نحن ومع كل تضحية نقدمها لمن نحبهم وتُقابل برصاصة البرود نخسر جزءاً من انفسنا، في الحقيقة نحن خاسرون منذ البداية..منذ اللحظة التي وضعنا املاً وحبلاً للثقة مع شخصاً ونسينا أن الجميع قابل للتغير، للحِقد وحتى للكراهية.
رغماً عن كل هذا نستمر بتكوين الصداقات، العلاقات وقلة كثيرة من الارتباطات الزائفة، ناسين او متناسين ارواحنا نطمح ونطمح ولانعلم مالذي نطمح له، نهدم انفسنا ببطء.
إننا وبكل مرة نلجأ لصديق لانعلم ماهيته نقبل على الانتحار بصورة غبية ومن ثم نحمل اعباء فشلنا للحياة، اكتب واكتب لأجد قلمي يتوقف ليتلقف انفاسه فيعاود النظر لما كتب ليجد نفسه يرسم تناقضات روحية قد مررت بها انا او أن احد اخر يقف عندها.
جُل الحروف التي كتبتها آلت الى نص ركيك مليء بالثغرات التي لااريد اغلاقها، ثقوب كثيرة اخترقت ارواحنا قبل ان تخترق حروفي، حروب طاحنة وخيبات كثيرة وايضا كمية لابأس بها من المشاعر المتضاربة ترسم مصيراً لنصاً او ربما روحاً لم تجد طريقاً للخروج سوا الحروف..روحاً تخشى البوح بكل مايحصل داخلها ومايحيطها، روحاً ملئها السواد والحقد لـ اللاشيء.
نعم فهذا اللاشيء الذي دائما مانختبئ خلفه يحمل كثيرا من الامور التي تحصل دون ارادتنا، افكار تراودنا، امراض تشوه ارواحنا قبل تشويه أجسادنا لنجد انفسنا في النهاية متآكلين كأشجار خاوية يقتلها اللاشيء!!
- نور الاحمد
