الاصوات كثيرة متداخلة ...قد تصلك منها همهمات غير مفهومة او ضحكة عالية او اسم لاعب او مغني مشهور هذا هو الحال في مدرج كلية الصيدلة جامعة القاهرة صخب دائم قبل المحاضرات الفرقة الثالتة بين كل ذلك تجد (علياء) تلك الفتاة التي تجلس في الصف التاني وتضع سماعة اذنيها وتقراء رواية امامها ..تتوقف الموسيقى لوصول رسالة الى هاتفها تبتسم فهي تنتضر هذه الرسالة وتعرف مضمونها : اسفة على التاخير ..في الطريق تلك الرسالة كانت من نور صديقتها دائمة التأخير تنظر علياء في ساعتها لتجدها 9:50 فتأمل ان تصل نور سريعا قبل ان يأتي دكتور يوسف فهو لايتاخر ولا يسمح بالدخول لاحد من المتأخرين.. تصل نور بعد خمسة دقائق تتبادلان السلام يدخل الدكتور يوسف بعدها الدكتور( يوسف حمدان) هو دكتور وعالم في مجال العقاقير والكيمياء الطبية .. قد يتبادر لذهنك بعد استعمالنا لفض (عالم ) شخص طويل و نحيل ذو عينين غائرتين تحت النضارة وذقن خفيفة ودائم التلفت في كل الاتجاهات ..ايا كان من زرع هذه الصورة في اذهاننا فقد ضلم الكثير من العلماء .. ينظر في ساعته تلك الساعة الصغيرة ذات اللون الذهبي التي لا تفارقه.. فاذا بها العاشرة تماما يشير لأحدهم ليغلق ابواب المدرج.. ويبدأ المحاضرة كانت المحاضرة في مادة الكيمياء الطبية وسأوفر لنا الوقت ولن اصف ماقيل في المحاضرة وإن وصفت لك فلن تفك طلاسمها .
انتهت المحاضرة اخيرا الساعة الثانية عشر .. فيجمع الدكتور اشياءه في حقيبته ويهم بلانصراف ولكن قبل ان يخرج يقول صوت لو سمحت يادكتور ماهي اجابة سؤال الاسبوع الماضي ؟ فيبتسم الدكتور: لقد كان صعبا ولكني واثق ان احدهم قد اجابه هل سيذكرني احد بالجملة؟
فتقول احدى الطالبات: الحب يسع الاجانب (حكمة)
يسأل دكتور يوسف (مبتسما) من اجاب عليه؟
ترفع علياء يدها من ضمن القلة التي تمكنت من الاجابة كما انها الوحيدة التي اجابت سؤال الاسبوع السابق ايضا
وقف الدكتور قليلا ينضر لعيون الطلاب المتعلقة عليه بتركيز لقد كان شغفهم بمعرفة الحل وجوههم ولاتوجد لحظة يشعر فيها الدكتور بالنشوة اكثر من تلك اللحظة فهو على الرغم من تواصله مع الطلبة وتواضعة معهم يجد حاجزا بينه وبينهم لا يستطيع كسره ابدا ولكنه في تلك اللحظة دائما يشعر انه استطاع ان يكسره لقد احب تلك الاسئلة اكثر منهم
اشار لعلياء مؤذنا لها بالاجابة فقالت ( بسرعة) :
- السعي باب النجاح .
الدكتور صحيح.
(لحظة هدوء ثم صخب في المدرج) يقطعه الدكتور:
لا يوجد اسئلة هذا الاسبوع للتفرغ لامتحانات نصف العام ، لقد اقتربت
قالها وانصرف
والاسئلة هي اسئلة " جناس صحفي" وهي لمن لا يعرفها هي اعادة ترتيب حروف جملة لا تعطي معنى او فائدة للحصول على جملة ذات معنى وفائدة.
قد تسأل هذا السؤال ولكن موضوع تلك الاسئلة قد بدأ في حفل الترحيب بالطالبة اول العام وقد تمت دعوته مع باقي الاساتذة ... وتفاعل كل دكتور مع الطلبة عن طريق القاء اسئلة او لعبة صغيرة خفيفة حتى جاء دوره فلم يجد الا " الجناس الصحفي" ومن وقتها وقد تعلق الطلبة بهذا النوع من الاسئلة .
***
بعد المحاضرة تذهب علياء ونور لمكتب الدكتور ليسألونه عن بعض مما لم فهمها في المحاضرة ... فيرحب بهما ويشرح لهما ثم فجأة وبدون اي مقدمات يستاذن ويذهب ويتركهما في المكتب.
وقبل ان تخرجنور تجد محفظة على الأرض فتفتحها وتمسك البطاقة تنفجر من ضاحكة بسبب صورة البطاقة ،تلك الوصمة في حياة كل من كل من اكمل السادس عشر عاما تختطف علياء المحفضة من نوروتقول:
-حسنا سنترك المحفضة وننصرف وإن سرقت؟
من سيسرقها؟ سنتركها في مكتبة كما كانتً
قد يسرقها احد العاملين او الطلبة فالدكتور لا يغل المكتبة عندما ينصرف ... ان المحفضة تحتوي كل اوراق الدكتور الشخصية
.... ستكون مشكلة ان ضاعت اوسرقت
- حسناما اقتراحاتك؟ حسنا اقترح ان نذهب الى المنزل الدكتور ونعطيها لبواب العمارة ليعطيها له.
علياء(بعد التفكير):
-حسنا .. سنتقابل اليوم السادسة في(....) لنذهب له
- حسنا.. اتفقنا
****
الساعة السادسة هاتف علياء يرن ... تتصل بها نور، ترد بسرعة:
اين انتٌ ؟
فترد عليها نور معتذرة:
- متأسفة لن اتمكن من الذهاب !
ماذا؟! انا في طريقي اليك.
- لقد اتى والدي من السفر وسنذهب لاستقباله في المطار الان
- لماذا اتفقت معي اذا؟
- لقد كان من المفترض ان يأتي التاسعة ، ولكنه استطاع ان يأتي ملكرا... ولم يخبرنا ليفاجئنا.
- هذا لحسن حظي .
نور ضاحكة:
- فلنؤجلها للغد .
- انا في طريقي ولن ارجع ، سأذهب وأعطيها للبواب وحدي.
- كما تريدين .. الى اللقاء
- الى اللقاء
****
تصل علياء الى العنوان الموجود في البطاقة ... تسأل عن المنزل فيدلهما احدهم انها الشقة الوحيدة المسكونة في هذه العمارة وبلطبع لا يوجد بواب ... تتردد ثم تقرر ان تصعد له وتعطيه المحفظة.
تطرق الباب فيفتح جزء من الباب لا ترى سوى وجه الدكتور ويده
الممسكة بالباب وتلك الساعة الذهبية الصغيرة عليها . قالت له علياء بارتباك :
حضرتك ...
الدكتور مقاطعا :
علياء !!
لقد وجدت محفظة في المكتب في هذا الصباح و ... الدكتور (مقاطعا مجددا ):
ليس لي شكرا
ولاكن بطاق
لم تستطع ان تكمل جملتها ، فقد اغلق في الباب في وجهها... فقد سمعت صوت المزلاج او مشابه يغلق من الخلف بعنف حدثت عليها نفسها قائلة :"لقد علمت انك اكثر من استاذ"
****
في طريق العودة تتصل علياء بنور
ترد نور:
- حسنا هل تمت المهمة؟
اريد ان اراك.
حسنا ... نتقابل غدا بل اقصد اريد ان اراك الان
اننا في طريقنا للمطار الان.. لن يمكن ان نتقابل حتى الغد
لقد رأيت شيئا في شقة الدكتور
نور بأهتمام :
ماهو؟
لست واثقة مما رأيت شيئا في شقة الدكتور .
لست واثقة مما رأيت ، ولكني بحاجة لان اقابلك
حسنا.. غدا سأتياليك
لا تتأخري
- حسنا .. ساتي
اذا وجدت تفاعل انزل الفصل التاني😊☺️😊