الغريب 2

68 2 1
                                    

قصة (الغريب)
..............
كل يوم ومع آذان الفجر تخرج مجموعه من النساء من بيوتهن متوجهات الى علوة بيع السمك في سوق السمك وهي مهنه أمتهننها منذ سنوات طويله
وفي يوم شتائي بارد جدا خرجت أم غائب كما يلقبونها قبل أن ترزق بثلاث فتيات
وكانت في دبر كل صلاة فجر حصرا تدعوا الله أن يرزقها بولد أخ للبنات الثلاث وكانت تطيل السجود متوسله برب العالمين أن يهب لها ولد
لكن أمنيتها وطلبها لم تتم الموافقه عليه ولم تتحقق امنيتها
وقطعت الأمل نهائيا بعد وفاة زوجها أبو غايب وكذلك وصولها سن اليأس ففقدت الأمل نهائيا  واقتنعت برزقها بحصولها على ثلاث بنات
وفي يوم شتائي بارد جدا وكعادتها
خرجت أم غايب الى عملها في علوة السمك ودخلت السوق  ولازال الظلام شديد الا من فوانيس وضعت على مقدمات محلات سوق الشيوخ   وكذلك صوت صفارة الحارس الخفر
وهو يكسر صمت الليل بصفارته لتفزع الكلاب باصواتها مرتعبه او محتجه لمن ينافسها في تجوالها الليلي
  ضوء الفوانيس تتلاعب به الريح البارده التي كانت كالسيوف بشدتها وهي تضرب الوجوه والاطراف توجهت أم غايب الى مكان عملها وأخذت تضع اعواد وقطع القماش التي تجلس تحتهن لتقي نفسها
من حر شمس الصيف وبرد الشتاء والمطر
جلست وحيده وهي تنتظر زميلاتها
ثار أنتباهها  صوت صادر بالقرب من جرف النهر
تخيلته في البدايه صوت قط صغير او  كأنه يشبه صوت جرو صغير
تكرر الصوت مره ومرتين وأكثر
نهضت أم غايب من مكانها بصعوبه وهي تشعر بالبرد الشديد يلفح وجهها وهي تقي نفسها بعباءة احمر لونها من الشمس وتمزقت اطرافها
أقتربت من حافة النهر
واذا تتفاجئ بلفافه من القماش وقد ثبتت بعصي من الجانبين ووضع تحته وسداده من البردي الناعم
وكم كانت فرحة ام غايب كبيره
يا اللهي  هذا طفل !!! ....
من شدة لهفتها لم تخاف ولم تتردد
تلقفت الطفل بسرعه شديده وكأنها تعرفه  ووضعته تحت عبائتها وقد رفعت يديها وكأنها تشكر الله أنه لم ينساها وحاشاه أن ينسى
لكنها لمحت خيال من بعيد يترصد بها وهي حامله الطفل الى بيتها كانت كلما توقفت يتوقف الخيال
حتى تركها الخيال بعد دخولها الدار
وهي فرحه جدا
وقامت تصيح لبناتها النيام انهضن
فلانه
فلانه
فلانه تعالن تعالن بسرعه 
الم اقل لكم ان الله سيرزقني ولد
وكم ترددت علي رؤيا في منامي بأني أحمل طفلا كالبدر
وكان ابو غايب رحمه الله لايصدق ويضحك مني وهو كان يعرف ان الطفل لايأتي الا باسلحه فعاله لا أدوات عاطله عن العمل هذا كان كلامه
ولكن الله اذا اراد أن يعطي
فأنه يسبب الأسباب  أعطاني الولد
وهذا الولد لي
سمعت كل  الناس في السوق وخارجه ان ام غايب حظيت على طفل ولد  بجانب النهر
والكل أجزم وأقسم أن الولد (لقيط)
قد تركته أمه خوفا من الفضيحه والقتل وكانت الاعراف العشائريه ولازالت تقتل الفتاة الحامل من الحرام ولاتقتل الرجل المسبب والمغري الحقيقي
تشبثت أم غايب رغم الأقاويل بانه لقيط وأبن زنى
وقد أبقت عليه نفس الاسم
(غايب)
وأخذ الناس ينادوها به ام غايب
أسابيع الولد تحت رعاية المرأه ام غايب وبناتها الثلاثه
مرت ايام
لاحظت أم غايب هناك فتاة  هي تعرفها أخذت تتردد كثيرا على بيت أم غايب وكانت سابقا لاتزورها
واخذت هذه الفتاة  تداعب الطفل وتناغيه وتحظنه مرات وهي فرحه
أستغربت أم غايب من كثر تردد هذه الفتاة
وفي يوم من الأيام
افصحت الفتاة الشابه أنها تريد ان تبوح بسر
لام غايب وطلبت منها أن تقسم لها وتحفظ سرها
وافقت أم غايب بان السر سيبقى في بير مظلم لايعلم به سوى الله
أخذت الفتاة الشابه تسرد قصتها
بأن الطفل هذا أبنها
استغربت أم غايب من كلامها
واخذت تشكك وهي خائفه ان يصدق كلام الناس ان الطفل حقا لقيط
سكتت الفتاة الشابه ودموعها على خدها
واخذت تقبل أرجل أم غايب وتقسم لها
أنها ستحكي لها كل الحكايه من بدايتها الى نهايتها
وأقسمت لها بأغلظ الأيمان أن الولد هذا من الفراش ومن زوجها الذي طلقها
وبعد مرور اشهر شعرت الفتاة  بالحمل
وأخبرت أمها انها حامل
توجهت الفتاة وأمها وبدون علم ابوها وأخوانها المتشددين
الى زوجها السابق تخبره بالخبر
فكان رد طليقها أنه ليس أبنه
وأن عدة الطلاق انتهت منذ مده طويله
وهذا ليس أبنه وسألي بنتك من أبوه  ورفض الأمر جمله وتفصيل
ونصح  الام وابنتها أن يتخلصن من الطفل والا
ستقتل الفتاة
صمتت الأم والفتاة ودموعهن تجري
واخذت الفتاة تقسم لامها أن هذا أبنه وأنها لم تخرج من الدار منذ طلاقها
والأم كانت تعلم
رجعت الأم وابنتها الى البيت وطلبن من طلقيها أن يسترهن ولايتكلم بالموضوع
فالبنت مظلومه فأبنها لم يكن أبن سفاح
أحتارت ام الفتاة كيف تستر أبنتها من هذه المشكله
وكيف بعد ايام عندما تكبر بطن الفتاة
كل هذا الكلام أخذت الفتاة تسرده لام غايب
وأم غايب تسمع بأهتمام شديد
اكملت الفتاة قصتها
ان امها ساعدتها فقد اعطتها ملابس كبيره كلما كبر بطن الفتاة خوفا أن يحس والدها واخوانها ويقتلونها
وهي تعرف أن أبنتها قد ظلمت كثيرا
وكم كانت ضاقت عليها الدنيا ليلة ولادتها
لكن الله ساعد الفتاة المسكينه
فقد خرج الأب وابناءه ليومين فقد حصل صيد كثير في الهور المجاور
فأخذوا شباكهم ليومين
قد كانت الفتاة وضعت مولودها
وكم كانت حيرة الأم وابنتها في مصير الطفل
فقد ترددن كثيرا في فكرة قتله
والقائه في النهر
لكن الأم كان لها رأي ان تأخذ الولد بعد ان تلفه بخرق كثيره فقد كان البرد قارصا جدا في ليلتها وخرجت به مع جنح الظلام وتركتني أبكي عليه فهو أبني وكانت وهي تقسم من الفراش
ووضعته أمي بجانب علوة السمك في السوق قبل الحركه
فهي تعلم ان النساء يأتين مع الفجر
ولم ترجع أمي بل بقيت تراقب من بعيد بحيث اخفت نفسها خوفا  على الطفل من الكلاب والقطط السائبه هذا من جانب
وكذلك معرفة من يأخذ الطفل
كانت الفتاة تتكلم ودموعها تتساقط
وأخذت دموع أم غايب تنزل ايضا على خدها وهي تستمع لقصة الفتاة
هناك تكمله للقصه لايسعني ذكرها لأن أحداثها كثيره
تابعوني
............
حسن
22020/9/22

 حسن 22020/9/22

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 23, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الغريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن