محاربة السرطان /رحاب المالكي .
طفلة بريئة في الصف السادس الابتدائي تبلغ الحادية عشر من عمرها انها المرة الاولى التي تشعر فيها بإلمٍ في الرجل اليسرى فلم يتبقى على يوم تخرجها من المرحلة الابتدائية الا ايامٌ معدودة فقالت:لن اذهب للمستشفى الا بعد حضوري لحفل تخرجي .
جاء يوم التخرج وذهبت لتحتفل بتخرجها وهي لاتستطيع المشي على اقدامها كان عندها شعور بفرحة التخرج رغم الآلام
بعد اجراء الفحوصات اللازمة...الأمرُ الصادم
أُكدت اصابتها بورم سرطاني خبيث في الرجل اليسرى
تلقي ذلك الخبر، هو أشبهُ بالصدمة التي لم تعتقد بأن للمرء طاقةً لها،
لم تكن تعلم عن مرض السرطان شيئاً سوى انه يتسبب في سقوط الشعر وأنه مُمِيت .
دُعيت بعد ذلك لإجراء اول جلسات الكيماوي بعض من الجلسات 24ساعة وبعضاً منها 48ساعة لك ان تتصور حجم الألم في كل ثانية من العلاج الكيميائي.. جرعة كيماوي بالوريد، ألم، حرقة، غثيان، عدم توازن..
يومًا تلو الآخر بدأ الألم بالإزدياد، وكأن الحياة لا تؤمن بالمراحل العمرية السرطان مؤذي جدًا إن تشخيص الإصابة بالسرطان ليس تحديًا جسديًا فحسب ، بل هو أيضًا حرب عقلية للمريض والأسرة والأصدقاء! المواد الكيميائية التي تحترق في دمك لا يمكن لأي شخص التعامل معها.
بعد اجراء الفحوصات اللازمة،وضحت لهم الفحوصات والاشعة بأن السرطان انتشر على الرجل اليسرى بالكامل
الحل الوحيد هو بتر الرجل لكي لاينتشر السرطان لكامل الجسم ذلك ما اعتقده عدة أطباء ذلك اليوم كان مختلفًا،يومٌ صعب للغاية خطورة عدم اتخاذ الاجراء كبيرة حدث مالم يكن بالحسبان إطلاقًا..
بعد بتر رجلها قالت: عادي سبقتني رجلي للجنة . كما عهدناها قوية جداً وفي ذات الوقت ملهمة،
ادركت معنى ان تحاول، ان لا تستسلم، ان تكون اقسى من آلامها عليها، وان كانت طفلة.. عندي قناعة ، كل من واجه السرطان وتحداه وقاومه شخص عظيم بكل المقاييس ومستحيل أي شيء يهزمه . تساقط شعرها الجميل وفقدت رموشها وحواجبها ظهرت ملامحها الملائكية إسّودت عيناها حرق العلاج الكيميائي والاشعاعي جسد تلك الطفلة البريئه المذهله ومازالت تبتسم وتتفائل وعاشت على امل ان غداً افضل وان الحياة مرةٌ واحدة لم يستطع السرطان كسرها قدرت تصبر وتتحمل وتحارب الألم والظروف وتتخطى الهزائم والصعاب ومن ألمها ولّد الامل استطاعت ان تحول الم المرض الى قصة كفاح يرويها الجميع وتكون اقوى وأعظم ،لم يكن في قاموسها الشخصي جزع وسخط من رحمة الله ولم تستسلم لفكرة انها مريضة سرطان ولكنها تردد دائماً "انا رحاب انا محاربة السرطان"اعتبرت السرطان تحدي لاندفاعها للحياة لم تجعله طاقه سلبيه تجمدها في مكانها انما بإرادتها وعزيمتها القوية رغم صغر سنها وقفت شامخة امامه وتحدته بكل جرأه وإراده لم تجعله ينتزع الفرحة من ملامحها الفاتنه كانت مؤمنه انوا ربنا ماراح يضيع تعبها وراح يكفر بها الله خطاياها وراح يعوضها بكل وخزة ألم سيئة تسقط وحسنة تُكتب .
كانت تقول :الله يحبني الله اذا احب عبد ابتلاه انا راضيه بقضاء الله وقدره الحمدلله على كل حال .
اعطت العالم اعظم درس في قوة التعلق واليقين بالله
والرضاوالايمان بإقداره تختصره عباره قائلةٌ فيها:
لايضعك الله في مواقف لاتستطيع التغلب عليها الله يعلم انك تملك القدرة على تجاوزها وتحملها!اطمئن لأن الله لايكلف نفساً الا وسعها .
وايضاً قالت:ان الله الذي منحك التحدي منحك كذلك القدرة على مواجهته ما ابتلاك الا لانه يعلم انك قادر على مواجهة ماتمر به الآن
وبكل ثقة تقول :لان احنا نعلم اننا جميلين نتعمد ان نبتسم .
ما وجدت من رعاية طبيبة جعلها تحب الأطباء طيلة اليوم،
من رحمة الله انه لا يكلف نفسًا الا وسعها، بدأت علامات التحسن بالظهور تدريجيًا، كما يبدوا انها على وشك توديع تلك الجلسات..
قالوا الاطباء بأنها تشافت وكل شهر تقريباً يسووا لها فحوصات ،للأسف رجع السرطان في رئتها اليسرى من الخلف وبعد اسبوع من الفحص بدأت العلاج الإشعاعي
قال الدكتور :حالتها سيئه جداً العقده اللي فيها كبييره وقريبه من الاورده مرا وملتفه على المريئ وبيبدون يعالجونها اشعاعي اسبوع كامل وقال لنا انها بتصير الايام الجايه تعباانه اكثر وبتصير صعب عليها الاكل وانها تبلعه وبتصير تكح دم وتستفرغ دم والتنفس بيصعب عليها لكن لو تعبت ف اي لحظه نجيبها لهم طوارئ الاورام ولو ماقدرت تتنفس صعب انهم ينعشونها لان مايقدرون يضغطون على صدرها لان العقده قريبه من القلب واحتمال يصير نزيف ، والاسبوع الجاي عندها مراجعه عشان يخططون لها مكان العقده والاسبوع اللي بعده كامل بيصير كله جلسات لها اشعاعي والحمدلله على كل حال، اخبر الدكتور اهلها بأن يكونوا بالقرب منها لانها في مراحل حياتها الاخيره وهي تحتضر تخبر اختها بأنها تشوف ريحان وانها تطير ، وانتهت رحلتها قبل شهور، الله يرحمها ويسكنها فسيح جناته، البطلة رحاب اكبر مثال على ان الواحد يحارب حتى اخر ثانية حتى آخر نفس، الانتصار يكمن في المقاومة. بالأمس كنا ندعو الله أن يشفيك،، و اليوم ندعوه ان يرحمك،، كنت و ستكوني محاربة سرطان شجاعة وبطلة
من الابيات التي كانت تلحنها دائما في السوشل ميديا والمهرجانات والمقابلات بصوتها الشجي العذب وحنجرتها الذهبية
في متاهات الدروب يلفني همٍ طواني
بين طعنات العلاج ..وبين غصات الاماني
أبتسم رغم الجروح دمعه من سيله كواني
وتجي للي مقد محنتي ..حسبي كفآني!
هو صحيح اني مريضه والمرض دمر كياني
بس صبري مايتغير وعارف ان ربي إبتلاني
لين تتمحص ذنوبي وبالجنان ارفع مكاني
والفرج مهما يتأخر بكرا يضوي لي زماني
لين تتمحص ذنوبي وبالجنان ارفع مكاني
والفرج مهما يتأخر بكرا يضوي لي زماني
بكرا بتعافى وبأدفن قصتي وأقسى الثوانيرحلتِ للسماء لأن السماء وطن للطيبون رحلتِ لمكان يشبهك كثيرًا والله ألم واشتياق كبير مرة بس اطمئنان انها بجوار الله .
"فكُلّ الأشياء ذاهبة ولكن، يبقى الأثر"بقلم /جيهان صالح .