9

388 22 2
                                    

أوتار حادة (9)   
بقلم مروه اليماني(المروه)
                          * * * * *
                        سجن ياسر علام


_: عند ماما .
قالت له ذلك بتوتر والخوف يغزو قلبها, كانت تعلم أنه يعرف الحقيقه جيداً وأنه يلعب علي أوتار قلبها ويريدها أن تخبره ما لا يريد سماعه, أو في الحقيقه ما لا يريد تصديقه! .
قال ياسر بحده وصوت عال : بتستغفيليني يا نور .... بتخوني ثقتي فيكي .... أنتي خيبتي أملي .
أقتربت منه بحذر وقدماها تخبطان, قالت : أااا....أنا مخنتش ثقتك يا بابا ... حضرتك إلي أطرتني أخبي بس مش اكتر ....
ممكن تهدأ بس عشان إياد ميسمعناش .
_: ملكيش دعوه باياد هو بره مع أصحابه ....وبعدين طلعت أنا الي غلطان في الأخر .
_: يا بابا دي أمي ومن حقي ومن حقها عليا أني أزورها وأطمن عليها .
_: وإيه كمان ؟ .....يا تري بأه ده كلامك وكلام الست هانم أمك .
لم ترد عليه فهي تعلم جيداً مخاوفه من زيارتهم لأمها, يخشي أن تؤثر عليهم ويبقوا معها للأبد ويبقي هو بمفرده, أو ربما يخشي أن تتحدث معهم عن أنفصالهم, لكن ألا يري أنه يظلم أبناءه وأمهم بأنانيته تلك التي يفسرها لنفسه بأنها حب, أم يفرح بتعذيب أمها, كأنه ينتقم, لكن لما ومن من ينتقم ؟! .  
تابع والدها بغضب :هاتي تليفونك ومفاتيح عربيتك ..... هاتي بقولك .
وقفت في حيرة من أمرها, لم تذهب لأمها كما وعدتها والأن سيحرمها من الذهاب لها مجدداً, وسيأخذ أيضاً الوسيلة الوحيده التي ستمكنها من الأطمئنان عليها والأعتذار لها, قالت برجاء :
عشان خاطري يا بابا بلاش وأنا أوعدك أني مش هشوف ماما تاني .... بس الي حضرتك بتفكر فيه ده هيضر شغلي .
قال بحده دون أن تؤثر فيه دموعها أو كلماتها تلك : هاتي التليفون .... ولو علي شغلك السواق هيوصلك ويجيبك وأهي الأمتحانات قربت وهنخلص من الموال دا قريب .
لم تجد مفر من والدها, فقد حاصرها بذكاء ومهارة, أنصاعت لأوامره وأخرجت الهاتف والمفاتيح من حقيبتها وأعطته له فقال لها بلهجته الأمره الغاضبه وهو يشير بيده للدرج :
كويس .... أتفصلي علي أوضتك متخرجيش منها غير عشان الجامعه  والأ كل .
أنطلقت نحو غرفتها بينما قام هو بأغلاق هاتفها وألقاه في درج مكتبه وكذلك المفاتيح, ثم أغلق الدرج وظل جالس علش مقعده وهو يتذكر تهديده لزينب, التهديد الذي أفسدته أبنته الأن, وأيضاً  كما فعلت هي وأخيها من قبل, جعله ذلك يشعر بالغليان .

أستيقظت نور, تذكرت ما حدث معها في المساء, فضمت هدماها لصدرها وحاوطتهم بذراعيها وظلت شارده تفكر في أمها, كيف ستطمئن علي أمها الأن ؟ أو تخبرها علي الأقل بما حدث كي تسامحها ولا تقلقها عليها, ماذا لو أتصلت أمها ورد أبيها عليها ؟! .
ظلت الفكره عالقة بذهنها والشيطان يوسو لها ليقلقها ويكسر قلبها, نهضت فزعه وهرولت للأسفل ليطمئن قلبها برؤيتهم وهم يجلسون علي مائدة الطعام, جلست علي مقعدها وهي تنظر في الأرض لا تقوي علي النظر لأبيها .
بينما عصمت كانت تنظر لهم وقلبها يرقص داخل قفصها الصدري, لم تكن في حاجة لمعرفة ما يحدث بعد ما أسترقت السمع بالأمس وعلمت ما يجري بينها وبين أبيها بالأسفل .
نظر لها والدها وهو ينهض من علي مقعده, ثم قال وهو يشير لها بسببته : السواق مستنيكي برا ... شوفي هتتحركي أمته   وبلغيه عشان يجهز العربيه, ثم رحل نظر لها إياد وعصام مستفهمين فأبتسمت لهم في صمت, ثم صعدت لغرفتها .

غيرت ثيابها وكادت تنزل, ولكن أستوقفها إياد أمام غرفتها, قائلاً : إيه بأه ؟! .
نظرت له ورفعت حاجبيها وهي تبتسم وقالت : إيه ؟! .
_: بابا بأين عليه متضايق ومن الصبح متكلمش مع حد ... لا  وكمان عم كامل السواق هو الي هيوصلك للجامعه في إيه بيحصل من وراء ضهري . 
_: مفيش يا إياد .... يلا روح علي جامعتك وركز عشان الأمتحانات .
رحلت وتركته فقال لنفسه : أقطع ذراعي أن ما كنتي عملتي مصيبه يا نور قلبت ياسر علام عليكي دي وراها حاجه .... ومش أي حاجه كمان .
صعدت السيارة وظلت صامته تنظر من نافذة السياره للطريق ولكن عقلها عالق مع أمها .

في منزل زينب جلست علي الأريكه وهي حزينه أتصلت بنور كثيراً ولكن هاتفها لا يزال مغلق, أمسكت الهاتف وأتصلت بايمان, قالت : السلام عليكم ... إزيك يا إيمان يا بنتي .          _: عليكم السلام يا طنط ... بخير والحمد لله .
_: يستاهل الحمد يا حبيبتي .... مشفتيش نور ؟! .
_: شفتها ... كانت عندي إمبارح باليل .... هو في حاجه حصلت ؟! .
_: لا يا بنتي مفيش ... أ،ا بطمن عليها بس ... أصلي بكلمها من إمبارح وتليفونها مقفول .
_: ما أنتي عارفه نور .... تلاقيها بس نست تشحن التليفون ولا حاجه .
_: ماشي يا حبيبتي .... معلشي عطلتك .
_: لا عطله ولا حاجه ....أنا هفضل وراها لحد ما ترد وأطمن حضرتك .
أغلقت إيمان الهاتف بعدما ودعتها أـصلت بنور عدت مرات ولكنها لا تجيب, دلف عميل لمكتبها فوضعت الهاتف علي المكتب حتي تنتهي من عملها, ثم تعاود المحاولة من جديد .

أما زينب فرن جرز الباب ذهبت مسرعة لتفتح ظنتها نور قبل أن تفأجي بياسر يقف أمامها, ظلت واقفه في صمت حتي قال : هنقف كتير علي الباب يأم عصام .
هزت رأسها نافيه وقالت : أتفضل .
دلف للداخل وجس علي الأريكه وهو يضع قدم فوق الأخري بتعالا وكبريئا, قالت زينب : تشرب إيه ؟! .
_: مش جاي أتضايف....أنا هقولك كلمتين وأمشي .
قالت وهي تجلس علي المقعد : وأنا سمعاك .
_: أنتي شكلك معتيش بتخافي علي نفسك خالص .
ضحكت وقالت : وأخاف من إيه ومن مين ؟! .
_: لو أنتي فكره أني هسمحلك تلعبي في دماغ بنتي وتاخديها تحت طوعك تبقي غلطانه يا زينب .... أنا مش هسمحلك بكدا
أبداً .... وبنتي أنا عارف إزاي أمنعها من أنها تيجيلك تاني... الدور والباقي عليكي أنتي ... خافي علي نفسك مني .
وقفت وقالت: مش أنا إلي المفروض تخاف يا ياسر وأنت فاهم قصدي كويس .... وأنا وأنت عارفين ليه بتمنع الأولاد يجولي .... بس أنا مش هقولهم حاجه دلوقتي .... وأن كنت فاكر أنك قوي فربنا أقوي من الكل وقادر أ،و يجمعني بولادي إلي أنت حرمتني منهم ... وخليك فاكر مفيش حاجه بتستخبا العمر كله ... لازم يجي يوم والحقيقه تبان .
تركها وغادر المنزل وهو غاضب وكلامها يتردد في ذهنه حتي وصل للمستشفي . جلست علي المقعد بعدما رحل وقد أستنتجت الأن ما حدث وسبب أمتناع نور عن الذهاب لها وأيضاً هاتفها المغلق, ولكنها لم تعرف ما حدث بالتفصيل بعد وهذا ما جعلها تقلق علي نور  أ كثر, فأتصلت بايمان مرة أخري وأخبرتها ما حددث .

جلست شيرين علي مكتبها فقالت أسيل صديقتها : لقي قالك إيه ؟! .
لم تجيب فتابعت أسل قائلة : يا بنتييي .... أنتي يا ماما .
نظرت لها شيرين وقالت: ها أرغي .
_: بقولك لقي قالك إيه ؟! .
قالت بعدما تنهدت : طلب إيدي للجواز تاني .
أرتشفت أسيل القليل من قهوتها وقالت: طب وأنتي قولتيله  إيه ؟ .
قالت بحزن : وافقت .... وهيجي يقابل ماما باليل .
_: امممم.... شكلك مش مبسوطة يا شيري .
_: مش عارفه .... أنا عارفه أن لقي بيحبني بس .
قالت أسيل وهي تبتسم: بس إيه يا شيخه حرام عليكي....حد لاقي حد يحبه اليومين دول .
ضحكت شيرين وقالت ساخره: أهو طول ما أنتي هتموتي علي الجواز كدا هتعنسي .
ضحكت أسيل وقالت: بعد الشر دا أنا حلوة وزي القمر .
_: لما نشوف يا حلوة .

في غرفه بأحد الفنادق بالأسكندريه, رن هاتفه ليوقظه من نومه, نظر في هاتفه فوجدها نشوي, رد قائلاً :           
السلام عليكم ... عاش من سمع صوتك
_: عليكم السلام ... كنت فرحان أنت اليومين الي فاتوا إني أنشغلت عنك .
_: لا والله وحشني خوفك وقلقك عليا.
_: بجد .... طب يلا يا أستاذ طمني عملت إيه اليومين دول .
قال وهو يبتسم : عندي ليكي خبر حلو جداً , أخبرها بما حدث معه منذ مكالمة الظابط حتي مواجهة هذا النصاب حتي الأن .
قالت نشوي ك الحمد لله يا ياحبيبي حقك رجعلك .... أنت
هتنزل مصر صح ؟! .
_: الحمد لله .... لا هستنا يومين كدا بس علي ما أشوف الموضوع ددا هينتهي علي إيه .
_: طب خلي بالك من نفسك .... وأنا هكلمك أن شاء الله عشان أطمن عليك
_: حاضر ... يلا سلام .
أغلق الهاتف وذهنه مشغول بالقضيه, نظر في الساعه وقال: معقول الساعه 11 ياه . نهض وأخذ شور, ثم صلي الضحي ونزل من الغرفه

في الجامعه أنتهت من شرح المحاضره وخرجت وجدت إيمان تقترب منها, فأسرعت إليها قائلة: إيمان ! .... بتعملي إيه هنا ؟!
_: هكون بعمل إيه جايه أطمن عليكي .
رفعت حاجبيها متعجبه وقالت: طب تعالي نقعد في الأوضه وفهميني .
ذهبت إيمان خلفها ثم قالت لها حين جلسن ما حدث في الصباح, فقالت نور: معقول بابا راح عند ماما .
_: أيوه هي مقلتش قالها إيه ... هي بس عايزه تطمن إنك كويسه .
_: طب هاتي تليفونك أ كلمها وأطمن عليها, أخذت الهاتف من إيمان وخرجت لتتحدث مع إمها بالخارج أعتذرت منها عن عدم ذيرتها لها وقالت: أن شاء الله هتتحل من عند ربنا يا  ماما.  
_ : أن شاء الله يا حبيبتي .... المهم خلي بالك من نفسك ومن إياد يا نور .
_: حاضر يا ماما ... خلي بالك من نفسك أنتي كمان .
_: أديني إيمان أشكرها .
دلفت للداخل وأعطت الهاتف لإيمان, أخذته منها قائله : أيوه يا طنط .
_: خلي بالك من نور يا إيمان .... وحاولي معاها يا بنتي يمكن ربنا يهديها وتقتنع المره دي .
فهمت ما تقصده أم نور فقالت: حاضر .... نور في عيني .
_: تسلمي يا بنتي وربنا يبارك فيكي .
أغلقت الهاتف ونظرت لنور قالت: بقولك إيه ما تيجي نتكلم في العربيه أحسن . خرجن من الغرفه وصعدت مع إيمان سيارتها, بعدما طلبت من كامل سائق العائله أن يتبعهم حين رفض العوده هو وقال أنها تعليمات والدها لأدخل له فيها وأصر علي الأتصال بوالدها ليخبره ما يحدث, فحدثته إ]مان وطلبت منه أن يسمح لنور بالذهاب معها قليلاً فوافق .            بمجرد أن صعدت السيارة أنهمرت دموعها كانت تشعر أنها في سجن صنعه ياسر علام, سجن يختلف عن الكثير من السجون, قد يلا يكون سجن من أربع جدران, ولكنه سجن أُسرت فيه حريتها, ولأجل ماذا؟ لم ترتكب أي خطأ, فقط أرادت البقاء بجوار أمها, الشعور بأنها ليست يتيمة الأم .
قالت إيمان: إهدي يا نور .... بلاش عياط عشان خاطري .... طب إيه رأيك لو تيجي معايا درس القرآن هترتاحي .      نظرت نور لملابسه الرسميه فقالت إيمان : هنروح البيت عندي الأول تلبسي حاجه تانيه .
هزت رأسها في صمت ربما إيمان محقه فهذا أكثر وقت تحتاج فيه للقرآن والتقرب من الله, أهم ما تحتاج إليه ولم يوفره لها أبيها, أهتم بالتعليم ونسي أنهم في حاجة لدينهم أيضاً, ربما لو كانت مع والدتها لكان الأمر أختلف, ربما أصبحت مثل إيمان, مهما قست عليها الدنيا هناك عقيدة ثابته لديها, عقيدة تمدها بالقوه, تلجأ لكلام الله فتجد فيه ما يخفف ألمها ويشفي قلبها ويمدها بالقوة والصبر لأ كمال رحلة الحياة .
تذكرت كلمات أمها عن الحجاب حين ذكرتها بقول رسول الله ﷺ (إذا بلغت المرأة المحيض لا يظهر منها إلا وجهها وكفيها) وظل يتكرر في ذهنها حتي وصلت لمنزل إيمان .
في منزل إيمان أعطتها أحدي عباءتها وطرحة وتركتها تغير ثيابها, أرتدت الملابس ووقفت تنظر لنفسها في المرآة وكلام أمها قبل أن تسافر في ذهنها وكذلك الحديث, دلفت إيمان بعدما طرقت الباب عدة مرات ولم تفتح نور وقفت بجوارها وقالت: تبارك  الله .
نظرت لها نور وكتمت صرختها فقالت: أنتي محستيش بيا كمان ... سرحانه في إيه .
_: لا مفيش ... يلا ننزل .
بالطبع لم تكن المرة الأولي التي تسمع بها القرآ، ولكن تلك المره كانت مختلفه, كانت تشعر بأن كلمات القرآن تلامس قلبها وكأنها حديثة الأسلام, كانت تشعر بأنها دواء يشفي جروح قلبها العليل, فكانت تعد أول مرة تسمع فيها القرآن بقلبها .
بعدمما أنتهو وخرجن سوياً  كانت صامته حتي تذكرت إيمان شيء فقالت : اه من الحق نسيت أسالك .... صليتي الأستخارة .
هزت رأسها بحزن وقالت: لا .... بيتهيقلي أن الموضوع أنتهاء لحد كدا...مبقتش هتفرق صليتها أو لا .
نظرت لها إيمان وقالت: نور متيسأش من رحمة الله .... ربنا قادر يجمعكم أينما شاء وقتما شاء ....هو بس عمي ياسر يهدأ وأ، شاء الله كل حاجه ترجع زي الأول وأحسن .... وإ]اد لازم يعرف الحقيقه أنتي دوقتي طعم اليتم وحساه .... مينفعش تخلي إياد يعاني من نفس الشئ وخصوصاً أن حالة إياد أصعب .... علي الأقل أنتي وعصام كنتوا عارفين أنها عايشه وكنتوا عايشين علي أما أنكون تشوفوها في يوم .... لكن هو يحرام فاكرها ميته.
هزت رأٍها إيجاباً وقالت: معاكي حق .
_: روحي صلي أستخاره .... وأوعي تخلي الشطان يتمكن منك ماشي .
أبتسمت نور وقالت: حاضر .

في المساء في منزل سارة فتحت والدتها الباب فوجدت شاب يحمل باقة من الورد, طلب منها أن تنادي الأنسه سارة ... خرجت سارة وأخت منه الباقه ومضت بأستلامها, ثم أوصدت الباب, رأت الكارت وقرأت ما به (حبيبتي سارة ... أنا مستنيكي في أخر مكان أتقابلنا فيه .... عصام)
دلفت لغرفتها دون التحدث مع أحد, فكرت قليلاً وهي تسترجع كلمات نور, ثم نهضت وأرتدت ملابسها وخرجت . حين وصلت وجلست أمامه لم تكن سارة ذات الأبتسامة الدائمه بسبب او بدون سبب, لم يكن وجهه بالنضارة ذاتها التي كان عليها منذ أخر لقاء.... ملاءه الشحوب .
نظرت حولها لهذا المكان الخالي من سواهم, ثم نظرت له تنتظر أن يبدأ  كلامه, بعد قليل من الصمت قال: أنا زعلتك في المكان ده .... وعايز برضوا أصالحك وأفرحك في المكان ده ... انا غلطت في حقك بس نفس تسامحيني .... وعندي أحساس كبير أنك هتسامحيني صح .... صدقيني يا سارة القرار دا كان صعب عليا زيك بالظبط ويمكن اكتر شوية .... أنا محبتش في حياتي قدك ولا حسيت بطعم الحياة إلا معاكي .
_: ولما أنت شايفني كدا وشايف انا حياتك من غيري ضلمه ليه أخترت أننا نبعد ... ليه عملت فينا كدا .
_: غلطت ... غلطت يا سارة... كنت فاكر أن القرار دا أحسن لينا أحنا الأتنين .... بس أ كتشفت أنو أ كبر غلطه غلطها في حياتي .
ظلت صامته فشعر بالقلق وظل ينظر لها علي أمل أن تقول أنها سامحته ولكن صمتها طال لدقائق فقال: مسامحني ؟! .
أومت برأسها إيجاباً فقال عصام بحماس: إحنا مش هنستنا اكتر من كدا .... إيه رأيك لو أجي لوالدك بكرا ونحدد الفرح الأسبوع ده .
فكرت قليلاً, ثم أبتسمت وأومت له بالموافقه, أبتسم وأ كملوا سهرتهم وتناولوا العشاء .

في غرفة عصمت كانت تتحدث مع أختها في الهاتف قالت: متقلقيش كل حاجه ماشيه زي ما خططنا بالظبط .... بس أنتي خلي شريف يتنحنح شوية ويشغل البت .
_: كل ما أ كلمه في الموضوع دا يتضايق ويقولي خليها بمزاجها وافقت وافقت موافقتش خلاص الجواز قسمه ونصيب .
_: وهي هتحس بيه أزاي وهي ولا بتشوفه ولا هو بيحاول يقرب ليها .... سيبيلي أنا الموضوع دا وأنا هكلمه ... يلا أقفلي لحسن ياسر شكله جه .
أغلقت الهاتف وجلست علي المقعد أمام المرآة تمشط شعرها, دلف ياسر, فو ضعت المشط من يدها ووقفت قائلة وهي تبتسم وتستقبله بوجه بشوش علي غير عادتها: 
أحضرلك الأ كل .
_: دا إيه الهنا والرضا دا كله ... أول مره أدخل الأوضه متقابلينيش بكلام يسم البدن ويسد النفس .
_: يعني انا كلامي يسد النفس .
قال في ضيق ولهجة ساخرة: لاا إزاي حشا لله .... دا أنتي لسانك بينقط سكر .
قالت بغضب وهي تفتح الباب: أنا نازله أجيبلك الأ كل .
خرجت من الغرفه فقال  بضيق : نسوان نكد وتقصف العمر .

جلست ملك علي الفراش تفكر في هذا السجن ومتي   سينتيهي حكم ياسر علام عليها ؟! , نهضت وتوضأت, ثم صلة صلاة الأستخارة وغطت في ثبات عميق .
فهل سينتهي حكم ياسر علام عليها ؟ أم أنه حكم مؤبد ؟ . 

                              يُتبع
                         * * * * *
نهاية فصل اليوم من أوتار حادة بقلمي مروه اليماني.....رأيكم ❤👇🖋

أوتار حاده 🍁حيث تعيش القصص. اكتشف الآن