§ أركض وأركض في تلك الغابة التي فقدت أشجارها أوراقها ، الجو شديد البرودة ، لا أسمع سوى صوت الرياح وصوت خطوات قدمي ، أشعر بخوف شديد ، مم أنا خائفة ؟! ، وأين أنا ؟! ، ولماذا أنا خائفة ؟! ، لا أعلم أي شيء ، فقط أركض في تلك الغابة الكئيبة و......
- لماذا تركضين بهذه السرعة يا عزيزتي ، هل تعتقدين أنني لا أستطيع اللحاق بك ؟!
آه ، الآن تذكرت ، هناك من يطاردني ، لا أعلم من هو ، لقد تكرر هذا الموقف عدة مرات من قبل ، اقترب مني وأنا أزيد من سرعتي حتى وقف أمامي ، لا أستطيع تبين ملامحه بسبب الظلام الدامس ، لكن أشعر أنني رأيته من قبل ، أشعر أنني أعرف ذلك الشخص ، اقترب مني ، حاولت الركض والهرب مجددا لكن لا أستطيع ، لا أستطيع التحرك !! ، لماذا ؟! ، هو ما زال يقترب ، سيلتصق بي إن لم أتحرك ، لماذا لا أستطيع التحرك ؟! ، أخرجني من محاولاتي ابتسامته الساخرة التي ملئت وجهه :
- لا تحاولي ، أنتِ الآن تحت سيطرتي ، لن تنجحي في الهرب ولو بعد مائة عام ، لذلك يمكنك الاستسلام ، والوقوع في حبي الآن .
ما الذي يتفوه به هذا الأحمق ؟! ، ماذا يعني بأنني تحت سيطرته ؟! ، ولماذا أستسلم ؟! ، ومن هو في الأساس كي أقع في حبه ؟! ، هل هو مجنون أم ماذا ؟! ، حاولت التحرك مجددا لكن لم أستطع ، اقترب أكثر حتى شعرت بأنفاسه تلفح وجهي وقال بصوت قادم من بئر سحيق :
- سأتركك الآن لتكملي نومك ، أراكِ في الصباح ، سأشتاق إليكِ هذه السويعات . §
نهضت من على الفراش وأنا أتذكر ذلك الحلم الذي أصبح يراودني كثيرا هذه الأيام ، اغتسلت وذهبت إلى المدرسة ، مرت الحصص بروتينية وأتت الاستراحة ، توجهت إلى المطعم وبينما أنا أتناول غدائي سرت في جسدي قشعريرة باردة كالثلج ، التفت خلفي سريعا لأراه ، أنا أعلم أنه هنا ، ذلك الوغد الذي يأتيني في الح..
- لماذا تنظرين خلفك بينما أنا أمامكِ ؟!
انتفضت وسقطت الملعقة من يدي محدثة صوت جذب انتباه الجميع ، نظرت إليه ، وياللسخرية ، أتعلمون من هو ؟! ، أجل صحيح ، أصبتم ، إنه أكثر شخص مشاغب في المدرسة ، الشخص الذي يلقبه جميع أصدقائه المشاغبون بالزعيم ، بالطبع هو ليس زائر أحلامي ، نظرت له باشمئزاز وأخذت طعامي وحاولت أن أنهض لأغادر ، لكن ، لم أستطع !!! ، لماذا ؟! لا يجب أن يكون هو ذلك الشخص ، ليس هو بالتأكيد ، حاولت النهوض مجددا لكن لم أستطع ، نظرت له بغل لتقابلني نظرته الساخرة ، نفس النظرة في الحلم ، رغم أنني لم أرى ملامحه في الحلم إلا أنني استطعت أن أشعر بنظرته ، اقترب مني وأمسك خصلة من شعري وقربها من وجهه يستنشقها ، قائلا بصوته البعييييد :
- أخبرتكِ أنكِ تحت سيطرتي .
تملكني الغضب وفتحت فمي لأنطق لكنني كنت سأقول كلماتي للفراغ !! ، أجل ، لقد اختفى !! ، وانتهى اليوم على هذا ولم أره ولم أحاول ، ورأيت نفس الحلم مجددا ، عندما استيقظت وجدتني أسرع للذهاب إلى المدرسة ، أريد أن أعرف حكاية هذا الشاب ، توجهت إلى المدرسة لكنه لم يأتي ، واستمر الحال هكذا ثلاثة أيام ، أراه في المنام وأنتظره في الواقع ولا يأتي ، وبالطبع لن أذهب أنا للبحث عنه ، وفي اليوم الرابع تكرر ذاك الحلم مجددا إلا أنه زاد على جملته الأخيرة قبل أن يذهب بضع كلمات :
أنت تقرأ
حُبِّك منقذي
Romanceما زال يرقد بين أعماقي جواد جامح سجنوه يوما في ضروب المستحيل .. ما بين أحلام الليالي كان يركض كل يوم ألف ميل .. وتكسرت أقدامه الخضراء وانشطرت خيوط الفجر واختنق الصهيل .. من يومها والحزن يرتع في ربوعي والدماء الخضر في صمت تسيل .. من أين يأتي الصبح وا...