1

22 4 3
                                    

دون هدف على الطريق ___
حين تحركت  عجلات المركبه  كانت تأخذ  الى الطريق الموصل لمدخل القريه هناك حين وصلت المفترق  كنت لا اعرف  بأي إتجاه اقصد  كنت اقف وأمامي  الطريق  وكأن الحياة قد توقفت عند المفترق    كنت احاور نفسي اي الاتجاهات أسلك ،   وبين تلك المتاهة التي تتملكني،  جال بخاطري كيف تتفرع الدروب بين الناس وكيف تتقاطع غايتهم والسبل بينهم لكل شخص في الحياة طريق يختارها  بإرادته او  مرغماً عليها لكن النتيجه واحده  سيكون معه أناس في عشرته منهم من يألفهم ومنهم من يجاريهم ومنهم من يتحامل على نفسه ليحتويهم ، وبين ما انا في هذا الخاطر  قررت أن  أسلك الى اليمين   تحركت عجلات المركبة  تقطع المسافة الممتدة وتطويها وانا امضي  بها القي بنظر من خلف زجاج المركبه  على الطريق امامي ومن جانبي  كنت اضن ان الجبال والسهول  والأشجار هي التي تسير  وأن المركبة  هي الجسم الساكن  على الطريق   لاكن المركبات التي تسير امامي ببطأها وسرعتها بين الحين والآخر  كانت تأكد لي أني  بمركبتي  الذي اسير على الطريق  وكل ما هو حولي ساكن ،

  وبعد  سيري لمسافة الستون كيلو متر  قطعتها  وانا على الطريق الممتد في  وسط البلاد  وصلت  إلى  استراحه  على الطريق  توقفت   ونزلت من المركبه الى بقالة  الإستراحة  وطلبت من البائع علبة عصير بارده كان رجل مسن وقور الوجه تبدو عليه الحكمة ،   ثم سألته عن مسار الطريق  إلى اين تودي  قال لي انت الى اين تريد  قلت له دون هدف اقصد  قال لي وكيف ذالك  الحياة دون هدف لا وزن لها  ولا قيمه لديك فيها  عليك ان تختار لنفسك غاية وهدف    لأن مسار الايام لا يتوقف وهو أثمن ما تملك ان هذا الكون الذي من حولك  يا بني يختزل في حضورك وينطوي في تحركك ، ثم قال لي على الطريق  بعد تسعة كيلو مترآ   تقع  كبرى المدن في البلاد ان قصدتها حاول ان تخرج منها بهدف ، قلت له شكرآ أيها الرجل الطيب ، ثم تحركت بالمركبة واخذت المسلك الذي يودي الى المدينه  ورحت افكر بما قاله لي هذا الرجل المسن     حين كان يحدثني كنت أنظر إلى وجهه وانا استمع إليه بصمت  جال نظري في الخطوط التي خطها الزمن  على جبينه وجبلته الحياة في صعوبتها وشقائها   وكأن الدهر قد دهره وختزل فيه الماضي بكل تفاصيله ومنحته الأيام  هذه الحكمة المكتسبة ،

وحين وصلت على مشارف المدينه توقفت بالمركبة  جانبآ   قبل دخولها ورحت أتاملها عن قرب وانا اتمعن المباني و البيوت المتفاوته في أشكالها و أحجامها و ارتفاعها وألوانها   وكأنها  تحكي عن ساكنيها  وعن طبقاتهم الاجتماعية وعن طوائفهم الدينيه وعن عراقتها التاريخية  هنا تعاقبت العصور والأجيال عليها من قديم الأزل هنا الماضي والحاضر والمستقبل   اجتاحني الفضول والرغبة في دخولها  لكن هناك شيء ما في داخلي  يخيفني من دخولها  يبدو أنه الشعور بالمجهول الذي فيها لا اكثر  ثم تحركت بالمركبة و اندمجت في مسار المركبات التي تعبر المدينه وهي تسير بحركة بطيئة  من اقتضاض الماراه  على الطريق الداخل لوسط المدينه،    وصلت إلى السوق الكبير  ركنت مركبتي  بأحد المصفات المخصصة للمركبات ثم تابعت السير نحو السوق ،

دون هدف على الطريقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن