين عما يمكنني أن أفعله بكم!، ارحلوا الآن وإياكم وتكرار هذا".
"لكن س..."
"قلت ارحلوا إن لم ترغبوا بدحرجة رؤوسكم أمامي الآن".
"حسنا، نعتذر سيدي". قال أحد معاونيه بخفوت ثم أطبق شفتاه يشير للثلاثة الباقين بالرحيل معه وفي رمشة عين كانوا قد اختفوا من أمامه، أعاد أنظاره إلى منزل أكاند ثم لعق شفتيه قائلا بصوت عالٍ يحمل معه كم كبير من الجنون: "يا إلهي كم سيكون هذا ممتعا!".
أنت تقرأ
وطن || Patriam
Fantasyاعتدنا كثيرًا أن نرى الأشياء التي تتعلق بالخيال العلمي تقول بأن الأرضيين يكتشفون كواكبَ أخرى، عوالمَ غامضة، كل ماهو خارق للطبيعة خارج الارض!. لكن ماذا لو كُنا نحن الطرفَ المجهول حقًا؟!. مجموعةٌ من الأصدقاء جمعتهم ظروفٌ مختلفة ووحدَهم هدفٌ واحد. حد...