" مطرة وبحر وهوا وسرور 💜🍂"

5 0 0
                                    

لها مكان مفضل دائما للجلوس فيه.. كنت دائما القاها في هذه الاوقات.. رأيتها ولأول مرة في يوم ممطر عاصف بشدة.. كان الجميع يسرع في خطواته حتي لا تأكلهم هذه العاصفة.. ولكنها كالحمقاء كانت واقفة وعلي وجهها ابتسامة واسعة .. رافعة يديها لكي تشعر بملمس الامطار وهي تسقط علي يدها.. بالرغم من ان ملابسها كانت غارقة تماما بالماء!.. ولكنها تبتسم فقط.. بجانبها الاشجار علي وشك ان تقتلع من مكانها من شدة الرياح... وتحاول المقاومة لاجل ان تبقي في مكانها.. أما هي!.. تلك الفتاة التي لا تزن إلا قليلا، لا تخاف هذه الرياح وتبتسم فقط.. كنت علي وشك الرحيل وانا اردد بداخلي انها مجنونة، ولكن الرياح اتت بصفعة كبيرة جعلتها تنظر ناحيتي وهي تضحك بشدة وتغطي نصف وجهها بيدها الصغيرة.. وحولها تدور تنورتها الواسعة لتخلق لي مشهدا رأيته في كثير من الأفلام ولكنني أراه للمرة الأولي علي ارض الواقع... ومنذ ذلك الحين وأنا آتي إلي هذه المنطقة 💜

نسيت أن اخبركم بأنني رسام... وقتها كنت أذهب كل يوم إلي المكان الذي رأيتها فيه واتخيل، اتخيل فقط صورتها وأبدا بالرسم.. عيناها، ابتسامتها، ضحكتها الواسعة، تنورتها التي التفت حولها... أشعر بأنني أخرق كبير ولكنني لم استطع منع اصابعي من مسك الفرشاة وإكمال رسمتها 💜🍂

إنه اليوم الأخير... اليوم الذي تنتهي به هذه اللوحة.. واليوم الأخير الذي سأذهب هناك فيه، لانها لم تظهر منذ وقتها فأشعر حقا بخيبة أمل كبيرة... كانت الشمس ساطعة ذلك اليوم.. جلست و بدأت استكمال هذه اللوحة لفتاة حمقاء... كيف لم تمر حتي الآن إلي هذا المكان... لماذا لم تأت مجددا... وفي وسط افكاري انقلبت السماء فجأة... امتلأت بالغيوم كالغيوم التي تغطي قلبي، وكأنها تشاركني حزني... ولكنها لم تشاركني فقط انقلب الهواء وسقطت الامطار بغزارة شديدة مصحوبة بالرياح التي تحاول اقتلاع تلك الشجرة المسكينة مرة أخري... وقفت تحت تلك الشجرة احاول حماية اللوحة حتي لا تختلط الوانها ببعضها... ولكن في الحقيقة قلبي الذي اختلطت ضرباته حتي لم يعرف ماذا يضخ وماذا يفعل عندما رأيتها مرة أخري... بنفس ضحكتها ونفس ابتسامتها الواسعة.. لم استطع رسمها جيدا.. فضحكاتها اجمل من لوحتي بكثير... كانت تنكمش من البرد كقط مبلل ولكنها فقط تبتسم وتنظر الي هذه التقلبات... وما ادراك ما التقلبات التي جعلت لوحتي تطير وتسقط تحت قدمها وتجعلني انا كطائر مبلل، لم اشعر بجسدي وهو يحاول امساك اللوحة وأخفائها... ولكنها رأتها! ... امسكت اللوحة بتوتر شديد وانا لا اعرف هل اهرب ام ماذا؟ .. ظلت صامتة تنظر الي اللوحة ثم إلي وقالت " دي انا؟! "
شعرت بما يشعر به الفتي الصغير عندما تكتشف أمه بأنه كتب علي الحائط... قلت لها " تقريبا واحدة شبهك "
_ لا بس دي شبهي جدا وكمان عندي طقم شبه ده جدا
_ بجد؟!
_اه والله
_طب كويس
_هو ايه اللي كويس بقولك ديه انا؟
صمت لفترة ولم أعرف ماذا اخبرها.. ولكنني تذكرت هذه الفترة التي لم اراها فيها... وكيف أنني كنت اتمني لقائها، عندما ترحل، هل سأراها مجددا؟! ... استجمعت شجاعتي وقلت لها :
"ميغركيش الاعصار اللي بيقولوا عليه ده، ده انت عاملة اعصار اجمد منه في قلبي "
ضحكت مجددا واخفت نصف وجهها... واختفي قلبي 💜🍂!!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 05, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

خواطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن