1)واقع ؟!

15 3 0
                                    


*حين يتواجد شخص ما من بين خمسين مليون بشري ، خارق للطبيعة !! حين يتواجد ما يدعى باللامرئي في جسده كبشر !!*..

سأبدأ بتلك الجملة التي أنهيت بها قصتي مع فهد ، وفي الحقيقة ، قصتي معه لا تمت بصلة لما سأحكيه الآن ولكن ما سأحكيه أكثر غرابة ، أكثر تعقيدًا ، وكقارئ ربما ستعتقده خيال فقط ولن تكترث ، ولكن صدقني لو لمَ أكن حاضرًا بروحي كل ما حدث ، لما كتبت حرف مما تقرأون الآن !!
في البداية ، أريد أن أوضح كل شئ بالتفصيل بعد استقراري مع أهلي بكاليفورنيا بعيدًا مرة أخرى عن أي شئ له علاقة بعائلة أبي ..

لازال كل شئ يسير على ما يرام ، أعمل مع أبي كل يوم وأمضي اليوم بروتينه مع عائلتي ، وفي الليل ، لا يرف جفن لي قبل أن أفتح ذلك الصندوق الصغير الذي أحضرته معي من الإمارات ، به بعض الرسائل الورقية من أبناء عمي وعمتي ، وذاك المفتاح ..
وجوده معي يشعرني برغبة حارقة في كشف سره ولكن لا أدري كيف يمكن ؟! كيف أعرف أي باب يخص ؟! أي مكان ينتمي ؟! وكالعادة ينتهي الأمر بعلامات استفهام لا إجابات عليها ، فأغلق الصندوق وأخلد للنوم مرة أخرى ..

في October 31 ، أنا اليوم بالسكن الجامعي مع أحد أصدقائي العرب الأصغر سنًا مني ، لا أدري كيف أقنعني بهذه السهولة أن أحضر حفلة الهالوين بجامعته ، ربما لأنه من أعز أصدقائي والأقرب إلي ، بالإضافة إلى أنه أخبرني عن عدم اعتراض الجامعة لحضور أي شخص غريب من خارجها بشرط أن يعرفه أحد الطلاب ..
كانت الحفلة ليلًا ، ليس غريبًا لأن هذا ما يجب حدوثه في مثل تلك الأعياد والاحتفالات التي لا تشعرني سوى بالضجر والملل من تلك الوجوه المزيفة ، والضجة العارمة ..

= عمر ، تعال .. أريد أن أعرفك لأحد أصدقائي ..

ناداني صديقي وأنا أرتشف القهوة ، أعلم أنه لشئ غريب أن أجلس لشرب القهوة بعيدًا عن الأصحاب في الحفل ، ولكني لم أنم منذ الصباح الباكر قبل الذهاب لعملي ، ولا أستطيع التركيز أو السهر لفترة أطول دون شرب القهوة ..
على كلٍ ، سرت معه إلى بعض أصدقائه الأجانب وتعرفت على الكثير من أصدقائه الطيبين والمرحين ، من ثم استأذنت منه متحججًا بإرهاقي وعدم نومي ..
وقبل خروجي من الباب الرئيسي للجامعة ، لاحظت أحد الطلاب الجامعيين يجري نحوي ، عقدت حاجبي مستغربًا ولكن فورًا ما زالت دهشتي حين ناولني يقطينة مضيئة بالشموع ، فابتسمت له ، ثم أخرج هاتفه يلتقط صورة له معي .. ليس الغريب هو التقاط صورة مع شخص لا تعرفه في هذه المناسبة ؛ لأن الجميع يلتقطون الصور لتكوين ذكرى جميلة بتلك الوجوه المرعبة ، وأذكر أن صديقي في تلك الليلة أصر على أن أبدو بفم كبير كالجوكر ملئ بالدماء ..
حسنًا إذًا ، الغريب في الأمر هو القادم ، أي إنه قال بلهجته ..

تِيسَالَايْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن