امضت وقتا طويلا في المسجد تبكي وتندب ثم نهضت اذ تذكرت انهااتفقت مع والدها ان يلتقيان عند باب المسجد عند انتهاءها مناعمال زيارة المسجد .. فكانت تسير والألم با د عليها .. فوجدت الحاج ينتظرها عند الباب
-اعذرني والدي لعلي تأخرت عليك
-لا بأس بنُيتي خُذي وقتكِ ولكن مالي اراكِ منهكة جد ا
-لا تهتم يا حبيبي لعلهُ من تعب السفر
-بل من شدّة البكاء أليس كذلك يا بنُيتي
-إن حالي كحالك يا حبيبي فعيناك ايضا يبدو عليها الارهاق ويبدو انك كنت باكيا مثلي
-دموعنا هي بريد الحب الذي نرسل للمحبوب رسائلنا عن طريقه
-صدقت والله يا والدي ..والان لنعود الى الفنُدق فلا اريد ارهاقك
اكثر
امضوا ثلاثة ايا م اخرى في قم عادوا زيارة السيدة المعصومة قم ذهبوا لزيارة قبر الشاه عبد العظيم وبعض المراقد التي تحتوي قبور
اوليا ء صالحين
عادوا الى ارض العراق بعد عشرة ايا م من سفرهم ..
تمر الايام كعادتها مع عائلة الحاج
الا ان رقية يوما بعد يو م تذوي وتذبل حتى انتبه لهذا الامر كل من في المنزل ، حتى ملامح وجهها الملائكي الذي قد كساه الله بنوره قد بات مرهقا متألما متوجعا ذهب الحاج لغرفتها ذات يو م ليحدّثها
-بنيتي رقية كيف حالك
-الحمد لله ياوالدي ، اضأت داري بدخولك لها يا حبيبي
-فداكِ ابوكِ .. مالي اراكِ ذابلة يا روح منزلي وبهجته ، فـ سوء حالكِ جعل المنزل باردا وحزين اطرقت رقية برأسها وبقيت صامتة
رفع الحاج رأسها بكفيه واذا بهِ يرى وجنتاها غارقتانِ بأنها ر من الدمع الحارق
-ما بكِ يا مهجتي ، اتبكين يا رقيتي ؟
-ابة انا اسفة لم اتعمد ان اجعلك تقلق او ان اجعل المنزل حزين وحقك ما الامر بيدي ان روحي تؤلمني ، لا يمكنني ان احيا بعد الان ، روحي قد خلعت رغبتها بكل شيء فـ بات كل شيء يؤذيني
-ألأجله فداه الروح ياحبيبتي؟
-ومن سواه
ابة اشتكيك سوء حالي وحزني .. قل لهُ انني اكاد اموت بغيبته ، وحقه حتى الطعام والشراب والنوم وكل شيء قد اعرضت عنه نفسي ولا ترغب بشي ء
-هو يسمعكِ ويراكِ وقريبٌ منكِ يانور عيني ، اولستِ انت من كنتي تخبرين الاخرين بهذا الامر وانه دائما معنا فـ مالي اراكِ متألمة -بلى يا والدي هو يرانا ولكن متى سأراه فقد ذابت مهجتي ، ليت المسافات بيني وبينه تعُدم ، ليتني افرّ من كل ما بالكون والوذ عند قدميه وألثم اديم نعله
أنت تقرأ
ذبيحة العشق
Spiritualذبيحة العشق للكاتبة : مريم الكَربلائية الاهداء.. كانت مجرد كلمة تبحث عن ن ص يأويها فنظرت إليها بعطفك فصارت جُملة تناولت قلَمي لأكتبها فجعلتها رواية هي كانت مِنك .. فلا عجب أن تكون إليك ياعين الحياة