الصياد

9 2 1
                                    

الرماد يطغى على المكان، في خضم الفوضى المحيطة به، تسقط المباني الواهنه من حوله،
يتجول رمّاح(أمير الحرب) في عزلته في المنفى بهم سقيم بين أنقاض مدن تجاوز عمرها ملايين السنين هجرت وصارت تتداعى شيئاً فشيئاً،
ببنما كان يمجد وقته بإنتصارات عظيمه تدوي في المجرة.. اليوم يقضي وقته في الصيد،
-ما الذي تراه في هذه الأحجار المتراصفة؟
(طير بمنقار طويل وريش رمادي يطير دون أن يرفرف بجناحيه له ذيل أطول من جسده)
-لا أرى شيئاً،.. فماذا ترى أنت يا خرشوف
-يجب أن ترى ما أراه، حينها ستهجر التفكير وتنسى الماضي، أبحث عن حياة جديدة لا داعي للتمسك بما مضى،
-خرشوف الحكيم،... لطالما تحاول أن تشجعني على النسيان، أقدر ذلك، لكن العزلة بعيدا عن كائن حي تزيد من التفكير
-وكأنني حجر؟!!(بتجهم
-عذراً؟ أنت تختفي لأغلب الأيام وتستمر غيبتك أحياناً أشهر، فكيف تظنني سأستأنس معك
-هذا لا يخول لك أن تهينني
-تباً... ألا ترى كم أنك تفتعل الشجارات...
-توقف... أششش...( قاطعه قليلاً
أردف
-أشم رائحة شيء غريب(يرفع منقاره في الهواء ليدقق في الرائحة...
-من هذا الإتجاه،.. حيوان ما أشعر برائحته قريبة(ويلتف ألى اليسار
-هذا جيد سيكون صيد جيداً( سحب رمّاح همته وتبع خرشوف ركضاً
بين أنقاض المدينة إلى ساحة من الأشجار والحشائش، وعلى مسافة من جهة اليمين لمح رمّاح جسدا بنياً يتحرك،
-هذا هو ، في ملتقى اليد
-أنتظر لا تتحرك( خرشوف بحذر
-ماذا؟
-أراه جيداً، جميل ومثير، هذا النوع من الصيد يتم صيده بالهدوء والسكينة إن ركضت فتفزعه ولن تمسكه أبداً، إنه ماهر في المراوغة، رشيق البنية سريع الخطا،
يتقدم رمّاح برفق حتى يقترب من رؤيته،
-معك حق إنه مثير، سيوفر لي هذا الغزال طعاماً لبضعة أيام

حط خرشوف على شجرة قريبة ليراقب أمير الحرب كيف سيصطاد،
تقدم ببطأ رفع قوسه ينتظر الحركه المناسبه حتى كاد أن يرمي سهمه فأدرك الغزال الخطر وفزع من فوره هرباً
لكن سهم الصياد أصابه...
- أفلته... هل فقدت مهارتك؟
-أصبته... لنلاحقه
بينما خرشوف يطير خلف الغزال و رمّاح يركض مقتفيً الأثر
-إنه سريع جداً لم أعهد كائناً بهذه السرعة
-ربما هو من الجن
أرهقهم الركض لم يكن صيده هيناً حتى تباطأ الغزال بسبب الإصابة وأخذ يقاوم الركض تجاه الشاطئ
من بعيد شاهدوه يسقط
زاد رمّاح من همته في الركض وإستطاع خرشوف أن يؤكد سقوط الغزال
-تباً إنه صيد متعب( رمّاح وهو يلهث
-أنظر... أعتقد بأنه من... لا أدري
إلتفت رمّاح إلى الغزال فإذا به يتحول إلى إمراة
أمسكها بيده حتى تحولت إلى أرنب ثم إلى قط ويمامة وعدة كائنات أليفة أخرى  وعادت إلى هيئة غزال بينما تنازع من الإصابة

في حيرته متفاجأ ما بين يديه
-أتركها ولنهرب أظنها شيطان(  خرشوف مفزوعاً

-هل يتحول الشيطان إلى يمامة؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 27, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

شعلة الكون#حيث تعيش القصص. اكتشف الآن