الفصل الثاني

18 2 0
                                    

أخد عمر الهاتف الذي ما زال يرن من يد زينب وفتح الاتصال بعد ان ضغط على زر مكبر الصوت وهنا سمع صوت المتصل الذي لم يكن سوى لمريم
مريم بقلق : اين انت لينا ، لقد تأخرت يا فتاة ، اين انت ؟
اما عمر وزينب اللذان كان يستمعان لصوت المتصلة وقد ألجمتهم الدهشة
عمر مجيبا : هل هذا أنت حقا مريم ؟
اما عند مريم فقد اصابتها الصدمة فهذا صوت عمر زوج شقيقتها زينب الذي يرد عليها من هاتف لينا
مريم بخوف من ردة فعلهم بعد اختفائها لازيد من شهر وقد علمت ان الكل كان يبحث عنها
مريم بقلق : اجل اخي اين لينا ، فهذا هاتفها
عمر : لينا بخير ، قولي لي اين انت؟
مريم : انا ،انا بخوف
عمر : تبا مريم اعطيني العنوان حالا
مريم : حسنا وبدأت تملي عليه عنوان ببت نجاة
زينب : سأدهب معك عمر ، اريد رؤيتها لقد اشتقت لها كثيرا
عمر : ولكن كيف سنترك لينا لوحدها ؟
سلوى : سأبقى معها لا داعي للقلق ولا تنسيا انها اخدت المهدئ
عمر بامتنان : شكرا لكي سلوى ، هيا زينب
خرج عمر وزينب متجهين الى ذاك العنوان الذي اعطته لهم مريم
وكانت دهشتهم كبيرة عند رؤيتهم لذاك المنزل المتهالك
زينب بفزع من المكان : لا تقل لي ان هذا هو العنوان
عمر : بل هو
وجدوا بعض الاطفال يلعبون
عمر لاحد هؤلاء : قل لي يا صغيري هل تسكن فتاتان واحدة اسمها لينا والثانية مريم
الطفل : اجل سيدي وهذا فعلا بيتهما وايضا تسكن هنا تلك المرأة الشريرة والدة لينا
زينب متدخلة : تعني السيدة نجاة
الطفل : اجل سيدتي
عمر وهو يخرج بعض القطع النقدية من جيبه : تفضلا هذا لكم
فرح الصغار بالنقود ، اما عمر فدق باب ذاك المنزل المهترئ
فتحت مريم الباب ووجدت صهرها وأختها زينب ينظران لها بدهشة لوجودها في هذا المكان
ارتمت مريم بين احضان زينب وهي تبكي
عمر : اريد ان اعرف كيف وصلتي لهنا ، فنحن بحثنا عنكي في كل مكان
زينب وهي تقاطعه : ارجوك عمر ليس الان ، هيا بنا من هذا المكان
مريم : لينا ماذا جرى لها
عمر : لقد اغمي عليها وهي الان بمنزلي
مريم : سادهب لاحضار ادويتها وكذا ملابسنا
زينب : ان كانت مثل الملابس التي ترتدبنها الان فلا داعي لذلك فقط احضري ادوية لينا
مريم بخجل.من ملابسها : حسنا اختي سافعل، ادخلا رجاء
دخل عمر وزينب داخل ذاك البيت ولم يصدقوا انفسهم مما يرونه امامهم ،المنزل لا يحتوي الى على القليل من الاثات البالي .  كيف تعيش الفتاتان في هذه الوضعية واين كل تلك النقود التي يبعثها حسام لطليقته من اجل ابنته ، بل اين المنزل الذي اشتراه لهن
قامت مريم بجمع الاشياء التي تحبها لينا وكذا اغراضها الشخصية وتتمنى ان تكون تلك الفتاة التي ضحت من اجلها بكل شيء لتبقى معها بخير
مريم : حسنا هلا دهبنا الان للينا فهي بحاجة لادويتها
وهكذا ذهب الكل الى منزل عمر وكل واحد منهم يفكر بما حصل وما سيحصل .
وجدوا سلوى جالسة قرب لينا التي لم تستيقظ بعد
مريم بخوف  : ما بها ؟
عمر : لقد سقطت مغشيا عليها وانا اخبرها انني عمها
مريم : إنها مريضة ، الطبيب وصاني الا تتعرض الى اي انفعال
سلوى : مما تشكو ؟
مريم : عندها فقر الدم الذي ولد لها ضعف في القلب
سلوى : لا بأس هذا سيعالج بالمقويات وايضا الغداء الصحي و ابعادها عن التوتر
مريم : من انت؟
زينب : إنها صديقتي الدكتورة سلوى "ولسلوى" هذه أختي مريم
مريم : تشرفت دكتورة
سلوى : وأنا بالمثل
عمر :يجب على حسام معرفة ما يجري ؟
زينب : أبلغه ولكن بتأني ، فلا نريده أن يصاب بصدمة أخرى
عمر : سأفعل ولكن بعد استيقاظ  الفتاة
سلوى  : حسنا أنا داهبة ، لدي عمل علي القيام به ، وارجو ان تطمإنوني على المريضة
زينب :شكرا أختي سنفعل " وهي تصاحبها للخروج من المنزل"
اما عمر فينظر لمريم نظرات حزن لهروبها من المنزل
مريم : عمر ارجوك لا تنظر لي هكذا ، يجب أن تسمع ما جرى وبعدها تحكم
اما في مكان ما في إحدى أهم الشركات في الدولة ،يجلس ذاك الرجل  اﻷربعيني الذي يدعى حسام القادري بحلة من اللون الكحلي تبرز عضلات جسده ووجهه الحاد وعينيه الثاقبة ذات اللون الاخضر منهمكا في عمله
دق باب المكتب بطرقات رتيبة ،أذن هولطارق بالدخول ،ليدلف الى المكتب شاب بالعشرينات أنيق المظهر نسخة من حسام القادري
ويدعى فارس القادري ابن عمر القادري
فارس وهو يضع بعض الاوراق على مكتب عمه
فارس : هذه أوراق المناقصة الجديدة
حسام : هل راجعتها جيدا
فارس  أراد أن يتكلم ولكن قاطعه رنين هاتف عمه
حسام وهو يجب على الهاتف
حسام : أهلا عمر ، ماذا هناك ؟
عمر : أنا بخير حسام ، أرجو أن تعود للبيت اﻵن فهناك أمر هام
حسام بقلق : مالذي يجري أخي ؟
عمر : ستعرف عندما تأتي ولا داعي لتوترك، واصطحب فارس معك
حسام :حسنا أنا آت في الحال " وأنهى الاتصال"
فارس : ماذا يريد أبي؟
حسام وهو يلتقط مفاتح سيارته : لا أعرف ولكنه طلب منا الحضور الى البيت.
دهب ابطالنا الى المنزل  وهم متوترين من هذا الاتصال .
وعند وصولهم وجدوا الكل جالس في صالون الفيلا الفاخر ، زينب وعمر وريان والعبوس يعلو ملامحهم
حسام : ماذا يجري بحق الله ، ما بكم ؟
عمر : لقد وجدنا مريم و.
وهنا قاطعه حسام بفرحة : هل هي بخير ، وأين كانت ؟
عمر : ليس فقط مريم أخي بل ابنتك لينا أيضا معها
حسام بفرح فهو لم يرى لينا منذ وقت طويل : أين هن ؟
عمر وهو يرشده للغرفة التي بها الفتاتان : هن هنا
فتح باب الغرفة وكانت مريم تجلس قرب لينا التي ما زالت مسطحة على السرير
حسام بعدم صدق لما يراه امامه : أين كنت مريم "بالمناسبة مريم خطيبة حسام  ولكن لنرى ما جرى "
مريم وهي تنظر له بغضب : ليس لك شأن بي
زينب : ماذا تقولين مريم ، كيف تخاطبين حسام هكذا ، انسيت أنه خطيبكي ؟
مريم : أنا لا أريد رجلا مثله في حياتي
حسام : ماذا تقصدين بحق السماء ؟
مريم : انظر " وهي تشير للينا " اتعرف من هذه وأين كانت تسكن وماذا تأكل وصحتها؟
نظر حسام لابنته ولاحظ ضعفها واصفرار وجهها
حسام : ما بكي ابنتي ، ولما انت هكذا واين والدتكي؟
تشبتت لينا بمريم التي اجابت حسام عن سؤاله
مريم : سأجيبك أنا سيد حسام ، ابنتك تسكن في منزل وضيع والاكل فيه قليل اما عن تلك الام التي تتكلم عليها فوجودها مثل عدمه ، وتغيب بالاسابيع عن المنزل تاركة الفتاة وحدها ، واحمد الله اني وجدتها وبقيت معها
كان الكل ينظر لها بتعجب لما تقوله
زينب : أختي ماذا تقولين ،فحسام اشترى منزلا فخما للينا ونجاة وأيضا مبلغا كبيرا يصلها كل شهر عذا عن ملابس وألعاب وغيرها للينا.
مريم بسخرية : أنت رأيت المنزل ورأيت الملابس التي كانت تلبسها الفتاة ، فلا داعي للكذب
حسام بغضب لما يقال : ماذا تقولين انت ، وعن أي منزل وضيع تتكلمين .
مريم : أخبره عمر عن المنزل الذي يفتخر السيد بشرائه
عمر : ارجوكم اهدؤوا ، فأظن هناك اشياء كثيرة يجب علينا معرفتها ، فليجلس الكل وانت مريم احكي لنا الذي جرى معكي
جلس الكل وبدأت مريم تحكي .    ....
💖💖💖💖💖💖💖💖💖
الى الملتقى في فصل جديد من روايتي لينا الفارس
بقلم سعدية أخبار


لينا الفارسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن