٨

158 17 0
                                    

امضت وقتا طويلا في المسجد تبكي وتندب ثم نهضت اذ تذكرت انهااتفقت مع والدها ان يلتقيان عند باب المسجد عند انتهاءها مناعمال زيارة المسجد .. فكانت تسير والألم با د عليها .. فوجدت الحاج ينتظرها عند الباب


-اعذرني والدي لعلي تأخرت عليك


-لا بأس بنُيتي خُذي وقتكِ ولكن مالي اراكِ منهكة جد ا


-لا تهتم يا حبيبي لعلهُ من تعب السفر


-بل من شدّة البكاء أليس كذلك يا بنُيتي


-إن حالي كحالك يا حبيبي فعيناك ايضا يبدو عليها الارهاق ويبدو انك كنت باكيا مثلي


-دموعنا هي بريد الحب الذي نرسل للمحبوب رسائلنا عن طريقه


-صدقت والله يا والدي ..والان لنعود الى الفنُدق فلا اريد ارهاقك


اكثر



امضوا ثلاثة ايا م اخرى في قم عادوا زيارة السيدة المعصومة قم ذهبوا لزيارة قبر الشاه عبد العظيم وبعض المراقد التي تحتوي قبور


اوليا ء صالحين



عادوا الى ارض العراق بعد عشرة ايا م من سفرهم ..


تمر الايام كعادتها مع عائلة الحاج


الا ان رقية يوما بعد يو م تذوي وتذبل حتى انتبه لهذا الامر كل من في المنزل ، حتى ملامح وجهها الملائكي الذي قد كساه الله بنوره قد بات مرهقا متألما متوجعا ذهب الحاج لغرفتها ذات يو م ليحدّثها


-بنيتي رقية كيف حالك


-الحمد لله ياوالدي ، اضأت داري بدخولك لها يا حبيبي


-فداكِ ابوكِ .. مالي اراكِ ذابلة يا روح منزلي وبهجته ، فـ سوء حالكِ جعل المنزل باردا وحزين اطرقت رقية برأسها وبقيت صامتة


رفع الحاج رأسها بكفيه واذا بهِ يرى وجنتاها غارقتانِ بأنها ر من الدمع الحارق


-ما بكِ يا مهجتي ، اتبكين يا رقيتي ؟


-ابة انا اسفة لم اتعمد ان اجعلك تقلق او ان اجعل المنزل حزين وحقك ما الامر بيدي ان روحي تؤلمني ، لا يمكنني ان احيا بعد الان ، روحي قد خلعت رغبتها بكل شيء فـ بات كل شيء يؤذيني


-ألأجله فداه الروح ياحبيبتي؟


-ومن سواه


ابة اشتكيك سوء حالي وحزني .. قل لهُ انني اكاد اموت بغيبته ، وحقه حتى الطعام والشراب والنوم وكل شيء قد اعرضت عنه نفسي ولا ترغب بشي ء


-هو يسمعكِ ويراكِ وقريبٌ منكِ يانور عيني ، اولستِ انت من كنتي تخبرين الاخرين بهذا الامر وانه دائما معنا فـ مالي اراكِ متألمة -بلى يا والدي هو يرانا ولكن متى سأراه فقد ذابت مهجتي ، ليت المسافات بيني وبينه تعُدم ، ليتني افرّ من كل ما بالكون والوذ عند قدميه وألثم اديم نعله

ذبيحة العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن