الفصل الأول

2.8K 118 83
                                    

§ أركض وأركض في تلك الغابة التي فقدت أشجارها أوراقها ، الجو شديد البرودة ، لا أسمع سوى صوت الرياح وصوت خطوات قدمي ، أشعر بخوف شديد ، مم أنا خائفة ؟! ، وأين أنا ؟! ، ولماذا أنا خائفة ؟! ، لا أعلم أي شيء ، فقط أركض في تلك الغابة الكئيبة و......

- لماذا تركضين بهذه السرعة يا عزيزتي ، هل تعتقدين أنني لا أستطيع اللحاق بك ؟!

آه ، الآن تذكرت ، هناك من يطاردني ، لا أعلم من هو ، لقد تكرر هذا الموقف عدة مرات من قبل ، اقترب مني وأنا أزيد من سرعتي حتى وقف أمامي ، لا أستطيع تبين ملامحه بسبب الظلام الدامس ، لكن أشعر أنني رأيته من قبل ، أشعر أنني أعرف ذلك الشخص ، اقترب مني ، حاولت الركض والهرب مجددا لكن لا أستطيع ، لا أستطيع التحرك !! ، لماذا ؟! ، هو ما زال يقترب ، سيلتصق بي إن لم أتحرك ، لماذا لا أستطيع التحرك ؟! ، أخرجني من محاولاتي ابتسامته الساخرة التي ملئت وجهه :

- لا تحاولي ، أنتِ الآن تحت سيطرتي ، لن تنجحي في الهرب ولو بعد مائة عام ، لذلك يمكنك الاستسلام ، والوقوع في حبي الآن .

ما الذي يتفوه به هذا الأحمق ؟! ، ماذا يعني بأنني تحت سيطرته ؟! ، ولماذا أستسلم ؟! ، ومن هو في الأساس كي أقع في حبه ؟! ، هل هو مجنون أم ماذا ؟! ، حاولت التحرك مجددا لكن لم أستطع ، اقترب أكثر حتى شعرت بأنفاسه تلفح وجهي وقال بصوت قادم من بئر سحيق :

- سأتركك الآن لتكملي نومك ، أراكِ في الصباح ، سأشتاق إليكِ هذه السويعات . §

نهضت من على الفراش وأنا أتذكر ذلك الحلم الذي أصبح يراودني كثيرا هذه الأيام ، اغتسلت وذهبت إلى المدرسة ، مرت الحصص بروتينية وأتت الاستراحة ، توجهت إلى المطعم وبينما أنا أتناول غدائي سرت في جسدي قشعريرة باردة كالثلج ، التفت خلفي سريعا لأراه ، أنا أعلم أنه هنا ، ذلك الوغد الذي يأتيني في الح..

- لماذا تنظرين خلفك بينما أنا أمامكِ ؟!

انتفضت وسقطت الملعقة من يدي محدثة صوت جذب انتباه الجميع ، نظرت إليه ، وياللسخرية ، أتعلمون من هو ؟! ، أجل صحيح ، أصبتم ، إنه أكثر شخص مشاغب في المدرسة ، الشخص الذي يلقبه جميع أصدقائه المشاغبون بالزعيم ، بالطبع هو ليس زائر أحلامي ، نظرت له باشمئزاز وأخذت طعامي وحاولت أن أنهض لأغادر ، لكن ، لم أستطع !!! ، لماذا ؟! لا يجب أن يكون هو ذلك الشخص ، ليس هو بالتأكيد ، حاولت النهوض مجددا لكن لم أستطع ، نظرت له بغل لتقابلني نظرته الساخرة ، نفس النظرة في الحلم ، رغم أنني لم أرى ملامحه في الحلم إلا أنني استطعت أن أشعر بنظرته ، اقترب مني وأمسك خصلة من شعري وقربها من وجهه يستنشقها ، قائلا بصوته البعييييد :

- أخبرتكِ أنكِ تحت سيطرتي .

تملكني الغضب وفتحت فمي لأنطق لكنني كنت سأقول كلماتي للفراغ !! ، أجل ، لقد اختفى !! ، وانتهى اليوم على هذا ولم أره ولم أحاول ، ورأيت نفس الحلم مجددا ، عندما استيقظت وجدتني أسرع للذهاب إلى المدرسة ، أريد أن أعرف حكاية هذا الشاب ، توجهت إلى المدرسة لكنه لم يأتي ، واستمر الحال هكذا ثلاثة أيام ، أراه في المنام وأنتظره في الواقع ولا يأتي ، وبالطبع لن أذهب أنا للبحث عنه ، وفي اليوم الرابع تكرر ذاك الحلم مجددا إلا أنه زاد على جملته الأخيرة قبل أن يذهب بضع كلمات :

حُبِّك منقذيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن