البارت الحادى عشر

331 11 0
                                    

رواية أدمنت قسوتك
للكاتبة مليكه
البارت الحادي عشر

مرت ثلاثة ايام تعافى بها كريم قليلا من تلك الحادثة...
وعاد الى منزله تحت رعاية والدته واهتمامها...
اما مايا فما زالت مختفية هي وعائلتها لا أحد يعلم عنها شيئا...
طوال الثلاثة ايام كان حسام يبحث عنها بإرشادات من قبل كريم...
لكنه لم يستطع ان يجدها...
وكأن الأرض انشقت وابتلعتها...


كان كريم واقفا في شرفة غرفته يتطلع الى القمر اللامع وسط السماء...
يفكر بها، ولا يوجد لتفكيره بها مهرب...
طوال الثلاث ايام الفائتة كانت مايا تشغل باله وعقله وربما قلبه ايضا...
انه يشعر بالاشتياق لها، بالرغبة في رؤيتها، ولمس وجهها، واحتضانها...


عادت ذاكرته الى الخلف وتحديدا الى تلك الايام التي قضوها خارج البلاد، كانت هادئة ومطيعة، عاش اجمل ايامه معها، هناك حيث كانت بين يديه، ملكه وحده، !
اخذ نفسا عميقا وزفره بقوة وهو يشعر بألم قوي في قلبه، وكأن احد يلكمه هناك، شعر بحركة خفيفة خلفه فإلتفت ليجد حسام ورائه، اقترب منه و وقف بجانبه يسأله :
- مش هتحكيلي؟!

تطلع اليه كريم بحيرة، ماذا سيخبره؟! عن ايجاده لها فمنزل دعارة؟! هل سيشوه سمعتها أمام أخيه؟!
أم سيخبره عن ابتزاره لها بهذا الشكل المقيت؟!
حينها سينزل من عين أخيه...
- مفيش حاجة تتحكي...
- ازاي؟! انا محتاج اعرف شفتها فين وحبيتها ازاي؟!
قالها حسام بحسن نية ليهتف كريم بنبرة تائهة :
- حبيتها، !


فيرد حسام مؤكدة :
- ايوه حبيتها، مهو مستحيل الزعل ده كله عليها وتقولي محبيتهاش...
قال كريم بعصبية خفيفة:
- حب ايه بس يا حسام؟! انت فاكرني لسه مراهق بيحب على نفسه؟!
سأله حسام بذهول :
- واتت شايف الحب مراهقة؟!

تطلع اليه كريم بنظرات حائرة ولم يجبه بينما أردف حسام بجدية:
- بلاش تنكر حبك ليها يا كريم، لأنك ساعتها هتتعب اووي...

ابتسم كريم ساخرا على ما قاله أخيه، وكأنه ليس بمتعب الأن، اما حسام فسأله :

- بس انا اللي مش قادر افهمه ليه ضربتك؟! ليه عملت فيك كده؟! والاهم ليه بلغت عن حالتك؟! جايز تكون ندمت مثلا؟!
تطلع حسام اليه فوجده صامتا فقال بملل:
- هتفضل ساكت كده كتير، مش هتقول حاجة؟!

التفت كريم نحوه وقال :
- أقول ايه؟!
- قول اي حاجة، انا اخوك ومن حقي افهم...
رد كريم بغضب مكتوم :
- تفهم ايه؟! اذا كنت انا نفسي بحاول افهم، بحاول افهم انا تجوزتها ليه...
شعر حسام بالشفقة على كريم فكان يبدو متعبا بحق...

تحدث حسام قائلا بنبرة هادئة :
- طب اهدى الاول، وخلينا نعرف هنلاقيها ازاي...
اشتعلت عيناه ما ان ذكر حسام موضوع البحث عنها وايجادها ثم قال بنبرة هادئة لكن متوعدة :
- انا لازم الاقيها، وساعتها مش هرحمها...
شعر حسام بالخوف منه ومن ملامحه التي لا تبشر بالخير ابدا، فقال مهدئا اياه :
- بلاش عصبيتك دي يا كريم، انت لسه فمرحلة نقاهة...
صمت كريم ولم يقل شيئا اما حسام فقرر تركه وحيدا حينما شعر بأن هذا أفضل له...

رواية ادمنت قسوتكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن