-١-

101 11 7
                                    

جميعنا سقطنا -من الأرحام- في أرضٍ لا عودة منها،
متغلغلةٌ فينا هذهِ البلاد، إستشهدت وهوَت إلى أعمقنا،
ومن لوعتنا ومصرعنا ستنبثقُ وتسير طوافًا على جثثنا،
على قرابينها الحيرى، الشريدة تخادعها الظواهر بالفرار،
عالقةً فيها حتى خارج نطاقها، معدومين بحبالها وغالينَ إياها،
وسنظلُ مصلوبين على أكتافها مدى العصور.

مَدفونين في أحشائها مُذ ولدنا، بلا شواهد، بلا قبور،
بل لحدًا جماعيًا شاسعًا يسعنا بلا تمييز، نحن أسرى
الترانيم الجنائزية حتى في خضمِ الأعياد،
إسحقي ما تبقى من الهياكل العظمية لصمودنا،
بغُرباتٍ متنوعة، بحضنكِ مفزوعين ننتظر قرعة
الموت ام العذاب المخبولة، خارج اسوارك تلذعنا
الذكرى المُرة وصراخُ الرصاص يخترق أشواقنا،
لماذا إقتلعونا، منثورينَ بالأصقاع كأنما كنا دخلاء
على مسرحِ الخليقة، فكل ألوانِ الحياة ملوثة أبدًا
بدمنا بعد ان كنا نخيط ثوب أعراس الطبيعة ربيعًا
يانعًا.

معتقداتهم تقول بوجود الجن والعفاريت والشياطين،
اما نحن عبدنا إبليسًا ومجدناه فربّما لذلك لُعنا زمرًا
-وفرمانًا* تلو آخر- والذي عندنا رفض الركوع لغير
الرب فنال المُلك وحسن المنزلة وتعدى إختباره*.
بيدَ ان وصايانا تقول بعدم ظهورهم، الذاتُ الرحمانية
المغدقة بالنور قابعة فينا، ومالكُ أسرارِ الشرور
والفظائع مستوطن ايانا سلفًا، نحن جلادوا أنفسنا،
أو واهبوها السلم، هكذا سنبقى جنسًا بشريًا،
لا تنفك النقائض تتصارع فيه.

ولنستذكر تلك الجرة المباركة المُختارة التي تفجرت
فيها منابع الحياة وأنجبتنا، وكذا اليوم الذي تشظت
فيه لؤلؤة الخَلق وفرد العالم أجنحته*

جميعنا سقطنا -من الأرحام- في أرضٍ لا رجعة منها،
تقبعُ فيها المظالم كلها وتَدُفها أجساد المآسي قرونًا:
لا عودة منها أي أن ألمها يجلدُ روحك حيثما هرعت.

********

إركالا: أرض اللاعودةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن