حوار مع هو

78 3 1
                                    


أن  أفضل القول أقله و أدله ...


بعد   تلاوة العزيمة ، و تعطير المكان ، جاء دورالإستعداد لحضوره ،

إرتديت   جلبابا أسود كما ينص الكتاب ،

وغطيت رأسي بعمامة سوداء ،

وكحلة عيني بكحل عين مزجته بماء بئر مهجورو تلوة عليه ما نص الكتاب كذلك ،

أحضرت  الكتب المقدسة و خبئتها في صندوق جاورني تحسبا لما قد يصيبني من هذا التحضير ،

أشعلت  الشمع ،

وقلت :ياهو!يامن إذا ذكر إسمه تفرق الجمع تحسبا لقوته،

وقلت :ياملك العوالم السفلية ، و يا صاحب الكرسي   الخالد في النار الخالدة ، أدعوك أنا

فلان  إبن فلان ، لتحضر ها هنا بحق المعصية  الكبرى ، والنصر الأبدي لحضرتكم ،

...

أغمضت  عيني ،كل الكتب تقول أنه إذا حضر لن تتمكن   من النظر في وجهه ،

الكل    يقول أنه قبيح ،

هوقبيح ،

الكل   يقول أنه متى جاء حضر في صورة مخيفة ، تحرق   تأسد كل ساحر يفخر بقدراته ،

نارتجهل القلب فيخفق خوفا من المجهول ،

ترتعش  له العظام ، و تغادر له الأرواح أجسادها  في هلع ،

وتصرخ :أريدالحشر!

يقولون  أن الجدران تشق متى سمعن صوته الغليط  القديم ،

ولكن ما الذي جعلني أتي مثل هذا الفعل ؟

...


كنت  قد وهبت حياتي من الولادة للعلم ، أنا أحب   أن أعرف كل شيئ ، ما خفي عليا و ما بدى ، ،و تعلمت خلال رحلتي ، ان من يأخذ من مصدرواحد و يكتفي به ،كالبقرة التي تأكل من صنف واحد و تلتمس اللذة العظمى وراءه 


ربما    المثل لا يستقيم في تقريب الصورة لجنابكم، لكن فهمتم مقصدي،

لم   أصدق يوما أن عزازيل ظالم ، كيف لشخص تهجد   لربه لمدة لا نستطيع مقاربتها بالسنوات  الشمسية و القمرية أن يعصي ربه و هو يراه   دون سبب مقنع لذلك ،

ونحن ، من لم نرى لا جحيما و لا جنان ، لم   نرى نور وجهه و لم نرى قدرته على الخلق   نخاف متى أتى المعصية أحدنا ،

فما   بالك   به ،

...

إنتهيت   من العزيمة ، تحضرت وتحصنت ، و أغمضت عيني، و أنا في منتهى قمم التأهب ، قرأت كل  الإحتمالات ، و أخذت حذري ،...لكن لم يحصل شيئ ، لم يحصل شيئ ؟ حقا ..كنت  مدركا إدراكا صميميا و حاسما بعدم وجوديةهذا العالم المتافيزيقي ، هذا البعدالثاني ، لكن أنتمي للتيار التجريبي  فلسفيا ، أردت فقط أن أحسم المسألة ، نظرية  الإحتمالات التي يبنا عليها الكشف كما  أتى به الصوفيون ، و الروحانيون قد تمكنت  منها و حسمت الجدال الداخيلي فيها و أثبت  لعقلي عدم وجودها من الأساس ، التجربة هي  الحل الوحيد و الأوحد للوصول للحقيقة ،

رحلة في الحلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن