انا عربي

21 0 0
                                    


ان تشعر انك منسيّ ليس بشئ سئ ابداً . ربما هذا النسيان هو الوقت الذي تمتلكه انت حقاً  و تستحقه .
للمرة الاولى تتخبط على ورقتي الاحرف , بركان من فراغ حيرة يتملكني . ربما هذا هراء و ربما إنذار , ربما أيضاً لا شئ . ستضيع كثيرا و لن تكن المرة الاولى التي ستمر بها . الفرق حتما في كل مرة تمر بها , كيف سيكون الحال ؟ يشابه المرة السابقة ؟ أم أنك ستكون مرئيّ لكن بطريقة اخرى ؟
كأنك تحمل توقيتك الزمنيّ بيدك , وتعلم أن إعادة تشغيله يكمن على جانب من هذه الكرة , لكنك غافل أين هو الجانب ؟ حتى الورقة التي أنقش عليها أحرفي , أتتبعها بغرابة بلهاء ؟ مشككة بأبجدية اللغة ؟ بقواعدها المصفوفة في العديد من القواميس العربية ! غرابة بلهاء من سمفونية تحتضر لموت رحيم .
ستستمر بالضياع , لأن لا شئ آخر أمامك حالياً سوى ذلك.
أنت تدرك نعمة الوجود و نعمة الحياة وما يثير في النفس الغضب أن من يحيط بك يظن انه قادر على امتلاك وقتك و قدراتك و احلامك واهدافك . يتمكن من سلب ارتسام ابسامتك المخملية على شفتيك , و شغف الحب بين يديك.
ستستمر في الجريان وحدك في غابتك ذات الاشجار الشمطاء . يدعون ان نحن البشر نتشابه بالتركيبة الجسدية , لكنهم تجاهلوا حقائق أهم بكثير.
القليل ربما من يضع أمامه كتب حياته , يتصفحه الورقة تلو الأخرى , لأن هذا الامر ليس بأمر سهل . يتطلب جرأة جرداء , محنطة بسواد قهوة لم تظهر رائحتها عند الغليان .
يتطلب انساناً بداية , و نسياناً ثانياً  .
عملية حسابية معقدة بعض الشئ .
واقع مرميّ على النسيان , التجاهل , الذل , التفاوض على الارواح , الانانية , الموت المؤقت و المرقم .ط
عداد الموت ليس بعداد أبله . تعب من كثرة التعداد يوميا ً .عادة الارقام زمنية لأنها تتطلب وقتاً معيناً , في بلدي لا يوجد زمن لأن التعداد متواصل .
يرتجف الحبر من السقوط خوفاً من واقع مرقّع بذكريات السلام . وورقتي تهم بالمغادرة قلقاً من نهاية غير معلن عنها بعد .
ومن يعلن ؟ من يهتم ؟ أنحن حقاً نحاط ببعض من السيادة ؟ ام أنها تشبه تلك الصور التي تبقى من الاموات و التي نكلمها مراراً دون جدوى ؟ أزاركم الموت مبكراً و نحن كنا اللاحقون ؟ أو أنكم جهزتم توابيت لأجسادنا منذ لحظة الولادة ؟
ولادة متأخرة من كل شئ . ما زلنا نجهد و نعمل من أجل تأمين أتفه ما يمكن أن يحتاجه المرء . سلبتم منا حق التفكر حتى . جعلتم من الجهل الصف الاول الذي ندخله في المدرسة و من النسيان العنوان الاول الذي يكتب على اللوح .
هكذا رأيت العرب , و انا مواطنة لبنانية عربية . أسخر حقا في بعض الاوقات من سخرية التفكر . أيتوجب عليذ أن أفكر في الاشياء هذه و أدنى أدنى أدنى حقوقي سلبت مني أساساً . بكل صدق ما رأيت جميلاً منكم .حرفي دائم التفاؤل وورقتي دائمة البياض جعلتوها سوداء فارغة من تفاؤلي .
محكمة السماء عادلة بكل تاكيد , وإلى كل مواطن عربي مرّ على هذه الاحرف أودّ بداية أن أتشكر صبرك الغير مبرر حقا و أود أن أقول لك بصدق عفويّ ان ما أتى الله بك و انعم عليك على هذه الدنيا ليبليك بمآسي لست أنت من تسببتها يوماً و الفرج يأتي بقرارك أنت و عزيمتك أنت لا أحد آخر . كن محب لنفسك لأجل نعمة الله على الارض و لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 16, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

انا عربيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن