علي شاطئ البحر والأمواج ترطتم بعضها ببعض لتولد صوتا يشبه صوت
العاصفة التي بداخله بعدما خسر كل رهاناته علي الأشخاص اللذين احبهم وفضلهم علي الجميع يمشي بصعوبة بالغة قدمه لا تقوي علي حمله,, وتمطر السماء واصوات الرعد في السماء يشعر انها بداخله ليست في السماء فقط والدمع يغطي عينه والأمطار تنقذ كبريائه المتبقي امام الناس التي لا تفرق بين ماء المطر ودموعه يتمتم ببعض الكلمات مع نفسه اهم علي حق ام انك علي حق ام ان كل ما مضي خطؤك انت ,, انت من احببت بصدق انت من تمنيت انت من وقفت امام الجميع وهم رافضون لفكرك يعتقدونه شاذ انت من لا تفكر بعقل فقط انت من تفكر بقلب متهالك وعقل صامت انت من وضعت الفرصة للجميع لإستغلالك لأنك ضعيف فكرت انك ان قدمت كل ما تسطيع تقديمه لأحد واقتربت منه خطوة سيقترب منك خطوات ظننت انهم مثلك لكن انت صاحب فكر متهالك انتهي من ازمنة مضت انت تعيش داخل روايات كروميو وجولييت لكنك تكتشف مع كل حكاية ان هؤلاء الأبطال لا يتواجدون الا في القصص والروايات يقرر الهروب ومع الالم الذي بداخل قلبه يتمالك نفسه ويجري باقصي سرعة لديه لا يعلم الي اين هو ذاهب لكن يجري حتي تتوقف عينه عن البكاء يتذكر تلك الأيادي التي فارقتها يده كانها اخر لمسة جميعهم قالوا لن نفارق وجميعهم تبخروا من امامك جميعهم ذهبوا لا احد تراه منهم ,, ويظن نفسه شبح يراود احلام الناس ويكتشفون حقيقته كشبح فيتركونه بلا اي امل يكاد يجن مما يحدث ويحاول ان يصارح نفسه انه كان مخطئ في كل شئ انظر الي ما وصلت اليه حاولت ان تفعل كل ما باستطاعتك ان تبقيهم لكنهم جميعا تركوك لأنهم لم يفكروا بك للحظة بل فكروا فيما يتمنون وكان هو محور اهتماماتهم ان وجد ظلوا وان لم يتواجد رحلوا تلك كانت اختياراتهم وانت اخترتهم لكنك كنت تظنهم سيفعلون شئ لأجلك لا لأجل امانيهم مهما كانت تلك الأمنيات ما داموا يعرفوا انك تحاول اسعادهم وانك احببتهم بصدق انت المخطئ ايها البطل يا من تختار اي شئ به صعاب لتدخله اتري انك بهذا ترضي نفسك؟! لكنك دمرتها تماماً شخص شارد لا يري اي شئ انك اعمي واصم لا تسمع الا صوت قلبك تعرضت للكثير بسببه ولازلت تسمعه ويتذكر حبيبته الأخيرة التي طالما ظن انها احبته وانها غير الجميع ستفعل اي شئ وستضحي من اجلك مادمت تقف صلبا امام الجميع لأجلها لكن هناك اشياء لا تسطيع ان تقف امامها خاصة ان كان هذا سيجعلك تخسر نفسك وتشعر بالضعف والخوف ان كان سيجعل اقرب الناس الي قلبك ليسوا معك إن اخطئت وعارضت ما يريدون سيجعلك نادم بقية حياتك خوفا علي حزن من احبوك بصدق معارضتك لهم ستجعلك وحيداً بقية عمرك,, لن تسطيع وقتها اسعاد من احببت بصدق لأنك تشعر بالندم ستصبح حياتك اشبه بجحيم ليست الجنة التي طالما حلمت ان تعيش بها وتوفرها لمن تحب هم لم يتحدثوا معك في شئ مستحيل بل هو وجهة نظر العقل المفكر ورضخوا لإختيارك لكن هناك اشياء هي ثوابت لا تستطيع ولا يستطيعون الرضوخ لها حاولت ان تفهمها ما تريد حاولت ان تجعلها تشعر لكنها لم تفهم ولم تشعر فلتعد وحيداً شريداً مرة اخري الي ارضك ايها البطل يامن حلمت في وقت لا مكان به للأحلام الوردية التي تفكر بها وكانك طفل او مراهق هي نظرت الي نفسها فقط لم تفكر فيما تفعله لأجلها وقالت انه شئ عادي الذي تفعله لم تفعل اي شئ مميز لأجلي كنت تحارب وتقف امام الجميع لتبقي معك وظنت انه العادي حاولت ايها القلب ان تفعل كل ما تسطيع وعندما جاء تعارض وحيد وبيدها حله نظرت اليك بسخرية تنكر ما تفعله وكانك لم تفعل شئ وكلماتها ترن في اذنه انها مشكلتك انت ليست مشكلتي ويدق قلبه اكثر ويبكي اكثر لا يستطيع ان يفعل شئ يتوقف علي صخرة من صخور البحر ويشاهد الأمواج وكانها تضرب قلبه هي الأخري يضع يده علي رأسه ويشعر بدوار شديد ولا تقوي قدمه علي حمله فيسقط علي الأرض ويلتف الناس حوله وينقلوه الي مشفي قريب ويشعر بحركة داخل المشفي لكنه لا يري شئ فقط يشعر ويسمع احاديث كثيرة لا يستطيع تمييزها واذا بصوت ينادي عليه أدم انا لن اتركك من ينادي يصرخ يفتح عينيه فيجد نفسه في غرفة مظلمة لا حياة بها رائحتها اشبه برائحة شئ قديم غطاه التراب لا يري شئ يتحرك يسارا ويمينا وينادي باحثا عن صاحب الصوت فيقول له انا هنا في جانب الغرفة فلتأتي الي وتحسس طريقك يذهب ولا يجد شي الي وكانه باب موصد يسمع صوت خلفه يقول افتح هذا الباب ستجدني يحاول فتح الباب المغلق بإحكام فيفتح معه الباب ويجد ممر ملئ بالزهور وصوت العصافير الجميلة حوله يتمشي فيه لا يدري الي اين يذهب لكنه يمشي فيجد طفل جميل بيده ورود جميلة يبتسم اليه ويقترب منه لكنه يبتعد حتي يختفي من امامه ويكمل مسيرته في هذا البستان ليجد هذا الطفل يعاني من الألم ويبكي وتسقط باقات الزهور من يده الواحدة تلو الأخر ويبكي بشدة لا يعرف كيف يواسيه يقول له لماذا تبكي ايها الصغير ماذا حدث الك فينظر اليه ولا يتحدث فقط يبكي ويري اول فتاة احبها تشير اليه يذهب اليها فيجدها مع اخر انها تودعه ذاهبة لن يراها مجدداً يبكي ويعود الي الطفل فلم يجده بمكانه اختفي هو الأخر يسير في هذا البستان ويري بحيرة جميلة ذهب اليها ليرتشف بعض قطرات المياه فيري مياها اصبحت سوداء ويري الطفل يوجد صدمات بوجهه ويبكي اكثر مما رأه اول مرة ماذا حدث فيري في جانب البحيرة ثاني فتاة احبها يذهب اليها لكنها تبتعد بحثا عن طموح خاص ليس معه لم يكن حبه كافي لها رغم فعله الكثير لأجلها ينهار اكثر ويبكي وهو يراها تبتعد ويقرر العودة الي الطفل كانه يدور بدائرة لا يعرف الي اين تنتهي لا يفهم شئ مما هو به فلا يجده ويشعر ان حركته في تلك الأرض اصبحت ابطأ وعلي كتفه احمال تزيد مع سيره يسير اكثر واكثر فيجد نفسه امام حبيبته الأخيرة اكثر من احبها ينظر اليها وعيونه يملؤها الدمع اخيرا وجدها يتمني ان يحتضنها ويبكي من كثرة اوجاعه ويقرب يده من يدها بشدة لكن الأيادي لا تتلاقي يبكي وهو يحاول الوصول يده فقط هي ما تقترب يداها ثابتة لا تتحرك ينظر اليها يامل ان تفهمه وتقرب يدها هي الأخري له لكنها ثابتة لا تتحرك انه يحاول وحده يصرخ هي لا تحاول ولا يستطيع وحده الوصول ليدها ويجد الطفل في الجانب الأخر يجلي علي الأرض يضم ركبته لرقبته ويداه ممسكة بها يشعر بالبرد يبكي يصرخ صوت انين ويبكي هو الأخر هو لا يستطيع الوصول لها هي حتي لا تقرب يدها لتلمسه كان يظن ان يداها ستقترب مثلما حاول هو الإقتراب وتختفي من امامه ذاهبة في طريقها فيلتفت الي الطفل فلا يجده ويسير في تلك الأرض ويمر بوادي ليست به اشجار لكن صوت العصافير موجود ويري الطفل يهرب منه مرات عديدة ويسير اكثر ويمر بصحراء لا زرع بها ولا ماء وينتهي به الحال الي البستان الذي دخله لكن تلك المرة انه ليس هو الأشجار تساقطت اوراقها والعصافير غير موجودة ولا صوت لها والمكان اصبح قديم جداً يملؤه الغبار ويري الطفل ويقترب منه ويصرخ تحدث معي من انت وماذا تريد ,, ينظر اليه مبتسماً وحزينا في نفس الوقت قبل ان اجيب عليك انظر بتلك المرأه ينظر وعينه تدمع مرة اخري انه شعر ابيض وتجاعيد وجه انه ليس انا ,, يبتسم اليه الطفل اتعرف من انا انا الروح اتعرف صوت العصافير انه الأمل اتعرف الطريق الذي سرت به انه العمر اضعت كل هذا بحثا عني كي تحتضنني لكنك تهت بوسط الطريق ينظر اليه لكني معك الأن واتحدث معك اخيرا لكني ساذهب ويتحول الطفل لتراب يتناثر وسط الهواء ويسير ببطي وهو يقع داخل الغرفة المظلمة التي كان بها وفجأة يسمع صوت ويجد نفسه بالمشفي قد افاق وانه كان بحلم طويل بعدما حدث له من صدمة ويذهب الي منزله املا ان يحتضن روحه يوما ما .
احتضنوا ارواحكم ولا ترهقوها وحافظوا عليها مهما حدث ومهما كانت الصعاب في طريق الحياة فالعمر لحظة وحلم
بقلمي : محمد مجدي