مجهول ـ Unknown

مجهول

ها أنا ذا مجهول أسير على الطرقات

ها أنا ذا مجهول يعاني من تقرحات

ها أنا ذا مجهول في رحلة أبدية

ها أنا ذا مجهول ساعدته جنية

ليكتشف حقيقته المخفية

استيقظت و وجدت نفسي طريح الفراش في غرفة العناية المركزية، لم أكن أتذكر شيئا عن سيرتي الذاتية، مجرّد من كل شيء لا مفاتيح أو صورا أو بطاقة هوية شخصية.

فتح الباب فوجهت نظري نحوه و قد كانت إحدى الممرضات التي ما إن رأتني أنظر نحوها حتى هرولت إلى الخارج منادية بشيء واحد " لقد استيقظ المريض ".

بعد عدة فحوصات خضعت لها، صُوِّبَتْ نحوي أسئلة لم أكن أملك دروعا من الأجوبة المقاومة لها، أشعر أنني خلقت من جديد عقل فارغ،عقل أبيض كبياض الغرفة التي أقطن بها حاليا.

كان شغلي الشاغل لعدة أيام تخيل حكايات على جدران هته الغرفة البيضاء، كانت كأنها شاشة سينما و أنا آلة للعرض، لقد أيقظت هذه الجدران الفارغة في نفسي شغف الكتابة و أظن أنني اكتشفت شيئا عن نفسي السابقة 'كاتب ربما؟'.

إنه يوم خروجي من المستشفى، شخص مجهول الهوية هذا أنا، "سيدي هذه ممتلكاتك" كانت هذه الممرضة و كانت تحمل بيدها الملابس التي كنت أرتدها عند نقلي إلى هنا، لم أعرف شيء عن حادثتي كل ما قيل لي أنني كنت مرمي على طرف الطريق بوجه مليء بالكدمات، كانت الضربة التي تلقيتها على رأسي قوية لدرجة تَؤَثُرِ مركز الذاكرة مما أدى إلى فقداني لذاكرتي، كما عانيت من تقرحات في المعدة.

استعجبت من أمر فمن بين ممتلكاتي كان هنالك ضرس في كيس بلاستيكي لم أفهم ما موقعه من الإعراب"ما هذا؟" كان هذا هو السؤال الذي طرحته على الممرضة فجاءني ردها "لقد فقدته من قوة الضربات التي وجدناها على فكك".

لا أعرف لما لكنني تحسست مواقع أسناني بلساني ربما لأتأكد من الأمر، و فعلا كان هنالك فراغين استنتجت أن أحدهما لهذا الذي أحمله بيدي "لما لم ترموه فحسب؟" هزت الممرضة كتفيها دلالة على جهلها بالأمر، كدت أرميه في سلة المهملات التي بجانب السير و لكن لسبب ما تراجعت ووضعته في حقيبة كانت الممرضة قد أمدتني بها.

كانت الحقيبة التي أمتلكها تحتوي على سروال أسود و قميص سماوي، بالإضافة إلى نظارة منكسرة و هذا ما يوضح الرؤية الغير واضحة لدي بالإضافة إلى محفظة شخصية بحجم الكف كانت تحوي على عدد قليل من الدولارات إضافة إلى بعض الكروت التي تحتوي على أسماء و عناوين لا بد من أن لها صلة بنفسي القديمة و ورقة صغيرة مكتوب عليها 'فيلبس'.