الفصل الاول:المشردة

5 3 0
                                    

و بينما السماء تذرف عبراتها معي تعزيني او تواسيني بالأحرى على شقائي فهاته الدنيا.
كنت أسير في الطرقات كمشردة لا مأوى لها او بالاحرى فقد اصبحت كذلك ،لهذا علي التعود و الاستسلام لهاته


الحرب التي خلفت خرابا في حياتي.
في هذا اليوم ايقنت ان لا مأمن و لاثقة فهاته الحياة،صحيح انها تمد سواعدها لك لتحضتنك بينها لكن و بعد ان تدرك انها قد كسبت ثقتك بها و قد اودعت امرك لها ترميك و تدير ظهرها لك و كأنها لم تتعرف قط عليك.
نعم هذا ما حل بي بعد ان امسيت أميرة تتربع على العرش في قصر والظها ذات كرامة كبرياء ،اصبحت مشردة لا ساىل يسأل و لا بيت ياويني و لا قطعة خبز تسكت املاقي .


و اللعنة لما ولدت غنية لو ان ولد فقيرة لتنعمت بعيشة بسيطة لا تهدد حياتي و لا حياة والداي .
ها قد مكيدة الاقارب وصلت لمبتغاها لتأخذ مني اعز ما أملك او لا هم جواهر حياتي ، الحضن الدافىء الذي لطالما تمعنت به في مثل هذا الصقيع "والداي" هذه الكلمة هي اغلى شيء يتلفظه الانسان و يمتلكه فاذا فقدهما لا يستطع استردادهما سواء ان كان فقيرا او غنيا .

أناجي الحياة و اتمسك بها قد تخليت على كل ما خلفه ابي وراءه لي قبل مفارقته للحياة.
حتى أنني لم أخلق لأحب أو لأحب .
نسمات الزمهرير تلفح جسدي ، بطني يقرقر من الاملاق ، جسدي يرتعد، اسناني تصطك، السماء توشك على اسدال ستار الليل .
لا مأوى و لا حول ، الا ان اصبر فارزق او اموت لم اعد اكترث اصلا.
زاوية مغطاة فركن هناك احشر نفسي فيعا حتى اقيها من البرد .
اسند رأسي على الحائط ذكريات تخالجني عبرة حارة تمردت تلفح وجنتي ، صوتي الاجش ينادي"أمي، ابي باي حق تكرتوماني وحدي وسط جحر الافاعي، ارجوكوما خذاني".
التعب انهك جسدي لتغمض مقلاتيا تلقائيا .

مدفأة صغيرة شظايا النار تتطاير منها ، كرسي خشبي يتارجح رجلان ممشوقان وضعت احداهن فوق الثانية تبدوان لشخص فارغ الطول ، صدر عريض ، نظارات تدل على الحكمة و الحنكة ، انه ليس الوصف الدقيق لهيبته انما هي مجرد كلمات لا تأبى ان تصف هيأته الرجولية و هيبته
صوت شهقات قريبة تتعالى مع صفير الرياح جذبت انتباه ذلك القابع ، ابت اذناه تجاهلها ،يردف بصوت شبه مرتفع بعد ان توصل به الحال الى الخارج وسط ذلك الصقيع :"من ذا الذي هنا ، في مثل هذا الجو ، هل من احد يسمعني؟!".



ليتفاجىء بفتاة في حالة يرثى لها .جسد يرتعش بردا ، دموعا تأبى التوقف ، لباس شبه
متسترة على ذاك الجسد الحليبي المرتعش ،لم يعي نفسه الا و هي بين يديه ملفوفة بسترته الدافئة ,ليردف و نفسه :كيف و لحسناء مثلها ان ترمى وسط غابة بشرية".
أشعة ذهبية تدغدغ اعينها ، مقلتان تفتحان بتثاقل تحكيان انزعاجهما من الضوء .
قطرات تمردت على وجناتاها ، لترفع يدها تتلمس جبينها قطعة قماش وضعت عليها لتخفيض حرارتها حنى جعلها تتساءل او تفكر انها في حلم حتى احست بثقل على يدها لقع عينها عليه لتجد صاحب البنية الضخمة قد نام لجانبها جراء سهره على اخفاض حرارتها

.
.
يفتح عيناه بعد أن أحس بحركتها
ليردف فور أن يفتح عيناه :"هل انت بخير يا آنسة؟!"
يمد يده ليتحسس جبينها قاصدا التأكد من انخفاض حرارتها .
.
.
.
يزفر بارتياح بعد أن رأى تحسنها .

.

.تحاول النهوض فيمنعها قائلا :"عليكي ان ترتاحي ، ابقي كما انت متسطحة كما انت ساعود فورا".
يتركها ليأخذ بخطواته الى الخارج .

.
.
.
.
"تناولي الحساء و العصيدة سيساعدانك على التحسن و من ثم اشربي هذا الدواء سيخفف عنك الارهاق التي سببته الحمى و ان احتجتي شيء نادي الخدم ، سأكلف خادمة تعتني بكي لا تقلقي ساعود حالا يمكنك ان ترتاحي الان ".
.
.
.
.
يتجه الى شؤونه بعد ان ترك الاخرى نائمة .
.
.
.
الليل قد اسدل ستاره ، و الاخرى لا تزال نائمة .

جسدها يرتجف تتعرق تمتم بكلمات غير مفهومة الا كلمتان:" امي ، أبي "
.
.
.
شهقاتها تتعالى .
.
.
.
يدلف الاخر محاولا تهدئتها لتتخذ من حضنه ملجأ
.
.
.
لم يجد شيء يخفف به من ارتجافها سوى ان يربت على ظهرها و يداعب خصالتها بشيء من الحنان .
.
.

لتغمرها الاخرى راحة فيرتخي جسدها بين احضانه
.
.
.
ينام يداه تطوق الاخرى .
.
.
.
صباح قد اشرق بنوره ليوقظ النائمة التي وجدت نفسها بين احضان الاخر لتصرخ بكل ما اوتيت بقوة:"متحرشششش".
يتبع .
[ ] .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 05, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ضحية ميراثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن