One Shot

483 40 100
                                    

" نحنُ نموتُ حينمَا نختفِي منْ ذاكرةِ الآخرينَ."
جملةٌ سمعهَا منْ طفلٍ قابلهُ فِي الشارعِ، كانَ جالسَا علَى الرصيفِ، متكوِّرًا حولَ نفسهِ يبكِي وَ يجهشُ.
إتضحَ أنَّ والدتهُ علَى فراشِ الموتِ، وحيدةً فِي المستشفَى وَ لَا والدهُ و لاَ جدّاهُ يسمحونَ لهُ بالذهابِ.

" لَا أريدُ لأمِّي أنْ تكونَ وحيدةً، لَا أريدهَا أنْ تشعرَ بقساوةِ العزلةِ، أريدُ تقضيةِ أكثرِ وقتٍ معهَا حتَّى تبقَى صورتهَا محفورةً أطولَ فِي ذاكرتِي و حينهَا ستبقَى حيّةً معِي!"
جيمين تأثرَّ بكلامِ الفتَى كثيرًا، لكنْ كلُّ ما إستطاعَ فعلهُ هوَ تقديمُ حضنٍ دافئٌ لهُ وَ التحدّثُ معَ والدهِ عندمَا أتَى لإصطحابهِ.

وَ حتَّى وصولهِ لمنزلهِ، حاولَ عدمَ البكاءِ وَ قدْ داهمهُ شعورٌ مفاجئٌ بالبعدِ عنْ كلِّ ما حولهِ، لمْ يوقظهُ منْ شرودهِ سوَى صوتُ عدّةَ رسائلَ منْ أفضلِ أصدقائهِ، وَ رفيقِ سكنهِ.
- أينَ أنتَ أيُّهَا الشقيُّ؟
- لماذَا تأخرّتَ كثيرًا!!
- سأكلُ دونكَ إنْ لمْ تأتِ، هيَّااا!
- هي، هلْ تحتاجُ مساعدةً؟ متعبٌ؟ هلْ آتِي لأخذكَ؟
- جيمين، أينَ أنتَ الآنَ!؟ أنا قادمٌ!

قهقهَ الفتَى علَى رسائلِ صديقهِ مفرطةِ القلقِ، ربّمَا هذَا أمرٌ طبيعيٌّ منذُ أنّهُ كثيرُ الأمراضِ وَ ضعيفُ القلبِ.
خطتِ قدماهُ أرضيّةَ الشقةِ بعدَ أنْ فتحَ يونغِي البابَ فجأةً، وقفَ الشاحبُ يشاهدُ الأصغرَ لحظةً قبلَ أنْ يبتسمَ وَ يقولَ.
" أوه أنتَ هنَا."

" إبتعدْ منْ طريقِي أنَا متعبٌ!"
دفعهُ بخفةٍ وَ شقَّ طريقهُ نحوَ الأريكةِ ليرتمِي عليهَا متنهدًّا براحةٍ، أغلقَ يونغي البابَ ثمَّ إتكأَ علَى الحائطِ يحادثُ المستلقِي.
" كيفَ كانتِ جولتكَ يَا قليلَ الإحترامِ؟"

فتحَ الأصغرُ عينيهِ بعدَ أنْ كانتَا مغلقتينِ، وَ قدْ تكرّرَ فِي ذهنهِ قولُ ذلكَ الفتَى وَ تمنَّى لوْ أنّهُ يستطيعَ أنْ يخبرَ يونغِي لكنّهُ تراجعَ.
" لقدْ كانتِ جيّدةً.."

" همم، حسنًا، هيَّا سنحتفلُ الليلةَ!"
إنتفضَ جيمين منْ مكانهِ وَنظرَ ليونغِي بعينينِ متوسعتينِ.
" هلْ حطمتَ أرقامًا قياسيّةًّ؟! عرفْتُ أنّكَ تستطيعُ فعلهَا!"

إبتسمَ يونغِي وَ نفَى برأسهِ، ليستفهمَ جيمين.
" حسنًا الإستماعاتُ بدأتِ بالإرتفاعِ، لكنْ هناكَ شيئينِ أهمُّ و أعظمُ وَ يستحقانِ الإحتفالَ بهمَا، لقدْ وَجدُوا قلبًا، وَ منَ المخطَّطِ أنْ تكونَ عمليّتُكَ بعدَ أيامٍ قليلةٍ، غدًا سنذهبُ للمستشفَى لتبدأَ إقامتكَ، الخبرُ الآخرُ، هناكَ منْ أعجبَ بتصاميمكَ لذَا أرسلَ طلبًا لتصميمِ غلافِ ألبومهِ الجديدِ!!"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 20, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

lost spirit | روحٌ تائهةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن