براءة الجينات من الشذوذ الجنسي

293 4 0
                                    

كَثُر الكلام عن الشذوذ الجنسي مؤخراً وعن علاقته بالفطرة، فتجد الكثير من الصفحات –الإلحادية على وجه الخصوص– المُروِّجة للعلم الزائف تتلقف هذا الكلام وتنشره لمتابعيها، فيصدقونه بدون بحث أو تَقَصٍّ، لذا قررنا في هذا المقال أن نتطرق لأهم ما يربطون به الشذوذ الجنسي، وماذا تقول أحدث الدراسات في هذا الأمر، لذلك فإن المقال سيكون طويلاً، لكننا حاولنا أن يكون جامعاً لأغلب هرطقاتهم العلمية بخصوص هذا الموضوع، فنسأل الله عز وجل أن نكون قد وُفِّقنا في ذلك:

1- دراسة التوائم:

إنّ أول محاولة لربط الشذوذ الجنسي بالجينات ابتدأت مع الطبيب النفسي فرانز جوزيف كالمان Franz Josef Kallmann، حيث عمِل دراسة على التوائم فخرج بنتيجة: (إذا كان أحد الأخوين التوأم مثليّا فإن الآخر يكون كذلك أيضاً) أي أنّ نسبة التطابق في الميل الجنسي 100% [1]. لكن هذه الدراسة سرعان ما تم كشف زيفها، فقد انتقد الفيلسوف وأستاذ القانون إدوارد شتاين Edward Stein دراسة الطبيب النفسي فرانز كالمان لإنه لم يقدم أي دليل على أنّ التوائم المدروسة هي بالفعل توائم متطابقة جينياً [2].
وثم بعد ذلك جاءت دراسات أخرى تصب في نفس الاتجاه لكنها تثبت عدم وجود أي رابط بين الجينات والشذوذ الجنسي، كالدراسة التي عملها الدكتور نيل وايتهيد Neil Whitehead على سبيل المثال سنة 2011 والتي نُشرت على The Journal of Human Sexuality، وقال في خلاصتها:

“Because of the calculated low genetic fraction, we are safe in saying that people are predominantly not “born that way”” [3].

الترجمة:
“بسبب حساب نقص الكسر الجيني، فإننا في مأمن من القول بأن الناس لا يولدون أساساً هكذا – شاذين جنسياً -“.

ويلخص لنا عالم الإحصاء الحيوي والأوبئة لورنس ماير Lawrence Mayer وعالم النفس بول ماكهوغ Paul McHugh في مراجعة عامة قاما بها بخصوص الدراسات حول المثلية الجنسية، و قد نُشرت سنة 2016:

“Summarizing the studies of twins, we can say that there is no reliable scientific evidence that sexual orientation is determined by a person’s genes” [4].

الترجمة:
“من خلال تلخيص الدراسات على التوائم، يمكننا القول إنه لا يوجد أي دليل علمي موثوق بأن الجينات تحدد الميل الجنسي لدى الفرد”.

ومما جاء أيضاً في المراجعة:

“The understanding of sexual orientation as an innate, biologically fixed property of human beings—the idea that people are “born that way”—is not supported by scientific evidence.” [4]

الترجمة:
“إن فهم التوجه الجنسي على أساس أنه أمر فطري ثابت بيولوجياً عند البشر – فكرة أنّ الناس وُلدوا هكذا – غير مدعومة بأدلة علمية”.

2- علم الوراثة:

أول المحاولات في هذا الباب ابتدأت مع عالم الوراثة دين هامر Dean Hamer سنة 1993، حيث درس 40 زوجاً من إخوة مثليي الجنس، وخلصت النتائج –حسب دين هامر وزملائه– أنّ هنالك رابطا محتملا بين المؤشر الجيني Xq28 على الكروموسوم X والشذوذ الجنسي [4]، لكن دين هامر لم يدَّعِ أنّ هذا المؤشر الجيني هو السبب الفعلي للشذوذ الجنسي بل فقط [صلة محتملة].

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 18, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

 (الشذوذ الجنسي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن