أجلس هنا على أحد المقاعد في المسرح القومي ... وحيدة.. أنادي بأسمك فأسمع صدى صوتي في المبنى بأسره إنني الآن أنظر نحو خشبة المسرح أنا الطفلة تركض في الحي لتختبئ من صديقاتها في لعبة "عيش" تضحك بصوت عالي بعد أن يجدنها فاضحك انا بدوري وهناك تلك الفتاة في الخامسة عشر من عمرها تخرج مع صديقاتها من المدرسة الاعدادية وتركضن الدكان ليشترين المثلجات او العصير... يرميها أحد الشباب المتوقفين بحجر صغير يلسع خدها فتتألم وتبكي بحرقة.. صديقاتها يصرخن في وجهه... فأبكي انا لأكفكف دموعي عندما أجد ذاك الشاب الجميل الذي يكبرني بسنة يمسك بحجر ويرميه نحو أصدقائه ويتوعدهم ب الملاكمة... فابتسم ابتسامة المنتصر يرن هاتفي فيقطع سلسلة ذكرياتي.. أجيب لاسمع صوت يقول أحبك... فأشعر بالندم على تذكري ذاك الشاب واضحك عالياً لاخبرك بتفاصيل هذه الذكرى... تمازحني بأنك شعرت بالغيرة.... هناك في البعيد أرى نور تمشي بجانب صديقتيها نحو الثانوية... الصديقة رقم ١ هي الصديقة التي اتجادل معها دائما... والصديقة رقم ٢ هي الوسيط بيننا... نتجه صباحاً نحوها.. فنجعلها تمشي بيننا وندير وجهينا بالاتجاه المعاكس... اتضحك علينا وتقول اننا لن نكبر والى متى سنبقى نتجادل هذه المجادلات بدون معنى وداعي... اضع يدي على كتفها وتتشابك يد الصديقة رقم ١ ونمشي مسرعات نحو المدرسة.... اه انني الان اضحك بعمق... لأنني أرى هذه المشكلة صغيرة جداً مقارنة بمشاكل اليوم... يتبع...